روسيا تستهدف كييف بالمسيرات وزيلينسكي يطالب "الأسرة الأوروبية" بدعم راسخ


<p class="rteright">جنود أوكرانيون يطلقون نيران المدفعية باتجاه القوات الروسية في دونيتسك (رويترز)</p>
قال رئيس بلدية كييف والسلطات العسكرية في رسالتين منفصلتين على تلغرام إن أنظمة الدفاع المضادة للطائرات في العاصمة الأوكرانية كييف نشطت في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة في محاولة لصد هجمات روسية.
وشنت روسيا نحو 20 هجوماً منفصلاً بالصواريخ والطائرات المسيرة على مدن أوكرانية منذ بداية مايو (أيار).
وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو في رسالة “هناك انفجارات في المدينة. الدفاعات الجوية تعمل”، مضيفاً أن موجة جديدة من الطائرات المسيرة تتجه نحو المدينة.
والخميس، حض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القادة الأوروبيين على تعزيز دعمهم لبلاده، خلال قمة غير مسبوقة في مولدافيا، الدولة الصغيرة التي تخشى بدورها احتمال أن تزعزع روسيا استقرارها.
واجتمع حوالى 50 من القادة الأوروبيين على بعد عشرين كيلومتراً فقط من الحدود الأوكرانية لتوجيه رسالة دعم لهاتين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين.
واغتنم الرئيس الأوكراني الفرصة التي وفرها الاجتماع الثاني للمجموعة السياسية الأوروبية (EPC) للدفع باتجاه حشد دعم قوي لانضمام بلاده إلى الناتو والاتحاد الأوروبي.
وقال زيلينسكي “يجب أن تكون كل الدول الأوروبية التي تتشارك حدوداً مع روسيا والتي لا تريد أن تأخذ روسيا جزءاً من أراضيها، أعضاء كاملة العضوية في الناتو والاتحاد الأوروبي”. وأضاف “كل شك نظهره هو خندق ستحاول روسيا احتلاله”.
كما اجتمع وزراء خارجية دول الحلف الأطلسي الخميس في أوسلو لمناقشة الردود المحتملة على طلب كييف للعضوية.
وكرر زيلينسكي مطالبة حلفائه بتقديم مزيد من المقاتلات وأنظمة الدفاع الجوي لبلاده. وقال “الأمر صعب بالنسبة إلينا اليوم لأننا لا نملك مقاتلات حديثة ولهذا السبب تسيطر روسيا على الأجواء”.
أسرة أوروبية واحدة
وقالت رئيسة مولدافيا مايا ساندو إن هذه القمة “هي تعبير واضح عن وحدتنا وقوتنا وتصميمنا على العمل معاً (…) كأسرة أوروبية واحدة (…) لردع العدوان وتوطيد السلام في القارة”، مؤكدة أن بلادها “ملتزمة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في شكل حاسم”.
على غرار النسخة الأولى التي عقدت في براغ في أكتوبر (تشرين الأول)، نظمت القمة في قلعة ميمي التي يصنع فيها النبيذ وتقع في قرية بولبواكا على بعد نحو 35 كيلومتراً عن العاصمة كيشيناو وتم التقاط “صورة عائلية” جماعية للمشاركين.
في المقابل، غاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أعيد انتخابه الأسبوع الماضي عن الاجتماع.
وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز “نريد توجيه رسالة وحدة قوية ضد حرب بوتين في أوكرانيا”.
وهذا المنتدى، وهو أوسع من الاتحاد الأوروبي (20 بلداً مدعواً بالإضافة إلى 27 دولة عضو في الكتلة) وأطلق فكرته الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يجمع دولاً ذات اهتمامات استراتيجية مختلفة مثل أرمينيا وأيسلندا والنروج وسويسرا وتركيا والمملكة المتحدة وصربيا وأذربيجان…
وأعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن “روسيا بوتين قامت باستبعاد نفسها من هذا المجتمع من خلال شن هذه الحرب على أوكرانيا”.
ماكرون: لا مجال لإجراء “نقاشٍ مجدٍ” مع بوتين
من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس إن لا مجال في هذه المرحلة لإجراء “نقاشٍ مجدٍ” مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، من دون أن يستبعد إمكان حصول تواصل في المستقبل.
وقال ماكرون في مؤتمر صحافي عقب القمة الثانية للمجموعة السياسية الأوروبية في مدينة بولبواكا المولدافية “اليوم لا مجال لإجراء نقاشٍ مجدٍ”.
وتابع الرئيس الفرنسي الذي كان من القادة الغربيين القلائل الذين أبقوا التواصل قائماً مع بوتين في المراحل الأولى من هجوم روسيا على أوكرانيا “إذا سنحت الفرصة، واعتماداً على الفحوى، لا أستبعد ذلك”.
وأضاف “إذا اقتضت ذلك مسائل (القدرات) النووية المدنية وأمن (محطة) زابوريجيا، أو إذا تم إحراز تقدم، وأتاحت اختراقات ذلك وبررته، سأفعل ذلك من دون تردد”.
والجمعة أبدى المستشار الألماني أولاف شولتز استعداده لاستئناف التواصل مع بوتين حول أوكرانيا “في الوقت المناسب”.
وشدد ماكرون على ضرورة إعطاء أوكرانيا ضمانات أمنية “أقوى وملموسة وواضحة جداً” في قمة حلف شمال الأطلسي المزمع عقدها في يوليو (تموز)، مشدداً على أن هذا الأمر من شأنه أن يوجه “رسالة واضحة إلى روسيا في السياق الحالي”.
وشدد الرئيس الفرنسي على وجوب تحديد “آفاق” في ما يتعلق بطلب أوكرانيا عضوية حلف شمال الأطلسي، مشيراً إلى أن منح “عضوية كاملة غير ممكن على الفور” بسبب الحرب التي تشنها روسيا.
الأسلحة النووية
قالت الولايات المتحدة إنها ستتوقف عن إمداد روسيا ببعض المعلومات المطلوبة بموجب معاهدة ستارت الجديدة للحد من الأسلحة اعتباراً من الخميس، بما في ذلك تلك الخاصة بمواقع الصواريخ والقاذفات، للرد على “انتهاكات موسكو المستمرة” للمعاهدة.
وذكرت وزارة الخارجية على موقعها الإلكتروني أن الولايات المتحدة ستتوقف أيضاً عن تزويد روسيا بمعلومات عن عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية الأميركية العابرة للقارات والصواريخ التي تُطلق من الغواصات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
سويسرا ملتزمة بالحياد
صوتت الغرفة السفلى في البرلمان السويسري الخميس ضد مشروع قانون يرمي إلى تشريع نقل أسلحة سويسرية الصنع إلى أوكرانيا.
وجاء التصويت في البرلمان السويسري في اليوم الذي التقى فيه رئيس سويسرا ألان بيرسيه نظيره الأوكراني خلال قمة للمجموعة السياسية الأوروبية في مولدافيا، في اجتماع بحث خلاله الرجلان في تصدير أعتدة حربية.
وصوت 98 من أعضاء المجلس الوطني في برن ضد المبادرة البرلمانية التي أعدتها إحدى اللجان، فيما صوت 75 عضواً لصالحها.
وقال جان لوك أدور، النائب عن حزب الشعب السويسري اليميني الشعبوي، أكبر تكتل في المجلس الوطني، إن الموافقة على هذه المبادرة يعني “خرق الحياد”.
وسويسرا تعتمد منذ زمن مبدأ الحياد في النزاعات العسكرية، علماً بأن البلاد البالغ عدد سكانها 8,8 ملايين نسمة ولا منفذ بحرياً لها، لا تزال تعتمد الخدمة العسكرية الإلزامية للرجال.
ويدور نقاش محتدم في سويسرا حول مبدأ الحياد منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا. وحذت البلاد الغنية وغير العضو في الاتحاد الأوروبي حذو التكتل في فرض عقوبات على موسكو، لكنها لم تبد إلى الآن أي مرونة على صعيد الحياد العسكري.
على الرغم من ضغوط تمارسها كيف وحلفاؤها، لم تسمح سويسرا إلى الآن لدول تمتلك أسلحة سويسرية الصنع أن تزود أوكرانيا بها.
وهي رفضت إلى الآن طلبات صريحة لألمانيا وإسبانيا والدنمارك، مستندة في ذلك إلى “قانون العتاد الحربي” الذي يمنع إعادة التصدير في حال كان البلد المتلقي منخرطاً في نزاع مسلح.
الاتصالات بالأقمار الصناعية
قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الخميس في بيان إن “ستارلينك” التابعة لشركة “سبيس إكس” والتي تقدم خدمة الاتصالات بالأقمار الصناعية أصبحت تمتلك الآن عقداً من الوزارة لشراء خدمات أقمارها لمساعدة أوكرانيا.
وقال البيان “ما زلنا نعمل مع مجموعة كبيرة من الشركاء العالميين لضمان امتلاك أوكرانيا قدرات فعالة فيما يتعلق بالأقمار الصناعية والاتصالات. تمثل الاتصالات بالأقمار الصناعية جزءاً حيوياً من شبكة الاتصالات الأوكرانية بالكامل، وتتعاقد الإدارة مع ستارلينك لتوفير خدمات من هذا النوع”.
وتستخدم القوات الأوكرانية خدمات “ستارلينك” في جهود مختلفة من بينها التواصل في ساحة القتال. وعن طريق التبرعات الخاصة وبموجب عقد منفصل مع وكالة أميركية للمعونات الخارجية، تزود شركة “سبيس إكس” أوكرانيا وجيشها بخدمة إنترنت “ستارلينك”، وهي شبكة آخذة في التنامي تشمل أكثر من 4000 قمر صناعي في مدار قريب من كوكب الأرض وذلك منذ بداية الحرب في 2022.
ويأتي عقد البنتاغون بمثابة هبة لشركة “سبيس إكس” خاصة بعدما قال إيلون ماسك المدير التنفيذي للشركة، في أكتوبر إن الشركة لا تستطيع تحمل تكلفة تزويد أوكرانيا بخدمات ستارلينك لأجل غير مسمى، مضيفاً أن التكلفة في الشهر الواحد تقدر بقيمة 20 مليون دولار.
وحاولت روسيا قطع خدمات شبكة الإنترنت والتشويش عليها في أوكرانيا بما في ذلك محاولات لحظر خدمات “ستارلينك” بالمنطقة، ومع ذلك استطاعت “سبيس إكس” التصدي لتلك المحاولات عن طريق تعزيز برمجيات خدماتها.
وأفادت “بلومبيرغ” في وقت سابق من الخميس بأن البنتاغون لم يفصح عن شروط العقد “وذلك لأسباب أمنية تشغيلية والطبيعية الحساسة لهذه الأنظمة”.
الأمم المتحدة تحذر من “وضع خطير”
أعربت الأمانة العامة للأمم المتحدة الخميس عن قلقها إزاء تباطؤ عمليات تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، مشيرة إلى “شبح تضخم أسعار الأغذية” في حين تطالب روسيا بمعاملة أفضل لمنتجاتها الزراعية.
في مايو (أيار) مددت اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود والتي تعتبر ضرورية لإمدادات الغذاء العالمية، لشهرين حتى 17 يوليو.
ومبادرة حبوب البحر الأسود، وهي التسمية الرسمية للاتفاقية الخاصة بصادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية، هي اتفاقية أبرمت في 22 يوليو الماضي بين روسيا وأوكرانيا برعاية تركيا والأمم المتحدة، وساعدت في تخفيف أزمة الغذاء العالمية التي سببتها الحرب.
وتطالب روسيا بتطبيق اتفاق آخر يتعلق خصوصاً بصادراتها من الأسمدة.
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “نحن قلقون إزاء التباطؤ المستمر في تطبيق مبادرة البحر الأسود والمرصود خصوصاً في شهري أبريل (نيسان) ومايو”.
وأضاف “في مايو أبحرت 33 سفينة من الموانئ الأوكرانية، وهو نصف العدد مقارنة بشهر أبريل. أبحرت ثلاث فقط من تلك السفن من ميناء يوجني/بيفدينيي، أحد الموانئ الأوكرانية الثلاثة المشمولة بالمبادرة”.
وعزا المتحدث التباطؤ في الميناء إلى مطالب روسيا السماح بتصدير مكونات الأسمدة التي تنتجها من دون قيود على الرغم من أنها خاضعة لعقوبات صارمة بسبب هجومها على أوكرانيا في عملية أطلقتها في فبراير (شباط) من العام الماضي.
وقال دوجاريك إن روسيا “أبلغت قرارها الحد من عمليات التسجيل في ميناء يوجني/بيفدينيي ما لم يتم تصدير الأمونيا”.
وتطلب موسكو خصوصاً باستئناف العمل في خط أنابيب تولياتي/أوديسا لضخ الأمونيا، وهو مكون كيميائي يستخدم على نطاق واسع في الزراعة.
وأشار دوجاريك إلى أن التباطؤ ناجم جزئيا من تقليص عمليات تفتيش السفن المحملة الحبوب، مشيراً إلى أنه في المعدل يتم تفتيش ثلاث سفن فقط في اليوم. وقال “إنه وضع خطير. علينا المضي قدماً”. وتابع “تتزايد بؤر الجوع العالمية ويتربص شبح تضخم أسعار الأغذية وتقلبات الأسواق بكل البلدان”.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com