أخبار عربية وإقليمية

قوات الدعم السريع تعلن السيطرة على معسكر للشرطة بجنوب الخرطوم


<p class="rteright">عناصر من الشرطة السودانية خلال دورية بالسوق الرئيسي في مدينة ود مدني (أ ف ب)</p>

قالت قوات الدعم السريع شبه العسكرية السودانية إنها سيطرت على معسكر للشرطة الأحد في الوقت الذي تسعى فيه لتحقيق مكسب في حربها مع الجيش وسط قتال عنيف في العاصمة الخرطوم.

وقالت قوات الدعم السريع في بيان إنها سيطرت بشكل كامل على معسكر لقوات الاحتياطي المركزي التابعة للشرطة بجنوب الخرطوم، ونشرت لقطات لمقاتليها داخل المنشأة وكان بعضهم يخرج صناديق ذخيرة من أحد المستودعات. ولم يصدر تعليق حتى الآن من الجيش أو الشرطة.

والسبت، أعلنت قوات الدعم السريع إسقاط طائرتين حريتين للجيش. من جهته، أكد الجيش أنه صد “ثلاث هجمات للمتمردين”. ومع كل رشقة نيران أو طلعة جوية تهتز المنازل في الخرطوم فيما يعيش من فيها في درجات حرارة شديدة الارتفاع وفي ظل انقطاع للمياه والكهرباء لفترات طويلة.

والأحد، قال العديد من سكان العاصمة إنهم سمعوا دوي قصف مدفعي في جنوب العاصمة وأزيز رصاص في ضواحيها. وأكد أحد سكان أم درمان لوكالة الصحافة الفرنسية أن “صواريخ تسقط على المنازل” في الضاحية الواقعة شمال غرب الخرطوم.

ويستعر قتال عنيف في الخرطوم وبحري وأم درمان، وهي المدن الثلاث التي تشكل منطقة العاصمة الكبرى، منذ مساء السبت مع دخول الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أسبوعه الحادي عشر.

وأشار شهود أيضاً إلى زيادة حادة في أعمال العنف خلال الأيام الماضية في نيالا، أكبر مدن إقليم دارفور غرب البلاد. ودقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر السبت في ما يتعلق بالاستهداف العرقي وقتل أفراد من جماعة المساليت في الجنينة بولاية غرب دارفور.

العاصمة السودانية ومدينة الجنينة هما الأكثر تضرراً من الصراع الذي اندلع في 15 أبريل (نيسان) بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، غير أن التوتر والاشتباكات تصاعدا الأسبوع الماضي في أجزاء أخرى من دارفور وفي كردفان جنوب البلاد.

وزادت الأعمال القتالية منذ أن انتهك طرفا الصراع سلسلة من اتفاقات وقف إطلاق النار التي جرى التوصل إليها في جدة بعد محادثات قادتها السعودية والولايات المتحدة. وتأجلت المحادثات الأسبوع الماضي.

وينشر الجيش منذ أسابيع قوات الاحتياطي المركزي التابعة للشرطة لخوض عمليات ميدانية، وسبق أن استُخدمت تلك القوات لتنفيذ عمليات في عدة مناطق ولمواجهة محتجين تظاهروا ضد انقلاب عام 2021.

وفرضت الولايات المتحدة العام الماضي عقوبات على قوات الاحتياطي المركزي التابعة للشرطة السودانية بسبب استخدامها القوة المفرطة في مواجهة المحتجين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ضربات جوية وقصف مدفعي

ويستخدم الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان الضربات الجوية والمدفعية الثقيلة في محاولة لطرد قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، من أحياء الخرطوم.

وقال محمد السماني (47 سنة) لـ “رويترز” عبر الهاتف “نعاني من ضربات جوية وقصف مدفعي وإطلاق نيران مضادة للطائرات من جانب قوات الدعم السريع منذ الصباح الباكر في شمال أم درمان”.

وأفاد شهود بتدهور ملحوظ في الوضع الأمني في مدينة نيالا ​​خلال الأيام القليلة الماضية، مع اندلاع اشتباكات عنيفة في بعض الأحياء السكنية.

وقال صالح هارون (38 سنة) من سكان المدينة إنه غادر نيالا الأحد بسبب الحرب الدائرة، مشيراً إلى وقوع انفجارات السبت في الشوارع ووصول الرصاص إلى المنازل.

المعارك تتسع في دارفور 

واتسع نطاق المعارك الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في دارفور في غرب السودان الأحد حيث أسفر قصف متبادل عن مقتل 12 مدنياً على الأقل في نيالا، المدينة الواقعة في جنوب الإقليم والتي يواصل السكان الفرار منها.

وقال طبيب في المدينة إن “12 مدنياً قُتلوا في نيالا بحسب حصيلة أولية”. وأضاف “نحن نعرف أن آخرين قُتلوا أو جرحوا ولم يتمكنوا من الوصول إلى المستشفى لأن المعارك العنيفة تحول دون التنقلات”.

ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، أسفرت المعارك عن مقتل 2800 شخص، وفق منظمة أكلد غير الحكومية كما نزح أو لجأ الى الدول المجاورة 2.5 مليون سوداني، وفق الأمم المتحدة.

وكانت حصيلة الضحايا ثقيلة خصوصاً في الجنينة، عاصمة غرب دارفور، حيث انضم للقتال مدنيون مسلحون ومقاتلون قبليون. ووفق الأمم المتحدة، سقط في الجنينة “1100 قتيل” كما وقعت تجاورات يمكن أن ترقى إلى “جرائم ضد الانسانية”.

وفي الشوارع الطينية في الجنينة، لا تزال حتى اليوم جثث مغطاة بملابس على عجل ترقد على الأرض تحت شمس حارقة فيما أبواب عدد من المتاجر مغلقة وأخرى مشرعة تعرضت للنهب.

وعلى الطريق المؤدية إلى تشاد تواصل أعداد كبيرة من العائلات الفرار وتحاول تجنب الطلقات الطائشة من الجانبين. ولجأ 16 ألف سوداني حتى اليوم إلى تشاد هرباً من الحرب.

وعلى الناحية الأخرى من الحدود يقيم اللاجئون السودانيون أسفل أسقف صعنت من فروع الآشجار أو يقفون في طوابير طويلة للحصول على حصتهم من المياه والغذاء. وبالمجمل، نزح 2.2 مليون سوداني داخل بلادهم فيما لجأ نصف مليون آخرين إلى الدول المجاورة.

وتحاول الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الإنسانية مساعدة هؤلاء اللاجئين الذين لم يتمكنوا من حمل أي شئ معهم حين خرجوا من بيوتهم التي تحتل أغلبيتها الآن قوات الدعم السريع. لكن التمويل الاحتياجات الإنسانية غير متوفر.

كذلك فإن العاملين في مجال الإغاثة الانسانية الذين يطالبون منذ أبريل بتمكينهم من الوصول للمدنيين، فيواصلون الشكوى من العقبات الإدارية التي يواجهونها.

ومن دون مساعدتهم، لا يستطيع نصف سكان السودان البقاء على قيد الحياة، وفق الأمم المتحدة. ومع ذلك فإن الممرات الآمنة اللازمة لم تتوفر بعد وكذلك تأشيرات الدخول اللازمة لدخول أجانب لمساعدة العاملين المحليين المنهكين.

وعلى مدى أسابيع، حاول السعوديون والأميركيون حمل طرفي الصراع على الوصول إلى تسويات أو إلزامهما على الأقل بفتح ممرات آمنة. لكن منذ الأربعاء علقت واشنطن جهودها.

subtitle: 
المعارك في دارفور تتسع نطاقاً والمدنيون يواصلون الفرار من الإقليم
publication date: 
الاثنين, يونيو 26, 2023 – 01:00

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى