أخبار عربية وإقليمية

مقدمة نشرة الأخبار المسائية – الخميس 4 أيار 2023


لو كنا في وطن فعلي، لكان الشعب اللبناني كلُّه في هذه اللحظة بالذات على الارض، ولكان مشهد 17 تشرين في الساحات وعلى الطرق وامام المقرات الرسمية، تكرر بصورة صحيحة هذه المرة، ولكانت كلُ وسائل الاعلام المحلية والعربية والدولية مشغولة بنقل وقائع ثورة لبنان الحقيقية، الموجهة ضد المكامن الفعلية للفساد، لا المستخدَمة في للانقلاب على فريق سياسي، ولو تطلب ذلك تدمير البلاد على رأس العباد.
لو كنا في وطن فعلي، لما كان المسؤولون السياسيون الفاسدون، المفضوحون أمام الجميع في الخارج قبل الداخل، متربعين على عروشهم اليوم، ولما كان بعض المجتمع الدولي لاجئاً اليهم، متفاوضاً مع بعضهم، ومروجاً لإيصال رئيسٍ هو منهُم ، ولن يؤدي الا دوراً واحداً هو تتويج نجاة المرتكبين من الحساب العادل، ولو على حساب الناس بكرامتهم قبل الاموال.
لو كنا في وطن فعلي، لما تعطل اساساً التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، ولا توقف التدقيق الجنائي، ولا تردد القضاء اللبناني في السير في دعاوى الفساد على انواعها، ولما كنا في حاجة الى قضاء اوروبي يحقق مع حاكم مصرفنا المركزي والقريبين اليه ومسؤولين على مختلف المستويات، في غرفة مجاورة للغرفة التي اتُخذ فيها اليوم قرار مُخجل ومستفز ومكشوف، عنوانه طرد القاضية التي فتحت باب التحقيق الاوروبي، وباب العدالة في ملف سرقة العصر، من القضاء.
لو كنا في وطن فعلي، وبغض النظر عن محطات الاستئناف والطعن في القرار الذي اتُخذ اليوم، لكان الشعب انتفض نصرة للقاضية القضية، التي باتت رمزاً للنظيفين في مواجهة “المجويين”، المتغلغلين في كل الاوساط والقطاعات من دون اي استثناء.
أصلاً، لو كنا في وطن فعلي، لما كنا في فارغ رئاسي وحكومي وتشريعي، ولما كان مصيرُ استحقاقنا الابرز والاول معلقاً على زيارة سفير، أو همس سفيرة، او مصالحة بين عاصمتين اقليميتين في عاصمة بعيدة، ولكان رئيس لبنان انتُخب في مجلس نواب لبنان تعبيراً عن ارادة شعب لبنان.
في كل الاحوال، وفي انتظار الوطن الفعلي، الذي سيأتي مهما طال الزمن، ثمة ما يتحرك جدياً في الملف الرئاسي. نبيه بري يفسِّره ليونة سعودية تجاه فرنجية من خلال عدم اشهار الفيتو، والقوات والكتائب يفسرانه احجاماً سعودياً عن الضغط على الحلفاء لإيصال رئيس المردة الى بعبدا.
اما التيار الوطني الحر، فقد قال كلمته، وهي معروفة وثابتة. أما مَن لم يفهمها بعد، فسيفهمها في الايام القليلة المقبلة، وهي باقية على وضوحها وصراحتها وتحررها من اي تبعية، او تغطية من دون اقتناع.
وبالعودة الى قضية القاضية غادة عون، فقد غرد الرئيس العماد ميشال عون عبر حسابه الرسمي قبل قليل قائلاً: “القضاء على القضاء” هو اليوم عنوان معركة مافيا الفساد… “القضاء على مافيا الفساد” هو عنوان معركتها… غادة عون قضيتها قضية كل لبناني انسرق جنى عمره، وصارت أكبر من اي محاولة تعطيل.

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :otv.com.lb

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى