الخطيب خلال زيارته الرفاعي ورحمة: المشاكل في لبنان سياسية تُلبس لبوس الطائفية

وطنية- بعلبك- أدى رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، صلاة الظهر في مقام السيدة خولة في بعلبك، ثمnbsp; انتقل برفقة وفد علمائي إلى دارة مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي وهنأه بانتخابه، وقال: quot;أنا في غاية السرور لزيارة بعلبك الحبيبة، وزيارتي الى منزل سماحة المفتي هي زيارة طبيعية، لأن بعلبك تتميز عن سائر المناطق اللبنانية في وحدة أبنائها وعشائرها، وفي الصلات فيما بينها، وأنا على اطلاع من خلال بعض النشاطات بأن الجميع هم في وحدة العمل من أجل إنماء بعلبك والحفاظ على مصالحها وعلى وحدتها وإصلاح ذات البينquot;.
nbsp;
nbsp;وتابع: quot;أحببت أن أقوم بزيارة هذه الدار الكريمة والمباركة لأتقدم لسماحة المفتي بالتهنئة لمناسبة انتخابه مفتي بعلبك الهرمل. وأنا أهنئ بعلبك بسماحته، كما أهنئ المنطقه بكل طوائفها وفئاتها بسماحتهquot;.
nbsp;
وأضاف: quot;نحن جميعا في هذا السلك الروحي الذي يقوم بأهم وأخطر مهمه في لبنان، نعمل على الجمع وعلى رتق ما فتق بين اللبنانيين، فالأديان والمذاهب لم تكن في يوم من الأيام علة المشاكل في لبنان، لأن المشاكل الموجودة هي مشاكل سياسية تُلبس لبوس الطائفية، والناس لا تفرق أحيانا بين الطائفية والطائفة، والبعض يلعب على هذه الألفاظ، إلا أن الطوائف هي تفسيرات للدين، والأديان تجمع بين كل الناس. لذلك نحن نجمع بين الناس، ونحاول حل المشكلات الموجودة التي تسبب انقسامات بين اللبنانيين، نحاول ان نكون نحن العلاج الذي يجمع بين الطوائف والتجمعات وبين أبناء الوطن الواحد، فنحن جميعا عيال الله، ونحن مسؤولون عن جميع اللبنانيينquot;.nbsp;
nbsp;
وأردف: quot;نحن الآن في هذه الفترة الخطيرة من تاريخ لبنان، ومن تاريخ هذا الكيان، هي فترة خطيرة لأن الأوضاع كما ترون وصلت إلى ضرر كبير وإلى مشاكل سياسية يدفع أثمانها أبناء كل الطوائف، وليس هناك طائفة منتصرة، نحن كلنا إما أن ننتصر جميعا ويستقر البلد، وإما أن يخرب البلد فلا نستقر جميعا. في هذا البلد لا يمكن ان يربح أحد على أحد، والرابح فيه خاسرquot;.
nbsp;
ودعا العقلاء إلى quot;العمل من أجل إيقاف هذه المهزلة وهذه الفتن التي تنبت في كل يوم في مكان. السياسيون ينصبون أفخاخا للإيقاع بين الطوائف، فعلى اللبنانيين ان يكونوا اكثر حذرا وأكثر وعيا، والضغط يجب أن يكون من الناس على السياسيينquot;.
nbsp;
واعتبر الشيخ الخطيب أن quot;المشاكل الموجود لا تستدعي على الإطلاق أن يصل اللبنانيون إلى هنا، وأن لا يكون هناك انتخاب لرئيس الجمهورية، وان لا تكون المؤسسات تعمل كما يجب أن تعمل في خدمة اللبنانيين جميعاquot;.
nbsp;
وأشار إلى أن quot;المجلس النيابي بتركيبته الحالية لا يوجد فيه أكثرية يمكنها أن تفرض من تريد رئيسا للجمهورية، لذا لا بد من العودة إلى دعوة دولة الرئيس نبيه بري إلى الحوار والتوافق لإخراج لبنان من هذا المازق الذي هو فيهquot;.
nbsp;
الرفاعي
وبدوره رحب المفتي الرفاعي بالشيخ الخطيب والوفد المرافق، وقال: quot;دار الفتوى لها تاريخ طويل من العلاقة الاخوية القائمة على المحبة والتعاون والتفاهم مع المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، هذه العلاقة بدأت مع إمام الوطن وإمام المستضعفين السيد موسى الصدر، واستمرت مع الشيخ محمد مهدي شمس الدين والشيخ عبد الأمير قبلان، وصولا إلى إمام الحكمة والتعقل سماحة الشيخ علي الخطيب. هي علاقة مباركة وطيبة تنعكس إيجابا على كل المناطق التي تعيش هذا التنوع الذي يشكل مصدر غنى للوطن، ورسالة إلى كل العالم العربي، وحتى إلى العالم الغربيquot;.
nbsp;
وأكد: quot;نحن دائماً ديدننا في محافظة بعلبك الهرمل، المحافظة على الوحدة الاسلامية، لأننا نعتبر أنها تشكل ركيزة أساسية للوحدة الوطنية، لذلك نعمم الخطاب الذي يحافظ على السلم الأهلي، بعيداً عن خطاب الكراهية أو الإلغاء. نحن لا نريد ان نبشر بعضنا البعض بمذاهبنا، بل نريد من كل منا أن يزيد مساحة الاعتدال ضمن ساحته، حتى ننفتح على بعضنا البعض، ونستطيع ان نحاصر كل متطرف يريد أن ينال من وحدتنا الاسلامية، وبالتالي من وحدتنا الوطنية. نحن حريصون في المناسبات، كما كان يردد دائما الامام موسى الصدر، أن تكون مناسبات إسلامية جامعة، لا أن تكون مناسبات خاصة، لذلك في عاشوراء، في ذكرى المولد النبوي الشريف، في ذكرى الإسراء والمعراج، وفي بقية المناسبات، نحن حريصون أن تكون مناسبات واحدة، حتى نطل على أهلنا في محافظة بعلبك الهرمل، وعلى الوطن، بهذا اللون الواحد الذي يحافظ على التنوع. ووصية صاحب السماحة مفتي الجمهورية اللبنانية أن يكون هناك تعاون على كافة الصعد وعلى كافة المستويات؛ ونعتبر أن هذا هو جزء من واجبنا وتكليفنا الشرعي. للأسف الشديد بعض الأخوة يفهمون الأمر بشكل خاطئ، إذا تم الحفاظ على الوحدة الاسلامية، ومد خط التعاون، واذا كان هناك جسور للتواصل، يعتبر البعض كأنه يقدم خدمة للآخر. لا أحد يقدم خدمة، هذا واجب وتكليف شرعي علينا القيام به بشكل دائم، وهو واجب كبقية الواجباتquot;.
nbsp;
ولفت إلى أن quot;الأمور في المنطقة جيدة وطيبة، والتعاون مع إخواننا قائم دائماً، وإذا وقع شيء نسعى دائما لمحاصرته على قاعدة أننا لا نريد اشعال الحرائق بل لمعالجة اسبابها قبل وقوعها، وهذا دوري ودور كل الأخوة الموجودينquot;.
nbsp;
nbsp;وتمنى على الاعلام في بلدنا quot;ان يكون إعلاما مسؤولا، نحن مررنا في الأيام الأخيرة بفتن متنقلة، فوجئنا بأن الفضاء الإعلامي كان مفتوحا لمن يستحق ولمن لا يستحق. السؤال هل الخطاب الواعي والعقلاني يستطيع أن يأخذ مساحة في الأعلام كالمساحة التي أخذها في الأمس القريب بعض الرعاع الذين كانوا يهددون السلم الاهلي؟ المطلوب من الإعلام، وزارة ومجلسا وطنيا، المبادرة لوضع ضوابط عند وقوع أي حادثة حتى لا ترتد آثارها بطريقة يخطط لها العدو. ونحن أمنيتنا الدائمة ان تستكمل الدولة بناء مؤسساتها، رئاسة جمهورية ورئاسة حكومة وحكومة، وبرنامج إنقاذ اقتصادي، لأننا على أبواب عام دراسي، وهناك فئة كبيرة عندنا مهددة في العلم والمعرفة، فنسأل الله مع بدء التنقيب عن النفط، ان نصبح بلدا نفطيا، ويكون هناك صندوق سيادي، ونحافظ على هذه الأموال للأجيال القادمةquot;.
nbsp;
والمحطة الثانية كانت في مطرانية دير الأحمر المارونية، حيث التقى الشيخ الخطيب والوفد العلمائي المرافق، رئيس أساقفة بعلبك دير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة، في حضور المونسنيور بول كيروز ولفيف من الكهنة.
nbsp;
رحمة
وتحدث المطران رحمة، فقال: quot;احتفلنا قبل ايام بعيد انتقال السيده العذراء في كنيسه سيده البرج وسيده بشوات وشرف كبير لنا ان نستقبل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، فهذا الموقع مهمه بالنسبه لنا ككنيسه مارونيه وكبقاع شمالي وفخر كبير زيارتكم لنا مع مجموعه من المشايخ الافاضل المواكبين لكم الذين تجمعنا واياهم موده كبيره
nbsp;
واشار الى ان quot;هناك ثوابتnbsp; نعيشها مع كل مكونات البقاع الشمالي، واليوم زادت بركة وثباتا، تتجلى بوحدة العيش معا،ووحدة المحبة ووحدة اللقاء. لا شك هناك صعوبة التفتيش عن الحل للواقع المأزوم في بلدنا، ولكن نحن نؤمن بأن الحل ينبغي أن يكون محليا، وحبذا لو أن المراجع الدينية يأخذون المبادرة، لأنه يبدو أن أمام لقاء المراجع السياسية عوائق وضغوطات، بينما نحن كرجال دين ليس لدينا سوى إيماننا بربنا الذي يحتم علينا الأخوة واامحبة واللقاء، وسماحتك بأخلاقياتك وإيمانك وعمقك الروحي والوطني، يمكنك تهيئة الأجواء، ونحن نشد على يدك لتحقيق اللقاء بين المرجعيات الروحية العليا في لبنانquot;.
nbsp;
ورأى أن quot;الأوطان تبنى على الاخلاق والإيمان، فهناك صعوبات في وطننا بالتأكيد، ولكن يجب الإصرار على إيجاد الحلول لها، ولا يكون ذلك إلا باللقاء المباشرquot;.
nbsp;
وختم رحمة: quot;نحن فرحون باستقبال سماحتك في هذه الدار المفتوحة لكل الناس، واليوم تباركت بقدومك، كما تبارك بمجيئك البقاع الشمالي الذي فيه كل الخيرquot;.
nbsp;
الخطيب
وأكد الشيخ الخطيب من جهته أن quot;اللقاء بين اللبنانيين هو الأساس، والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى كان حريصا على وحدة اللبنانيين من جميع الطوائف والأديان، وخطاب الإمامnbsp; السيد موسى الصدر الذي أنشأ المجلس كان جامعا، وعبر عنه بالعمل على وحدة اللبنانيين، والحفاظ على هذه الوحدة، كما عبر عنه الإمام الصدر حينما حاول البعض ان يتعرض لابناء دير الاحمر وشليفا من إخواننا وأبنائنا، وكان الموقف التاريخي الواضح باعتبار من يطلق رصاصة على دير الأحمر وشليفا كأنه يطلق رصاصة على أولاده وصدره وعمامته، وأمر العشائر ان يحفظوا هذه المناطقquot;.
nbsp;
واعتبر أن quot;الاختلاف العقائدي او المذهبي يُقحم بالسياسة للتفرقة بين الناس، وهذا لا يجوز.nbsp; الخلافات السياسية موجودة، ولكن ينبغي على السياسيين ان يخرجوا من العباءة الطائفية، وأن لا يستخدموا الطوائف والعقائد والمذاهب بالسياسة لتقسيم الناس على هذا الأساسquot;.
nbsp;
وأردف: quot;نحن أبناء وطن واحد، مصيرنا واحد، كرامتنا واحدة، فاذا مست كرامة المسيحي مست كرامة المسلم، ويعني ذلك أن المسلم يسيء إلى نفسه، كما يعني أنه ليس أهلا ليكون جارا أو مواطنا. والإنسان لا يأخد كرامته من انتسابه لطائفته، وإنما هو يأخذ كرامته من الله. إذن المشكلة ليست في الأديان، فالأديان كلها تُعنى بكرامة الإنسان. والدين الذي يفرق بين الناس على أساس انتمائهم الديني والطائفي هو ليس دينا، هذه عنصرية، وليس هنالك فرق في الاديان في موضوع المساواة بين الناس في الحقوق والواحبات والمسؤولياتquot;.
nbsp;
ونبه من quot;المخاطر التي ستصل إلى كل طائفة ومذهب ودين، إذا لم نحافظ على القيم والأخلاق وعلى كرامة الإنسان وهويته الإنسانيةquot;.
nbsp;
وأشاد بquot;تمسك العائلة اللبنانية بالقيم، وتوحدها على القيم، لأن ما ينصب من أفخاخ على الطرقات من أجل دفع اللبنانيين نحو الفتن، وما يؤجج من معارك طائفية، المقصود منه موضوع القيم الدينية والأخلاقية، وهذا ليس موضوعا داخليا، بل هو موضوع دولي وعالمي، لذا المطلوب أن نكون صفا واحدا في مواجهة الإنحدارquot;.nbsp;
nbsp;
ورأى الخطيب أن quot;الإنحدار وصل عند البعض بتقديم اقتراح قانون لتخفيف العقوبة عن الشذوذ، هؤلاء لا يمثلون الشعب اللبناني، الذي يمثل اللبنانيين الذي يحافظ على القيمquot;.
nbsp;
وقال: quot;ليس بين اللبنانيين مشكلة، وأنا قلت لوزير خارجية الفاتيكان نحن في لبنان عائلة واحدة، والحرب التي وقعت في لبنان سابقا لم تكن بين الطوائف والأديان، وإنما كانت بين يمين ويسار، هي حرب خارجية نفذت على أرض لبنان. واليوم المطلوب من اللبنانيين جميعا ان يعلموا أن أي نقطة دم تخرج من أي لبناني، نحن نخسرها جميعا، نحن نحرص على أبنائنا في الكحالة كما نحرص على أبنائنا في حارة حريك وفي بيروت وطرابلس وبعلبك والهرمل وفي أي منطقة من لبنانnbsp; وانا حينما أرى في فلسطين ماذا يفعل الإسرائيلي بطفل او بفتاة أو برجل مسن أو بطفل فلسطيني قلبي يدمي، فالظلم غير مقبول على الاطلاق. وما يحصل في لبنان بالتاكيد هو لمصلحة بعض الزعماء السياسيين، وليس لمصلحة الشعب اللبناني، لذا يجب أن يكون خطابنا الهادئ والمحب والناصح والمتوجه إلى الجميعquot;.
nbsp;
==================
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.nna-leb.gov.lb