أخبار عربية وإقليمية

احتدام القتال في غزة ودعوات أممية لتسهيل دخول المساعدات


<p>الدخان يغطي أفق خان يونس جنوب قطاع غزة إثر قصف إسرائيلي في 29 ديسمبر 2023 (أ ف ب)</p>

واصل الجيش الإسرائيلي الجمعة قصفه المركز على جنوب قطاع غزة حيث الوضع الإنساني كارثي بحسب الأمم المتحدة التي طلبت من “جميع الأطراف” تسهيل وصول المساعدات.

ومع اقتراب الحرب من إتمام شهرها الثالث، وصل وفد من حركة “حماس” إلى القاهرة للبحث في مقترح لوقف النار طرحته مصر.

وبعد ليلة أخرى من القصف المدمر الذي تركز في وسط القطاع وجنوبه، هرع فلسطينيون الجمعة إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح (وسط) للتعرف إلى جثث ذويهم.

قال سكان إن إسرائيل نفذت هجمات عنيفة بالطائرات والدبابات على مدينة خان يونس في قطاع غزة ليل الجمعة بعد ورود أنباء عن مقتل نحو 200 شخص خلال 24 ساعة في الحملة الإسرائيلية ضد حركة “حماس”.

وقال بعض السكان إن صوت إطلاق النار يشير إلى قتال بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي “حماس” في خان يونس. وقال مسعفون وصحافيون فلسطينيون إن الطيران الإسرائيلي نفذ أيضاً سلسلة غارات جوية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وتقصف القوات الإسرائيلية مدينة خان يونس استعداداً لمزيد من التوغل المتوقع في المدينة الجنوبية الرئيسة التي سيطرت على مساحات منها في أوائل ديسمبر (كانون الأول).

اندلعت الحرب بين إسرائيل و”حماس” في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) مع شن الحركة هجوماً غير مسبوق داخل أراضي الدولة العبرية أوقع نحو 1140 قتيلاً غالبيتهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى الأرقام الإسرائيلية الرسمية، واقتيد خلال الهجوم نحو 250 رهينة إلى قطاع غزة لا يزال 129 منهم محتجزين وفق إسرائيل.

رداً على ذلك، تعهدت إسرائيل تدمير “حماس” وتشن قصفا على القطاع الفلسطيني الذي تحكمه الحركة منذ 2007. وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 168 من عناصره منذ بدء الاجتياح البري في 27 أكتوبر.

وارتفعت حصيلة القتلى الفلسطينيين جراء القصف الإسرائيلي في غزة منذ بداية الحرب إلى21507، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لـ”حماس” نشرت الجمعة، وتشمل الحصيلة، وفق المصدر ذاته، 187 شخصاً قتلوا خلال الساعات الماضية.

ويسود وضع كارثي قطاع غزة الذي يناهز عدد سكانه 2.4 مليون نسمة اضطر 85 في المئة منهم إلى الفرار من منازلهم وفق الأمم المتحدة.

وقال رئيس العمليات الإنسانية للأمم المتحدة مارتن غريفيث إن “السكان المصابين بصدمة والمنهكين” يتكدسون على “قطعة أرض تزداد صغراً”.

تفرض إسرائيل حصاراً كاملاً على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، ولا تسمح سوى بدخول كميات محدودة من المساعدات الإنسانية بعد تفتيشها، عبر معبر رفح الحدودي مع مصر.

في مواجهة النقص الصارخ في المساعدات، يواجه سكان غزة “خطراً جسيما”، وفق منظمة الصحة العالمية.

وندد المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني في بيان بأن “كمية المساعدات المقدمة، الضرورية والعاجلة، لا تزال محدودة وتواجه عقبات لوجيستية عدة”، مذكراً بأنه يجب على “جميع الأطراف” تسهيل وصول المساعدات الإنسانية.

وأوضح “لا يزال إيصال المساعدات العاجلة والملحة محدوداً من حيث الكميات ومليئاً بالعقبات اللوجيستية”. ووصف “حال اليأس” في غزة، حيث يتوجه الفلسطينيون إلى مستودعات الوكالة “لأخذ الإمدادات أو اعتراض شاحنات المساعدات لالتقاط الطعام لتناوله على الفور”.

بدوره، أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس عن قلق بالغ من تزايد خطر انتشار الأمراض المعدية في غزة في ظل النزوح والظروف الإنسانية الناتجة من الحرب.

وقال تيدروس عبر منصة إكس “مع استمرار نزوح الناس بشكل هائل على امتداد جنوب (قطاع) غزة، واضطرار بعض العائلات للنزوح أكثر من مرة، واتخاذ كثيرين من منشآت صحية مكتظة ملجأ لهم، نبقى أنا وزملائي في منظمة الصحة العالمية قلقين جداً حيال تزايد خطر الأمراض المعدية”.

وقالت الوكالة التابعة للأمم المتحدة الجمعة أيضاً إن إحدى قوافل المساعدات التابعة لها تعرضت لإطلاق نار من الجيش الإسرائيلي من دون وقوع إصابات، ولدى سؤاله أشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه “يتحقق” من المعلومات.

في سوق الشابورة في رفح، يقول منتصر الشاعر (30 سنة)، وهو صاحب بسطة “هذه أول مرة يتم إدخال البيض وبعض أنواع الفواكه إلى غزة من مصر”. ويشير إلى أن “كل أنواع الفواكه مفقودة في الأسواق، توجد بعض أنواع الخضراوات لكنها غالية جداً”.

3 مراحل

بينما تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية دون هوادة، وصل وفد من “حماس” إلى القاهرة للبحث في مقترح مصري في شأن وقف النار، وفق ما أفاد مصدر مطلع على المباحثات.

والمقترح المصري يشمل ثلاث مراحل تنص على هدن قابلة للتمديد والإفراج التدريجي عن عشرات الرهائن والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بما يؤدي في نهاية المطاف إلى وقف الأعمال القتالية.

وسينقل وفد “حماس” إلى المصريين “رد الفصائل الفلسطينية الذي يتضمن ملاحظات عدة على خطتهم”، وفق المصدر نفسه.

وأوضح المصدر أن هذه الملاحظات تتعلق خصوصاً بـ”طرائق عمليات التبادل المرتقبة وبعدد الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم وبالحصول على ضمانات من أجل انسحاب عسكري إسرائيلي كامل من قطاع غزة”.

من جهته قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقاء الخميس في تل أبيب مع عائلات رهائن “نحن على اتصال (مع الوسطاء) في هذه اللحظة، لا أستطيع تقديم مزيد من التفاصيل، نحن نعمل على إعادتهم جميعا، هذا هدفنا”.

قال أبو الرحمن الغبريس، أحد سكان رفح “نأمل بحصول وقف تام لإطلاق النار، الشعب الفلسطيني يأمل في استعادة الأمن ليعيش في سلام مثل بقية دول العالم”.

وتجمع مئات الإسرائيليين مساء الخميس، من يهود وعرب، في تل أبيب، ملوحين بلافتات تحض على وقف النار.

وعلى رغم أن الحرب بدأت قبل ثلاثة أشهر تقريباً، فإن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “لا يزال يشعر بقلق بالغ إزاء توسع أكبر لرقعة النزاع، الأمر الذي قد تكون له عواقب مدمرة على المنطقة بكاملها”، بحسب ما أعلن المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك.

عملية دهس

في الضفة الغربية، أصيب أربعة أشخاص الجمعة في عملية دهس بسيارة، بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي وخدمات الطوارئ.

وقتل فلسطينيان الجمعة برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، أحدهما بعد الاشتباه بتنفيذه عملية دهس بسيارة أدت إلى إصابة أربعة إسرائيليين، والآخر لمحاولته إلقاء قنبلة على موقع عسكري، وفق الجيش.

قتل منذ بدء الحرب في غزة، أكثر من 315 فلسطينياً بنيران الجيش أو مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية، وفقاً لأرقام وزارة الصحة الفلسطينية، فيما تنفذ القوات الإسرائيلية عمليات عسكرية ومداهمات شبه يومية في مختلف المدن والقرى الفلسطينية ومخيمات اللاجئين.

ذخائر أميركية

أعلنت الحكومة الأميركية الجمعة أنها وافقت “بشكل طارئ”، من دون المرور بالكونغرس، على بيع ذخائر مدفعية لإسرائيل بقيمة 147.5 مليون دولار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتحدثت الفرنسية الإسرائيلية ميا شيم التي أسرتها “حماس” 54 يوماً، عن احتجازها و”خوفها من التعرض للاغتصاب” على يد سجانها، وذلك خلال مقابلة بثتها قناة تلفزيونية إسرائيلية خاصة مساء الجمعة.

وقالت الشابة البالغة (21 سنة) للقناة 13 بالعبرية “ثمة خوف من التعرض للاغتصاب وخوف من الموت، وخوف من… ثمة خوف فقط”. وبعد اختطافها في السابع من أكتوبر أثناء مشاركتها في مهرجان موسيقي على أطراف قطاع غزة، أوضحت أنها احتجزت في منزل أحد خاطفيها.

وروت “كنت في منزله، منزل عائلته، كانت زوجته خارج الغرفة مع الأطفال، وهذا هو السبب الوحيد لعدم اغتصابي”، موضحة أن محتجزها أبقى أنظاره عليها.

وأضافت “كان أطفاله يأتون لرؤيتي كما لو كنت حيواناً أليفاً”، وأثناء أسرها ظلت “محبوسة” في “غرفة مظلمة” و”ممنوعة من الكلام”. وقالت الشابة التي أصيبت برصاصة أثناء اختطافها، إنها لم تحصل على أي “مسكنات للألم”.

ضربات في سوريا

وأعلن الجيش الإسرائيلي فجر السبت تنفيذ ضربات في سوريا بعد سقوط صاروخين أطلقا من هذا البلد على أراض خاضعة للسيطرة الإسرائيلية.

وقال الجيش الإسرائيلي في رسالة مقتضبة “بعد انطلاق صافرات الإنذار قبل قليل في شمال إسرائيل، سقط صاروخان من سوريا في أرض قاحلة، الجيش يضرب حالياً مصادر إطلاق النار”.

ورداً على سؤال وكالة الصحافة الفرنسية، أكد الجيش الإسرائيلي أن المقذوفين الذين أطلقا كانا صاروخين.

وقصف الجيش الإسرائيلي مجدداً صباح الجمعة مواقع لـ”حزب الله” في جنوب لبنان، وقال الجيش إن صواريخ عدة أطلقت من جنوب لبنان في اتجاه إسرائيل “ودخل اثنان منها” الأراضي الإسرائيلية.

إلى ذلك، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مقتل اثنين من عناصرها “على حدود فلسطين في جنوب لبنان أثناء أدائهما واجبهما القتالي”، وأطلقت صافرات الإنذار في شمال إسرائيل مرات عدة الجمعة.

“أعمال إبادة”

دولياً، قدمت جنوب أفريقيا طلباً إلى محكمة العدل الدولية لبدء إجراءات ضد إسرائيل لما وصفته بـ”أعمال إبادة ضد الشعب الفلسطيني” في قطاع غزة، وفق ما أعلنت المحكمة الجمعة.

ويتعلق الطلب بانتهاكات إسرائيل المحتملة لالتزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.

وأكدت جنوب أفريقيا أن “أفعال إسرائيل وأوجه تقصيرها تحمل طابع إبادة لأنها مصحوبة بالنية المحددة المطلوبة لتدمير فلسطينيي غزة كجزء من المجموعة القومية والعرقية والإثنية الأوسع أي الفلسطينيين”، بحسب ما أفادت المحكمة في بيان.

ورفضت إسرائيل هذا الاتهام، وقال الناطق باسم خارجيتها ليئور حيات عبر منصة “إكس” إن “إسرائيل ترفض باشمئزاز التشهير الذي نشرته جنوب أفريقيا والطلب الذي تقدمت به” أمام محكمة العدل في لاهاي.

مقتل صحافي فلسطيني

قال مسؤولون في قطاع الصحة وصحافيون إن صحافيا فلسطينياً يعمل في قناة القدس الفضائية قتل مع عدد من أفراد عائلته في غارة جوية إسرائيلية على منزلهم في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وبهذا يرتفع عدد الصحافيين الفلسطينيين الذين قتلوا في الهجوم الإسرائيلي إلى 106، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

قالت لجنة حماية الصحافيين الأسبوع الماضي إن الأسابيع العشرة الأولى من الحرب بين إسرائيل وغزة كانت الأكثر دموية بالنسبة إلى الصحافيين، حيث قتل أكبر عدد من الصحافيين في عام واحد في مكان واحد.

وكان معظم الصحافيين والعاملين في مجال الإعلام الذين قتلوا في الحرب من الفلسطينيين. وقال تقرير لجنة حماية الصحافيين ومقرها الولايات المتحدة إنها “تشعر بقلق خاص إزاء النمط الواضح لاستهداف الصحافيين وعائلاتهم من قبل الجيش الإسرائيلي”.

توصيل اللقاحات

قالت إسرائيل الجمعة إنها سهلت دخول 49130 جرعة لقاح، وهو ما يكفي لتطعيم ما يقرب من 1.4 مليون شخص ضد الأمراض بما في ذلك شلل الأطفال والسل والتهاب الكبد والدفتيريا والكزاز (التيتانوس) والسعال الديكي والتهاب السحايا.

وجاء في بيان صادر عن وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق وهي وحدة تابعة لوزارة الدفاع تقوم بالتنسيق مع الفلسطينيين، أنه تم تنسيق عملية نقل اللقاح مع “اليونيسف” من أجل منع انتشار المرض في القطاع.

ويعتمد قطاع غزة بشكل شبه كامل على الغذاء والوقود والإمدادات الطبية من الخارج، وتغلق إسرائيل جميع منافذ الوصول إليه باستثناء الطرف الجنوبي. وتقول الهيئات الدولية إن الإمدادات التي يسمح بدخولها من خلال عمليات التفتيش الإسرائيلية ليست سوى نزر يسير من الحاجات الهائلة للقطاع.

subtitle: 
هجمات عنيفة بالطائرات والدبابات على خان يونس ووفد من "حماس" بالقاهرة وأسلحة أميركية لإسرائيل
publication date: 
السبت, ديسمبر 30, 2023 – 07:00

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى