آخر الأخبارأخبار محليةعاجلعناوين وأخبار الصحفمقالات

ملاحظات “نيابية سيادية” على جنبلاط… و”الله يوفّقه”

ملاحظات “نيابية سيادية” على جنبلاط… و”الله يوفّقه”

رضوان عقيل

يتنافس المرشحان لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجية و#ميشال معوض. ويحاول الاول الحلول في الكرسي الذي احتله جده عام 1970. ويأمل الثاني في الوصول الى قصر بعبدا المكان الذي لم يستطع والده الرئيس الراحل رينه معوض الحلول فيه لأن قدره كان الاستشهاد. ولا يتعاطى الرجلان في حساباتهما انطلاقا من معايير تخص مسقطهما زغرتا التي لا تغيب في العادة بين قوتين تنشطان في البيئة السياسية نفسها، علما ان لكل منهما مشروعه وخريطة تحالفاته على مستوى البلد وعلاقاته مع الخارج.

بالنسبة الى فرنجية، لا تزال حركة “أمل” و”#حزب الله” يتمسكان به الى جانب نواب آخرين يلتقون معه من سنّة ومسيحيين من خارج فلكي “القوات اللبنانية” و”#التيار الوطني الحر”. ولا يقف “الثنائي” مع رئيس “تيار المردة” من الناحية التكتية بل على العكس يريدان انتخابه وخوض معركته. ولن يقدِما بالطبع على التخلي عنه من دون التنسيق معه، علما ان فرنجية يبقى مرشح “الثنائي” بعيدا من الدخول في مقاربة الخطة “ب” اذا تم تأمين 65 صوتا لانتخاب فرنجية بعد ضمان حسم نصاب الـ 86 نائبا والحفاظ على ثلثي النواب في القاعة العامة. وتسأل جهات متابعة لهذه النقطة انه في حال حصول هذا الامر كيف سيكون مشهد البلد في اليوم التالي؟ مع التذكير بان انتخاب فرنجية الجد قبل نحو 53 عاما عندما فاز بصوت واحد في وجه الياس سركيس يختلف عن اليوم في وقت كان الاقطاب المسيحيون يؤيدون فرنجية من احزاب الكتائب والاحرار والكتلة الوطنية آنذاك، وان من شبه المستحيل اسقاط تلك التجربة الانتخابية على واقع اليوم وتعقيداته. وبالأمس قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي #وليد جنبلاط على مسمع الرئيس نبيه بري إن من الصعب السير بمرشح من دون ان يحصل على اصوات واحدة من اكبر كتلتين مسيحيتين تتمثلان في “الجمهورية القوية” و”لبنان القوي”.

وفي حال خرج فرنجية على اللبنانيين وشكر من كان يريد انتخابه ستصبح الصورة الانتخابية في مكان آخر ووفق حسابات اخرى، مع الاشارة الى ان بري و”حزب الله” يستمران في تأييد فرنجية من زاوية الالتزام المعنوي اولا، فضلاً عن انهما يجدان فيه الشخصية القادرة على الحلول في الرئاسة الاولى. وتختلف حالة فرنجية عن معوض، إذ تعرف القوى المؤيدة للثاني بأنها غير قادرة على تمرير انتخابه بسهولة لجملة من الأسباب. وهذا ما اشار اليه جنبلاط في حديثه الى “النهار” بالوصول الى “افق شبه مسدود” في الاستمرار بترشيح معوض . ومع ذلك لم يتخلَّ ابرز مؤيدي الاخير من “القوات اللبنانية” الى الكتائب و”تجدد” عنه. ويقول لسان حال الاخيرة بكلام لمعوض والنائب فؤاد مخزومي بأن فريقهما يؤيد مرشحاً تتوافر فيه الشخصية الانقاذية والاصلاحية “غير المتوافرة في فرنجية والمفقودة ايضاً عند النائب جبران باسيل”. ولا مشكلة عند “تجدد” في دعم مرشح جدي شرط ألا يكون في فلك 8 آذار “وسنخوض عندها معركة المرشح الذي يختلف عن قماشة فرنجية وامثاله. ونحن نريد بالفعل صناعة الرئيس في لبنان، لكن دولة اساسية في حجم السعودية لم تعط اجواء دافئة حيال فرنجية”. وتذكّر بأن الاقتراع بالورقة البيضاء “يشكل جريمة في حق الوطن”.

ولم يتلق مؤيدو معوض كلام جنبلاط بـ”ارتياح تام” وسيدعمونه اذا كان قادراً على خرق جدران الفريق الآخر “الذي يعطل الانتخابات ونصاب الجلسات، ولا مانع من التوجه للوصول الى اسماء اخرى لانجاح المشروع الذي يحمله السياديون. والمشكلة في جنبلاط انه ينفذها بطريقة غير منسقة، وان توحيد القوى السيادية والاصلاحية والتغييرية، بغضّ النظر عن اسم المرشح، امر اساسي حيث لا مفر من بناء هذه الوحدة مع كل الصعوبات التي نعرفها، واذا لم يستطع رئيس الجمهورية التناغم مع كتلة نيابية فكيف ستتشكل الحكومة؟ وما يفعله جنبلاط هو خطوة اكثر من المطلوب ولا مانع من حوار مع كل القوى هنا. لكن السؤال المطروح: هل المشكلة تكمن مع معوض ام مع الفريق الآخر الرافض لحوار جدي للحلول والذي يعطل النصاب والدستور؟”.

وتتمنى المصادر لجنبلاط “النجاح والله يوفّقه” في محاولته الاخيرة، مع دعوتها له بعدم التنازل عن المشروع السيادي والاصلاحي.

Radwan.aakil@annahar.com.lb

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى