قصر ألماني على جبل الطور في القدس يتحول إلى مستشفى


<p class="rteright">قصر أوغستا فيكتوريا بني عام 1910 على جبل الزيتون في شرق القدس (اندبندنت عربية)</p>
بنى الإمبراطور الألماني وليم الثاني قصراً ليكون نُزلاً لحجاج بلاده إلى القدس عام 1910، إلا أن القصر الذي أطلق عليه آخر الأباطرة الألمان اسم زوجته “أوغستا فكتوريا” لم يستخدم لهذا الغرض سوى أربع سنوات بسبب اندلاع العرب العالمية الأولى (1914-1918).
وبعدها تحوّل القصر إلى مقر للقيادة العسكرية الألمانية التركية، قبل أن يُصبح عام 1917 مقراً للجيش البريطاني إثر سيطرته على مدينة القدس.
وبعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى تنازلت ألمانيا عن القصر إلى الاتحاد اللوثري العالمي، لكنه ظل مقراً للعسكريين البريطانيين حتى عام 1948.
ويتربع القصر الذي يضم كنيسة على مساحة واسعة من الأراضي التي تطل على البلدة القديمة للقدس حيث توجد الأماكن المقدسة للديانات السماوية الثلاث.
وبقيّ الجيش البريطاني والمندوب السامي يتخذان من القصر مقراً لهما حتى عام 1927، عندما وقع زلزال مدمر في المدينة، أدى إلى انتقال مقر المندوب السامي البريطاني إلى جبل المكبر.
مناسبات تاريخية
واحتضن القصر مناسبات تاريخية رسمية منها توقيع وزير المستعمرات البريطاني وينستون تشرتشل اتفاقية مع الأمير عبد الله بن الحسين لتأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921.
وبعد أن وثّق الاتحاد اللوثري العالمي وجوده رسمياً في الأردن عام 1949 أصبح القصر مستشفى لخدمة اللاجئين الفلسطينيين حيث أنشأته منظمة الصليب الأحمر ووكالة (الأونروا).
ومن حينها يتولى الاتحاد اللوثري العالمي إدارة المستشتفى الذي حافظ على اسم القصر (أوغستا فكتوريا)، فيما يطلق عليه الفلسطينيون اسم (المطلع) نسبة إلى المكان الذي يقع فيه.
وخلال زيارته إلى القدس عام 1898، قرر الإمبراطور الألماني وليم الثاني بناء قصر للحجاج الألمان، فوق قطعة أرض تابعة للأوقاف الإسلامية بعد أن أجّرها السلطان العثماني عبد الحميد الثاني لصالح حليفه الألماني.
وأحضر الألمان الحجارة التي بُنيّ منها القصر وحتى الأجراس الأربعة لبرجه من ألمانيا، واستمرت عملية البناء 3 أعوام.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الأعلى في القدس
ويبلغ طول البرج الذي يعتبر الأعلى ارتفاعاً في القدس نحو 60 متراً، قبل أن ينخفض إلى 52 متراً، بعد إعادة بنائه إثر تدمره من الزلزال.
ويتميز القصر الذي تحيط به حتى الآن حدائق شاسعة بكثرة التماثيل في داخله وعلى مداخله بالإضافة إلى أعمدته المزخرفة.
ويقع إلى جوار قصر “أوغستا فكتوريا” مقرّي الجامعة العبرية ومستشفى هداسا الإسرائيليين، واللذين يعود تأسيسهما إلى ثلاثينيات القرن الماضي أي قبل إقامة دولة إسرائيل.
وبسبب ذلك، فإن محيط القصر صنفته اتفاقية الهدنة بين إسرائيل والاردن منطقة منزوعة السلاح، حيث كانت تُسيّر الأمم المتحدة قافلة أسبوعية لنقل الإسرائيليين بين القدس الشرقية والغربية.
إثبات حضور ألمانيا
وقال المؤرخ الفلسطيني نظمي الجعبة، لـ “اندبندنت عربية”، إن إمبراطور ألمانيا وليم الثاني خلال زيارته إلى القدس سنة 1898 للافتتاح كنيسة المخلص في البلدة القديمة للقدس أمر بإنشاء القصر، مشيراً إلى أن رحلته كانت لإثبات حضور بلاده في فلسطين.
وأضاف أن القصر الذي يضم كنيسة يعتبر أوسع وأعلى المنشآت المسيحية الموجودة فوق جبل الطور (الزيتون) في شرق القدس.
وأوضح الجعبة أن القصر بُني على قطعة أرض أجّرها السلطان العثماني عبد الحميد الثاني لألمانيا لمدة 99 سنة، ولذلك لأنها وقف إسلامي لا يجوز بيعها، قبل أن يتم تجديد عقد الإيجار مع الاتحاد اللوثري العالمي.
وأشار الجعبة إلى أن ألمانيا نقلت ملكية القصر إلى الاتحاد اللوثري خشية إستيلاء بريطانيا عليه بعد سيطرتها على المدينة.
ويعتبر مستشفى “أوغستا فكتوريا” ثاني أكبر مستشفى في القدس، وأول مستشفى فلسطيني يُقدم خدمات تكاملية العلاج لمرضى السرطان.
وحافظ القائمون على المستشفى على عراقة المكان الأثرية، وعلى أجراسه التي صنعت في ألمانيا، ونُقلت إلى فلسطين بعد توسيع طريق يافا – القدس.
ولم تمنع مواءمة المستشفى مع أحدث المعايير الطبية الحديثة من الحفاظ على الأرضيات الفسيفسائية.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com