وافق الحزب الشيوعي الصيني السبت، على إجراء تعديلات على دستوره تهدف إلى ترسيخ المكانة الجوهرية للرئيس شي جينبينغ والدور الإرشادي لفكره السياسي داخل الحزب وذلك في ختام مؤتمره الذي يعقد كل خمس سنوات. كما قرر الحزب إدراج إشارة في ميثاقه تنص لأول مرة على معارضة بكين لاستقلال تايوان.
وأدرج الحزب الشيوعي الصيني “الدور المحوري” لشي جينبينغ في ميثاقه والذي يتوقع أن يمنح الرئيس ولاية ثالثة تاريخية على رأس الحزب والبلاد.
وجاء في قرار تم تبنيه بإجماع المندوبين قبيل اختتام المؤتمر في بكين، وتضمن تعديلات لميثاق الحزب، أن على أعضاء الحزب البالغ عددهم حوالي 97 مليوناً أن “يدعموا الدور المحوري للرفيق شي جينبينغ داخل اللجنة المركزية للحزب والحزب بمجمله”.
ومن شأن حصول شي على فترة ثالثة كزعيم للحزب الشيوعي الصيني، أن تمهد الطريق له ليصبح أقوى زعيم منذ ماو تسي تونغ، ففي حين لا يوجد حد أقصى لعدد فترات تولي قيادة الحزب، لكن لم يتولَ أي زعيم باستثناء ماو، مؤسس الصين الشيوعية، القيادة لثلاث ولايات متتالية.
وكان البرلمان الصيني قد ألغى عام 2018، قانوناً يحدّ من عدد مرات تولي الرئاسة بفترتين، ما سمح لشي فعلياً بالبقاء في منصب الرئيس طالما شاء.
ومنذ توليه السلطة عام 2012، قاد شي الصين على مسار طموح واستبدادي بالتساوي. فقد دفع باتجاه تحقيق “إنعاش كبير للأمة الصينية”، الأمر الذي جعله يهتم بالإصلاح الاقتصادي، والحد من التلوث والتقليل من حدة الفقر.
وأدت محاولات شي لتوسيع نفوذ الصين في الخارج، من خلال مبادرة “الحزام والطريق” والمطالبات في بحر الصين الجنوبي ودعم روسيا في حرب أوكرانيا والتدريبات العسكرية الأخيرة حول تايوان، إلى زيادة التوترات مع الولايات المتحدة ودول أخرى.
وأكد الرئيس الصيني لدى إعلانه اختتام المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني الذي استمر سبعة أيام، على ضرورة امتلاك “جرأة الكفاح من أجل تحقيق النصر”. وخلال أشغال اختتامه، قرر الحزب إدراج إشارة في ميثاقه تنص لأول مرة على معارضة بكين لاستقلال تايوان، بموجب قرار صدر في ختام المؤتمر. وجاء في القرار أن مؤتمر الحزب الشيوعي “يوافق على إدراج بيانات في ميثاقه حول المعارضة الحازمة للانفصاليين الذين يسعون للحصول على استقلال تايوان وردعهم”.
وتصاعد التوتر بشكل كبير في آب بعد أن أجرت الصين مناورات حربية بالقرب من تايوان عقب قيام رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي بزيارة تايبيه. واستمرت هذه الأنشطة العسكرية ولكن بوتيرة أبطأ.
وقال مكتب الرئاسة في تايبيه رداً على التصريحات إن جمهورية الصين، وهو الاسم الرسمي لتايوان، دولة مستقلة وذات سيادة. وأضاف المكتب في بيان: “موقف تايوان محدد: لا تراجع عن السيادة الوطنية لا تنازل عن الديمقراطية والحرية واللقاء في ساحة المعركة ليس مطروحاً بالمرة على جانبي مضيق تايوان”.
وعرضت بكين على تايوان نموذجاً للحكم الذاتي شعاره “دولة واحدة ونظامان” وهو النموذج الذي تستخدمه مع هونغ كونغ. لكن جميع الأحزاب السياسية الرئيسية في تايوان رفضت هذا المقترح وتظهر استطلاعات الرأي أنه لا يحظى بأي تأييد شعبي تقريباً. وتقول تايوان بأن شعبها وحده له الحق في تقرير مصيره.
والجمعة، أكد مدير العمليات البحرية الأميركية الفريق الأول مايكل غيلداي أنه يجب على الجيش الأميركي أن يكون جاهزاً للرد على غزو صيني محتمل لتايوان بدءاً من العام الحالي، في مؤشر على القلق المتزايد بشأن نوايا بكين تجاه الجزيرة.
وكان الرئيس الصيني قد أكد مجدداً، خلال افتتاح مؤتمر الحزب الشيوعي الاحد الماضي، أنه يعتزم “إعادة توحيد” تايوان مع الصين، وبالقوة إذا لزم الأمر.
بدوره، حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في وقت سابق من أن بكين تريد السيطرة على تايوان “بوتيرة أسرع بكثير” مما كان متوقعاً سابقاً، مضيفاً أن “صيناً مختلفة تماماً” ظهرت في عهد شي.
The post مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني: معارضة استقلال تايوان وولاية ثالثة لشي جينبينغ appeared first on AlMada – أخبار لبنان والعالم.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.almada.org
