أخبار محلية

موسكو غير متفائلة باقتراب عودة النازحين السوريين

رضوان عقيل

في زحمة انشغال اللبنانيين بخلافاتهم السياسية على أكثر من صعيد وطغيان ورقة #النازحين السوريين بقوة في الاسبوعين الاخيرين على المشهد العام في خطابات رؤساء الكتل النيابية والقوى الحزبية، يبدو ان اكثر من دولة معنية ب#سوريا وتطور الاحداث والمتغيرات الاخيرة في المنطقة لم تظهر الى الآن موقفها من الحل السياسي النهائي في سوريا وتحديد مستقبل الملايين من لاجئيها في بلدان الاقليم والعالم.
وتبقى روسيا واميركا في طليعة الدول المعنية في العالم بهذا الملف اذا كُتب له التطبيق وعاد النازحون الى ديارهم، الامر الذي لا يشير الى اقتراب هذا الموعد أقله من جهة لبنان الذي يغرق في سيل من التشعبات والتعقيدات وعدم توافر رؤية واحدة بين مكوناته حيال هذا الملف.
بالنسبة الى موسكو التي تعرف على الارض عمق ما تعانيه دمشق، تتابع ديبلوماسيتها كل التطورات في المنطقة وملف النازحين الذي كان على بساط البحث والتشريح في اجتماع عمّان اول من امس بمشاركة وزراء خارجية الاردن، سوريا، السعودية، العراق ومصر. ولم يدعَ لبنان الى هذا اللقاء الذي كان كسرا للجليد في التعاطي مع دمشق بعد مشاركة وزير خارجيتها فيصل المقداد في لقاء تناول عودة نازحي بلده وقضايا اخرى. وكانت الخارجية اللبنانية على علم بالتحضيرات هذا اللقاء من وزير الخارجية الاردني ايمن الصفدي.
ورغم كل الاجتماعات التي بدأتها موسكو لم تتبلور الوجهات النهائية بعد لمسار النازحين مع التوقف عند تأجيل اجتماع وزراء خارجية روسيا وتركيا وسوريا وايران الى موعد لاحق بحجة وجود تضارب في مواعيد الوزراء الاربعة، الامر الذي لم يقنع مصادر ديبلوماسية متابعة من غير ان تقصد ان الامور لا تتجه نحو انفراجات بين هذه الاطراف في انتظار ما سترسو عليه حصيلة الاتصالات بين دمشق وانقرة.
وفي انتظار ما ستسفر عنه التطورات في المنطقة وامكان انعكاسها ايجابا على عودة النازحين السوريين الى بلدهم تشخص الانظار الى موسكو رغم انشغالها بحربها المفتوحة مع واكرانيا. وتراقب الديبلوماسية الروسية المسرح اللبناني عن كثب على وقع ضجيج ملف النازحين، الى الانتخابات الرئاسية، وفق النقاط الآتية:
– ترحيب بالتقارب العربي – العربي، ولا سيما على خط السعودية وسوريا، فضلاً عن الاتفاق بين الرياض وطهران الذي تم برعاية صينية لم تكن روسيا بعيدة منها.
– لا ترى موسكو تحضيرات واتصالات جدية لعودة النازحين وجدولتها رغم بعض المحاولات الايجابية في هذا الملف، مع عدم توقعها تدفق افواج النازحين السوريين قريبا الى بلدهم حيث لم تنضج الظروف السياسية المناسبة لمثل هذا المشروع ولو حصلت “خطوات محدودة” في هذا الملف الذي كبر حجمه ومضاعفاته منذ اكثر من 10 سنين.
– تعترف المصادر الديبلوماسية الروسية بأن سوريا اصبحت في وضع افضل مقارنة بالاعوام السابقة مع عدم توقعها توافر الظروف المؤاتية للعودة الكاملة للنازحين الى بلدهم، وخصوصا الذين يقيمون في لبنان والاردن وتركيا.
– لم تقلل الاوساط من تأثير واشنطن في انجاح عملية عودة هؤلاء. وهذا ما لمسه الروس بعد اكثر من مؤتمر عقدوه في هذا الشأن. وتحمّل موسكو المجتمع الدولي مسؤولية التقصير في عدم القيام بخطوات جدية تساعد هؤلاء في العودة الى ديارهم، وانه كان في الامكان عودة الكثيرين ومساعدتهم على ارضهم بواسطة الامم المتحدة. ويعول الروس اليوم على الدور الخليجي، وخصوصا السعودي، بغية مساهمته في اعمار سوريا التي انهكتها سنوات الحرب.
ولم تكن موسكو بعيدة عن احداث التقارب بين سوريا والسعودية حيث تولى هذه الاتصالات غير المباشرة بين الطرفين في البداية نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الذي رتب قبل نحو عامين وعلى متن طائرة روسية زيارة اللواء علي المملوك الى الرياض. وفعلت موسكو الامر نفسه مع دولة الامارات العربية المتحدة حيث لم تنفك الاولى عن دعوة البلدان العربية الى العودة الى دمشق، ولا سيما بعد دخول العامل الصيني بقوة الى المنطقة ليشكل ثالوثا مع الروس والاميركيين.
من جهة اخرى، تراقب الديبلوماسية الروسية بعناية المشهد الرئاسي اللبناني الذي لم يغادر مربع المراوحة. ولم تخفِ موسكو تأييدها ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية لتتلاقى هنا مع رؤيتي باريس وطهران ولو من دون تنسيق في هذا الصدد. وتردّ المصادر الديبلوماسية بأن موسكو لا تتدخل في شؤون لبنان شأن جهات اخرى. ولدى مراجعة بوغدانوف وسؤاله عن عدم زيارته الى بيروت يأتي رده بأن لا شيء يمنعه من لقاء المسؤولين اللبنانيين وانه يتابع مسار الانتخابات الرئاسية. ولئن كانت بلاده ترحب بوصول فرنجية الى رئاسة الجمهورية، إلا انها تعتبر ان عملية الانتخابات متروكة في النهاية للكتل النيابية المسؤولة في الدرجة الاولى عن هذا الاستحقاق. وسبق لها ان وجهت عبر سفيرها في بيروت سيرغي رادكوف نحو 20 دعوة لوزراء ورجال اعمال، فضلا عن رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في الاسابيع الاخيرة للمشاركة في المنتدى الاقتصادي في سان بطرسبرج . وثمة دعوة ثانية وُجهت الى شخصيات حزبية بينها باسيل ايضا الذي سيلبي الدعوتين من حيث المبدأ. وتشارك في المؤتمر الثاني احزاب وجهات تدور في فلك الدول الممانعة والمناوئة لواشنطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى