أخبار عربية وإقليمية

خطوات متبادلة على طريق تجاوز التوترات بين فرنسا والمغرب


<p style="direction:rtl">وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة خلال استقباله&nbsp;في الرباط، المدير العام للوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)، ريمي ريو، يوم الجمعة 17 نوفمبر الحالي (صفحة السفارة الفرنسية في المغرب على فيسبوك)</p>

تحاول باريس والرباط تجاوز خلافاتهما من أجل تنشيط علاقاتهما الدبلوماسية مع إقرار السفير الفرنسي لدى المغرب كريستوف لوكورتييه علناً بأنه ارتكب خطأ في قضية التأشيرات، توازياً مع تعيين مديرة الأخبار السابقة في القناة التلفزيونية العمومية الثانية سميرة سيطايل سفيرة للمغرب لى فرنسا.
واتسمت العلاقات بين المغرب وفرنسا في العامين الماضيين بالتوتر الشديد. ونشأ التوتر جراء سياسة التقارب مع الجزائر التي سعى إليها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت قطعت فيه الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط خلال عام 2021.
وقال المؤرخ والمتخصص في جامعة السوربون بيار فيرميرين إنه “في شهر سبتمبر (أيلول) بعد الزلزال شهدنا ذروة الأزمة الفرنسية – المغربية عندما وصل الأمر إلى حد إهانة زعيمي الدولتين”.
واندلع جدل عندما عرضت فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة التي تعيش فيها جالية مغربية كبيرة، مساعدتها خلال كارثة الزلزال على المغرب الذي تجاهلها.
واعتبر فيرميرين أن “العلاقات وصلت إلى طريق مسدود”، مشيراً إلى أن الأزمة كادت تتصاعد “قليلاً”، لكن البلدين عادا إلى رشدهما.
واعتبر مدير مركز الدراسات والبحوث حول العالم العربي والمتوسط في جنيف حسني عبيدي أن “التقارب الصعب بين باريس والجزائر يفسر إلى حد كبير التهدئة الحالية مع الرباط”. وأوضح، “لا تستطيع فرنسا المضي في علاقات سيئة مع كل من الجزائر والرباط”، مضيفاً أنه “بالنسبة إلى باريس تكمن القيمة المضافة للجزائر في قربها من دول الساحل وفي التعاون الذي يمكن أن تقدمه تلك الدولة”.
ومع مغادرة القوات الفرنسية هذه المنطقة أصبح من الأيسر القيام بخطوات تجاه المغرب، الحليف التقليدي والتاريخي لفرنسا.
وأشار عبيدي إلى أنه “بات من الواضح الآن وجود تمهيد يظهر رغبة في إعادة التواصل مع الرباط” في إشارة إلى المقابلة التي أجراها السفير الفرنسي كريستوف لوكورتييه مع قناة “أم 2” المغربية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال الدبلوماسي الفرنسي عن القرار الذي اتخذ في عام 2021 بتقييد إصدار التأشيرات للمغاربة، “يا لها من ورطة من جانبنا”.
وقررت باريس في سبتمبر 2021 خفض عدد التأشيرات الممنوحة للجزائر والمغرب إلى النصف، للضغط على الحكومات التي تعدها غير متعاونة في مجال استعادة مواطنيها المطرودين من فرنسا، مقراً بأن هذا الإجراء رفع قبل نحو عام، لكن هذه السياسة “ألحقت ضرراً عميقاً بصورة فرنسا ونفوذها”، مضيفاً “نحن لا ندير علاقة وثيقة مثل تلك التي بين فرنسا والمغرب بالإحصاءات”.
ولقيت تصريحات لوكورتييه ترحيباً حاراً في الصحافة المغربية. ورأت صحيفة “ماروك إيبدو” فيها “خطوة إضافية نحو إنهاء مرحلة التوتر الدبلوماسي”.
وأشار عبيدي إلى أن “الجهود تبذل أيضاً من جانب القصر الملكي مع تعيين سفيرة للرباط لدى باريس، وهي صحافية سابقة ومتخصصة في العلاقات العامة، في الـ19 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بعدما كان المنصب شاغراً لمدة تسعة أشهر”.
واعتبر المتخصص في العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط زكريا أبو الدهب، أن هذا التعيين يمثل “رغبة في تسريع الأمور قليلاً وفتح صفحة جديدة”.
وفي مراكش، استقبل رئيس الوزراء المغربي عزيز أخنوش، خلال انعقاد الجمعية العامة لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير.
واعتبر أبو الدهب أن البلدين “أدركا” أن الوضع السلبي “ليس من صالح أحد”، مشيراً إلى أن “الصلة بين باريس والرباط قوية”.

subtitle: 
نشأ التوتر جراء سياسة التقارب مع الجزائر التي سعى إليها الرئيس ماكرون
publication date: 
السبت, نوفمبر 18, 2023 – 21:30

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى