الجيش السوداني يقاطع مباحثات سلام إقليمية في إثيوبيا


<p class="rteright">في ظل تواصل المعارك مددت سلطة الطيران المدني إغلاق المجال الجوي السوداني (رويترز)</p>
رفض الجيش السوداني الإثنين المشاركة في مباحثات سلام أفريقية بهدف البحث عن حل للنزاع بينه وبين قوات الدعم السريع الذي يقترب من دخول شهره الرابع من دون أي أفق للتهدئة.
ولم تفلح مبادرات عدة للوساطة، في إيجاد أرضية لأي تفاهمات قد تثمر حلّاً.
ومنذ بدء المعارك، أبرم طرفا القتال اتفاقات عدة لوقف إطلاق النار بوساطة سعودية – أميركية.
وتقود الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) مبادرة إقليمية عبر لجنة رباعية برئاسة كينيا تضم إثيوبيا وجيبوتي وجنوب السودان. وكانت اللجنة ثلاثية برئاسة جنوب السودان، قبل أن تتوسع في يونيو (حزيران) بضم إثيوبيا.
وترافقت تلك الخطوة مع نقل رئاسة اللجنة من جنوب السودان إلى كينيا، وهو ما لقي معارضة من الخرطوم.
غياب البرهان ودقلو
وعقدت اللجنة الرباعية اجتماعاً الإثنين في أديس أبابا، غاب عنه عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو رغم دعوتهما إليه.
وأكد كل من طرفي النزاع إرسال ممثل عنه إلى أديس أبابا، إلا أن الحكومة المرتبطة بالبرهان، أكدت أنها لن تشارك في الاجتماع ما لم يتمّ تلبية مطلبها بتغيير الرئاسة الكينية.
وقالت الخارجية السودانية في بيان “وصل وفدنا بالفعل إلى أديس أبابا صباح اليوم، مما يؤكد على جدية حكومة السودان للارتباط البناء والتواصل مع منظمات انتمائها الإقليمية”.
وأضافت “للأسف اتضح لوفدنا أن رئاسة اللجنة الرباعية لم يتم تغييرها، علماً بأن حكومة السودان طالبت… بتغيير رئاسة الرئيس وليام روتو رئيس جمهورية كينيا للجنة الرباعية”.
وكررت أن مطالبتها بذلك تعود إلى جملة أسباب منها “عدم حيادية السيد الرئيس روتو في الأزمة القائمة”.
وكانت الوزارة اعتبرت الشهر الماضي أن حكومة كينيا “تتبنى مواقف (…) الدعم السريع (…) وتؤوي عناصرها وتقدم لهم مختلف أنواع الدعم”.
من جهتها، رأت قوات الدعم السريع أن المقاطعة كانت تصرفاً “غير مسؤول”.
وأعربت في بيان عن استغرابها لمقاطعة الطرف الآخر للجلسة “بذرائع واهية غير موضوعية رغم وصوله لأديس أبابا”، معتبرة أن “هذا التصرف غير المسؤول يكشف بوضوح ما ظللنا نؤكده بأن… هناك مراكز متعددة لاتخاذ القرار بداخلها (القوات المسلحة) تسعى لإطالة أمد الحرب وعرقلة المساعي الحميدة” من أجل التوصّل إلى حل للنزاع.
وانتقدت الرباعية في بيان ختامي “الغياب المؤسف لوفد القوات المسلحة السودانية على رغم دعوتها وتأكيد مشاركتها”، إلا أنها أكدت استمرارها في تركيز جهود “كل الأطراف على الوصول إلى عقد لقاء وجهاً لوجه بين قائدي الطرفين المتنازعين”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولم يلتق البرهان ودقلو منذ اندلاع المعارك في 15 أبريل، وهو يوم كان من المقرر أن يشهد اجتماعاً بينهما بتسهيل من الأمم المتحدة.
نشر “القوة الاحتياطية” لـ “إيساف”
ودعت الرباعية الطرفين إلى “توقيع اتفاق غير مشروط لوقف إطلاق النار”.
وأعلنت أنها ستطلب من الاتحاد الأفريقي بحث إمكانية نشر “القوة الاحتياطية” لشرق أفريقيا “إيساف” التي عادة ما يتم توكيلها بمهام مراقبة الانتخابات، في السودان بهدف “حماية المدنيين” وضمان وصول المساعدات الإنسانية.
واعتبر مبارك أردول، وهو قائد سابق لإحدى مجموعات “التمرد” في السودان ويعدّ مقرباً من الجيش، أن اجتماع أديس أبابا كان “فخاً للتدخل العسكري”.
وأضاف عبر “تويتر” أن الحديث عن نشر قوات شرق أفريقيا هو “فصل آخر لاحتلال السودان… بعدما فشلت مليشيا التمرد من تحقيقه وانهزمت”.
وشهدت العاصمة الإثيوبية كذلك حضور مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية مولي في التي من المقرر أن تلتقي مسؤولين سودانيين وإقليميين.
ودعت المسؤولة الأميركية في بيان الأحد طرفي النزاع إلى “وقف المعارك فوراً”، مكررة “نداءات أطلقتها دول المنطقة للحؤول دون أي تدخل أجنبي ودعم عسكري يعمّق النزاع أو يطيل أمده”.
قصف بالمسيرات
ميدانياً، أفاد سكان في الخرطوم الإثنين عن وقوع “قصف عبر مسيرات لمناطق في شرق أم درمان”، ضاحية غرب الخرطوم الكبرى، فيما تحدث آخرون عن “قصف جوي على منطقة المدينة الرياضية” في جنوب العاصمة.
وعلى مسافة نحو 350 كيلومتراً جنوب العاصمة، تحدث شهود عيان بولاية شمال كردفان عن وقوع “اشتباكات غرب مدينة الأبيض” مركز الولاية.
وأفاد مصدر عسكري بقيام الجيش بـ”صد هجومين للحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو على مدينة الكرمك الحدودية بولاية النيل الأزرق”.
وفي ظل تواصل المعارك، مددت سلطة الطيران المدني إغلاق المجال الجوي السوداني حتى نهاية يوليو (تموز) باستثناء “رحلات الإغاثة والإجلاء بعد الحصول على الإذن من السلطات المختصة”، وفق ما أعلنت في بيان الإثنين.
يشهد السودان منذ 15 أبريل (نيسان) معارك بين الجيش بقيادة البرهان الذي يتولى أيضاً رئاسة مجلس السيادة، وقوات الدعم السريع بقيادة دقلو المعروف بـ”حميدتي”.
وأودى النزاع بأكثر من 2800 شخص ودفع أكثر من 2.8 مليون شخص للنزوح، لجأ أكثر من 600 ألف منهم إلى دول مجاورة أبرزها مصر وتشاد، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة.
ويعاني من بقي من السكان الذي كان عددهم الاجمالي يقدّر بزهاء 45 مليون نسمة قبل بدء المعارك، من نقص المواد الغذائية والخدمات ومصادر الطاقة، بينما تتوإلى التقارير عن حالات نهب وعنف جنسي واحتدام الصراعات العرقية خصوصا في إقليم دارفور (غرب).
وحذّرت الأمم المتحدة في نهاية الأسبوع المنصرم من أن السودان، أحد أكثر دول العالم فقراً حتى قبل اندلاع المعارك الراهنة، بات على شفير “حرب أهلية شاملة” ستطال تداعياتها كل المنطقة.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com