السيد نصر الله: محور المقاومة يلتقي على رؤية استراتيجية واضحة لكن كل حركة مستقلة باتخاذ قراراتها

قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمة له خلال الاحتفال بالذكرى الرابعة لاستشهاد الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت “ما نتحدث عنه في كل المنطقة اليوم يحضر معنا الحاج قاسم سليماني، واليوم بشهداء كرمان يذكروني بكلمة للامام الخامنئي يقول بأن قاسم الشهيد يخيف العدو اكثر من قاسم سليماني الحي”، وتابع “اليوم نرى انهم يلاحقونه حتى ضريحه، هو الاكثر حضورا رغم استشهاده في بنادقنا وصواريخنا وعبواتنا وفي دموع الاطفال ودعوات النساء والصبر الاسطوري وكل ما نراه اليوم من ثمار تضحيات هذا القائد الكبير على مدى سنوات طويلة”.
ولفت السيد نصر الله الى ان “الحاج قاسم كان يركز على دعم حركات المقاومة، ونهجه كان هو التالي بأن يدعم حركات المقاومة عدة وعديدا وتصنيعا ومن علامات الاخلاص لديه ان تصل كل حركات المقاومة الى الاكتفاء الذاتي لتعتمد بعد الله على قدراتها وامكاناتها وعلى مدربيها وعلى عقولها وستغني حتى عن العون الذي تقدمه الجمهورية الاسلامية الايرانية”، وتابع “على سبيل المثال كل ما يحصل اليوم في غزة هو وليد عمل بالحد الادنى لـ20 عاما”، واضاف “الاكثر حضورا كان في محور المقاومة كان الشهيد الحاج قاسم في كل مراحل عمل المقاومة في مختلف الساحات من فلسطين الى لبنان الى العراق، وهو كان الشخصية المركزية في دعم المقاومة وان تقوم علاقات وثيقة بين كل حركات المقاومة من لبنان الى فسلطين والعراق واليمن”.
وأكد السيد نصر الله ان “محور المقاومة يلتقي على مفاهيم ورؤية استراتيجية واضحة، الاهداف واضحة والاعداء محددون واين مصلحة شعوب المنطقة واين تكمن مصلحتها وسيادتها وفي الرؤية للمشروع الاسرائيلي”، واوضح “لكن كل حركة مقاومة حيث هي تقرر هذا الموقف ام غيرهم حسب رؤيتها الوطنية وانسجاما مع الرؤية الاستراتيجية ولا يأمر أحد احدا نتشاور ونستفيد من تجارب بعضنا البعض ولكن كل طرف يأخذ القرار الذي يراه مناسبا”.
واشار السيد نصر الله الى ان “الحاج قاسم كان أمينا على هذا العمل والنموذج والمدرسة والثقافة ولم يدخل فيه شيئا من هوى النفس بل كان ذائبا في الاسلام والمعذبين والمستضعفين لذلك كان مسار هذه الحركات مسار انتصار”، واضاف “هذا النموذج تُعلّق عليه الآمال الكبيرة لصنع الانتصارات وبالفعل يصنع الانتصارات وهذا النموذج اليوم في محور المقاومة هو نموذج فريد في تاريخ البشرية”، وشدد على انه “بتجربة محور المقاومة لا يوجد عبيد فلا يوجد الا السادة الشرفاء الذين يصنعون النصر لأمتهم”.
ولفت السيد نصر الله الى انه “عندما نرى حجم النتائج والانجازات التي تحققت حتى الآن وأضفنا اليها ما يمكن أن يتحقق لاحقا عندها سندرك وسنزداد تسليما ورضى بحجم التضحيات في كل الساحات”، واشار لاى ان “حركات المقاومة قامت بخطوات مهمة باستهداف الكيان الصهيوني والقواعد الاميركية لكن كانت الخطوة النوعية هو التحدي في البحر الأحمر فهي خطوة شجاعة وعظيمة ومؤثرة الى أبعد الحدود”، واوضح ان “التجلي الأهم لمحور المقاومة والتحدي الأخطر كان في هذه الاشهر القليلة الماضية في موضوع طوفان الأقصى”، وذكر ان “الصمود الاسطوري في اليمن وسوريا هذه كلها من بركات هذا المحور وهذا النهج وهذه الثقافة”.
ورأى السيد نصر الله انه “أمام هول ما جرى في غزة فانقلب السحر على الساحر فاستطلاعات الرأي الأميركية تقول أكثر من 50 بالمئة من الشباب الأميركي يقول يجب تفكيك دولة اسرائيل واعادة كل ارض فلسطين للشعب الفلسطيني”، واوضح انه “من نتائج عملية طوفان الأقصى وما بعدها سقوط صورة اسرائيل في العالم التي عمل عليها الاعلام الغربي وجزء من الاعلام الرسمي العربي ولهذه النتيجة تأثير كبير على معادلات الصراع في المنطقة”، ولفت الى انه “من نتائج عملية طوفان الأقصى وما بعدها ارتفاع مستوى التأييد لخيار المقاومة داخل الشعب الفسطيني وعلى مستوى الأمة”، واعتبر ان “عملية طوفان الأقصى أثبتت أن هذا الشعب الفلسطيني لا يمكن أن ينسى شعبه ومقدساته وتاريخه”، وأكد انه “من نتائج عملية طوفان الأقصى إعادة احياء القضية الفلسطينية بعد أن كانت تُنسى وتُصفّى وفرض البحث من جديد في كل انحاء العالم عن حلول”.
من جهة ثانية، قال السيد نصر الله “يجب ان نقدم تبريكنا وتعازينا بشهادة اصحاب المناسبة الشهيد الحاج قاسم سليماني ورفاقه من الايرانييين والشهيد الكبير الحاج ابو مهدي المهندس ورفاقه من الاخوة العراقيين الذين استشهدوا معه، لعائلاتهم الشريفة نجدد تعازينا لفقد الاحبة وتبريكنا لحصولهم على هذا الوسام الالهي الرفيع”، وتابع “تعازينا ايضا لما جرى في كرمان من استهداف لمن يحيي هذه المناسبة، هؤلاء هم شهداء نفس الطريق والمعركة التي كان يقودها الحاج قاسم سليماني”، واضاف “في ايامنا تختلط افراحنا بالاتراح ، وهنا نبارك للجميع وخاصة المسيحيين بعيد ميلاد السيد المسيح بشارة الخلاص لكل المظلومين في هذا العالم، ونبارك بحلول العام الميلادي الجديد ونتمى للجميع ان يقضوا هذا العام افضل من الاعوام السابقة”.
وقال السيد نصر الله “ايضا ابارك للمسلمين وخاصة السيدات مولد السيدة الزهراء والتي كانت وستبقى سيدة نساء العالمين وسيدة نساء اهل الجنة”، وتابع “ايضا اتوجه بالتعزية لفدناننا لاخ عزيز فقيد الجهاد والمقاوة والمسيرة الايمانية والجهادية الاخ محمد ياغي ، لكل اهلنا في البقاع وخاصة عائله برحيله”، واضاف “ايضا نتقدم بالتبريك والتعزيوباستشهاد السيد رضي الموسوي هذا الشهيد التقي الرضي عرفناه منذ اكثر من 30 عاما وكان يحب ان يقال له انه خادم هذه المقاومة وهذه المسيرة، نتقدم للامام الخامنئي وللشعب الايراني المضحي بالتعزية والتبريك”.
وتابع السيد نصر الله “ايضا نتوجه بالتبريك والتعزية بالشهيد الكبير نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ورفاقه الذين استشهدوا بالامس في عدوان اسرائيلي فاضح على الضاحية الجنوبية لبيروت، اتوجه الى الاخ اسماعيل هنية وكل اخوانه في حماس والقسام والشعب الفلسطينيو العائلة الشريفة للشيخ صالح والعائلات الشريفة لكل الشهداء، بالتبريك والتعزية واتوجه الى الله ان يتقبلهم”، واضاف “الشيخ صالح أمضى عمره في الجهاد والمقاومة والعمل والتقال والاسر والهجرة وختم الله سبحانه بهذه الشهادة العظيمة”.
وقال السيد نصر الله “نعزي بكل الشهداء ونبارك لهم من غزة من المدنيين من نساء واطفال وصغار الى المقاتلين البواسل الى شهداء الضفة الغربية ، الى شهداء العراق جراء العدوان الاميركي، الى سوريا من الشهداء المدنيين والعسكريين، الى شهداء اليمن الى شهداء البحر وعظمتهم عند الله، الى لبنان وكل شهدائه من كل الفصائل وشهداء الجيش اللبناني، لكل هؤلاء الشهداء وعوائلهم نتقدم بالتبريك والتعزية لما يقدموه من تضحيات وثبات وصبر وما نشاهد من هم من التوكل والتسليم والرضى والاستعداد للتضحية والاعتزاز والافتخار بهؤلاء الشهداء، والتحية لكل النازحين من القرى الامامية للتضحيات التي يقدمونها ولكل المقاومين عند الحدود”، وتابع “نؤكد ان نتائج هذه التضحيات لن يكون لها إلا النتائج المحمودة على فلسطين وكل المنطقة”.
يتبع..
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :almanar.com.lb