الابيض ممثلا ميقاتي في حفل الافطار المقاصدي: لتغليب المصلحة الجماعية على الفردية سنو: نجدد الالتزام بالرسالة المقاصدية بكل أبعادها الإسلامية والوطنية

وطنية – أقامت جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت حفل إفطارها السنوي في حضور النائب محمد خواجة ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه، وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال تالدكتور فراس الأبيض ممثلا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، النائب فيصل الصايغ ممثلا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، والنواب عدنان طرابلس،ووضاح الصادق، وأمين شري، ووزراء سابقين، محافظ بيروت مروان عبود، المفتي الشيخ مالك الشعار، قائد شرطة بيروت العقيد احمد عبلا ممثلا المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، نقيب الصحافة عوني الكعكي، الأمين العام لجامعة بيروت العربية الدكتور عمر حوري، وأعضاء من المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى وعلماء وعدد من الشخصيات.
سنو
استهل الحفل بعرض فيديو عن إنجازات المقاصد، ثم القى رئيس جمعية المقاصد الدكتور فيصل سنو كلمة جاء فيها: "منذ 145 عاماً اشرق على مجتمعنا " الفجر الصادق" وبعد 145 عاماً لا تزال أنوار هذا الفجر تشع في قلوبنا ، وتنير لنا طريقنا للعمل من اجل بناء مستقبل افضل لأبنائنا جيلاً بعد جيل".
واكد "ان الرسالة المقاصدية التي ارسى قواعدها الآباء المؤسسون أمانة في أعناقنا، نرفع لواءها بكل أبعادها الإسلامية والوطنية تربوياً وتعليمياً واجتماعيا"ً.
وقال: "إحياء لذكرى التأسيس تجدد الأسرة المقاصدية الالتزام بهذه الرسالة ، وذلك من خلال العمل على رفع مستوى التعليم في المدارس والمعاهد والكليات، و منها بصورة خاصة كلية الدراسات الإسلامية، وكذلك الانخراط في العمل الوطني على النحو الذي قامت به فرق المتطوعين المقاصديين وكشافة المقاصد اثر وقوع جريمة تفجير مرفأ بيروت".
اضاف: " لقد تمكنا بفضل الله، من تحديث و تطوير مدارسنا في بيروت و في المناطق مع الحفاظ على هويتنا الإسلامية التربوية ووطنيتنا اللبنانية وانتمائنا العربي. إننا مدينون في نجاح ما حققناه الى فضل من الله والى مساعدة الخيرين من أهلنا و أحبائنا المؤمنين برسالة المقاصد، ما مكنا من تجاوز الصعوبات الاستثنائية التي تعصف بوطننا الحبيب لبنان، اقاله الله من عثراته وأخرجه من كبوته و اعاده منبر خير و سلام ورسالة اخوة ومحبة تشع على العالم كله".
وختم: "أسأل الله ان يعيننا على متابعة المسيرة التي اطلقها مؤسسو الجمعية منذ ١٤٥ عاما، و على مواصلة أداء رسالة التربية والتعليم التي ترفع جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية لواءها عملاً بقوله سبحانـــــه وتعالى "و قل ربي زدني علما". ان المقاصد كانت وستبقى رسالة وطنيةٍ وعروبة وإسلام، رسالة محبة و انفتاح ورسالة سماحة وتسامح".
المفتي الشعار
والقى المفتي الشعار كلمة جاء فيها: "شرف كبير أن نتحدث عن المقاصد ومسيرتها، هذه الجمعية الأم، أم الجمعيات، وجدت لتبقى بإذن الله، 145 عاماً تنقضي وكل سنةٍ أفضلَ من التي سبقت، أما الذي رأيناه فيأخذ بمجامع القلوب ويسد الأنظار، وكأنني في عاصفةٍ نفطية تقوم حكومتها بتأهيل هذه المشاكل. الإدارة والقيادة أمران متلازمان، أنتم صمام أمان المجتمع بدعمكم وعطائكم وبإتمام جمعياتنا الوطنية والخيرية والدينية المحققة رسالتها في هذا الوطن الجريح".
اضاف: "لست متشائماً رغم كل الذي يحدث في لبنان طالما أن هناك أبناء لهذا الوطن يتعالون على الجراح، يقدمون الغالي والنفيس، لا تتملكهم ردات فعل، وإنما يتبصرون بنور الله ومصلحة الشعب ومصلحة الوطن، فالوطن سيؤول أمره إلى خير بإذن الله، ولكن سنة الله في الحياة إقبال وإدبار، مد وجزر، مهما طال الليل لا بد إلا أن ينجلي، وأولى مقومات الفرج التوكل على الله، والترفع على الجراح، وحذاري إخواني وأخواتي من ردات فعل، فنحن أمة ننتقل في حركتنا وفي تعاملنا بين الفضل وبين العدل، والعدل عندنا أولى مراحل التعاون أما أمثالكم والمقاصد وبقية الجمعيات والمؤسسات ينبغي أن نرتقي إلى درجات الفضل، والتعالي على الجراح من أجل مصلحة مؤسساتنا ووطننا وأهلينا لأن القيادة ينبغي أن تكون متبصرة دائماً".
الابيض
وقال الوزير الابيض باسم رئيس الحكومة: "في غرّة شعبان عام ١٢٩٥ الموافق ٣١ تموز ١٨٧٨ ، اجتمع في منزل الشيخ عبد القادر القبّاني وبرئاسته، ٢٤ شابا من الأهالي، مثلوا غالبية العائلات في بيروت، و أسسوا جمعية المقاصد الخيرية . و قد موّل الجمعية في بداياتها حوالي ١٥٠٠ متبرع، كان بينهم بعض المسؤولين العثمانيين و المسيحيين. و هدفت الجمعية في رسالتها التربوية الى تامين التعليم الأساسي و التربية الإسلامية لأكبر عدد من أولاد مجتمعها، و التدرج بهم نحو فهم متكامل لرسالة الإسلام و التمسّك بقيمه السّامية. ورفعت المقاصد شعار "و قل ربّي زدني علما"، فبنت المدارس في المدن و الأرياف وعملت على تنمية قدرات المجتمع و تربية أجياله، ثمّ وسّعت نشاطها ليشمل تامين العناية الصحيّة و الاستشفائيّة".
وتابع: "وكان هذا التوسّع و النجاح قائما على عاملين أساسيين: العامل الأول كان التفاف علماء المسلمين وعامتهم حول جمعيّتهم. فرفدوها بأموالهم وأوقافهم، وبذلوا الغالي والثمين لما لمسوه في الجمعيّة من إتقان، وجدّية، وتعزيز شعائر الدين، وجهود جبّارة بالرغم من الصعوبات و التحديات . أما العامل الثاني فكان الحرص والدراية والإخلاص التي توفرت في القائمين على جمعيّة المقاصد، فاحسنوا إدارة الموارد بأمانة وإخلاص، فنمت على أيديهم الجمعية، وحازت على ثقة مجتمعها. وحرص القائمون على مدارس المقاصد على الجمع بين تعليم اللغات و تدريس المناهج المتضمّنة احدث ما وصل اليه العلم والمعرفة، حرصوا على جمع ذلك مع التمسّك بالتّربية الإسلامية والحفاظ على الصّلة مع السّلف الصّالح، فأطلقوا أسماء آل البيت و أصحاب الرّسول عليه الصّلاة و السّلام على مدارسهم ، تذكرة لنا بالرّعيل الأول و حبّا بالرّسول و آل بيته، و أصحابه، واعترافا بفضل السّلف على الخلف، كما نحن اليوم نتذكّر الجيل المؤسّس لهذه الجمعيّة بالخير. واستمرت الجمعية بأداء دورها خلال سنين الانتداب، وبعد الاستقلال، وسنوات الحرب، والسلم، الى يومنا هذا".
أضاف: "يمر وطننا اليوم بواحدة من اشد الأزمات في تاريخه، وقد اضحى الكثيرون من أبناء المجتمع يعيشون دون خط الفقر. في هذه الظروف الصعبة، تقدم جمعية المقاصد عبر مؤسساتها التربوية والاستشفائية والاجتماعية الكثير من الخدمات المطلوبة للمحتاجين، وتقضى على أياديها حوائج الناس، وخاصة من الطبقات الهشة، ولم يكن ذلك ممكنا لولا الجهد المبذول من رئيس الجمعية، ومجلس الأمناء خلال السنوات الأخيرة، لإعادة هيكلة الجمعية، وبناء مؤسساتها على أسس إدارية ومالية سليمة. ولا يستطيع أي منصف ان يخالف هذا، وانا كشاهد رأيت بأم العين جزءا من هذا التحول والتطور الكبير خلال زياراتي لمستشفى المقاصد، وهذا الجهد مشكور، ومأجور بإذن الله".
واردف: "لكن كل هذا لا يغطي بعض القرارات التي صدرت، والتي وان بررت أحداها بانها نتجت عن خطأ إداري، فهي في الحقيقة خطيئة وليست خطأ، لما تمس بالأسس والمبادئ التي قامت عليها الجمعية، منذ فجرها الصادق، والرسالة الأساس بما تتضمنه من حرص على التربية الإسلامية، وقيم الدين السامية، بعيدا عن الغلو والتطرف، او التبعية وذوبان الهوية. ونحن، من باب الحرص على هذه الجمعية، والقائمين عليها، المؤتمنين عليها، وعلى ما بذلوه من الجهود، وما حققوه من الإنجازات لصالح الناس، ندعو الى إعادة النظر بهذه القرارات، وإصلاح ذات البين في مجتمعنا، وخاصة مع العلماء، مرددين قوله تعالى:" ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم".
وقال الوزير الابيض: "لعل آفة الشقاق والخلاف هي اشد ما تبتلى به المجتمعات، وكأننا نسينا آداب التخاطب والتشاور، وحسن إدارة النزاع، وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية. فاذا بخلاف على أمور تقنية ينقلب الى خلاف طائفي بغيض، وعطل الشقاق والنزاع الانتخابات، ان عائليه أو رئاسية، وها نحن نرى الوطن يشكو ضعف قوته، وقلة حيلته، وهوانه على الناس. أما حان الوقت لنعود للمبادئ التي جمعت الجيل الأول لهذه الجمعية، وما قامت عليه من تغليب المصلحة الجماعية على المصلحة الفردية، والتواصل والتعاون بين أبناء المجتمع، وأطيافه المتعددة، والعمل الجاد والمتقن من غير كلل، راجين فيه رضى ربنا، ومستقبل أولادنا. قال تعالى:" فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض".
=========== ن.م
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.nna-leb.gov.lb