سكان غزة يخشون هجوم إسرائيل على رفح والوسطاء ينتظرون رد "حماس"


<p class="rteright">صار أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بلا مأوى حالياً ويتكدسون في رفح (أ ف ب)</p>
قصفت القوات الإسرائيلية مشارف آخر ملاذ بالطرف الجنوبي من قطاع غزة أمس الجمعة وقال النازحون الذين تجمعوا بأعداد تصل إلى مئات الآلاف أمام السياج الحدودي مع مصر إنهم يخشون هجوماً جديداً فيما لم يتبقَ لهم مكان يفرون إليه.
وصار أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بلا مأوى حالياً ويتكدسون في رفح. ووصل عشرات الآلاف في الأيام القليلة الماضية، حاملين أمتعتهم ويجرون الأطفال على عربات، بعدما شنت القوات الإسرائيلية واحدة من أكبر الهجمات في الحرب الأسبوع الماضي للسيطرة على خان يونس، المدينة الرئيسية في جنوب القطاع والقريبة من رفح.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الخميس إن القوات “ستقضي (الآن) على العناصر الإرهابية” في رفح، والتي تعد أحد الأماكن القليلة المتبقية التي لم يقتحمها الجيش بعد في هجوم مستمر منذ نحو أربعة أشهر.
وباعتبارها الجزء الوحيد من غزة الذي تصله المساعدات الغذائية والطبية المحدودة عبر الحدود، أصبحت رفح والمناطق القريبة من خان يونس منطقة تعج بالخيام الموقتة.
وزادت الرياح والطقس البارد من حالة البؤس حيث أطاحت الرياح بالخيام أو أغرقتها الأمطار التي حولت المنطقة إلى برك من الطين. ومع تعطل خدمات الهاتف في معظم أنحاء غزة تقريباً، تسلق سكان ساتراً رملياً عند السياج الحدودي وجلسوا بجانب الأسلاك الشائكة على أمل التقاط إشارة من شبكات الهاتف المحمول المصرية.
“طنجرة ضغط مملوءة باليأس”
تقول الأمم المتحدة إن عمال الإنقاذ لم يعد بإمكانهم الوصول إلى المرضى والجرحى في ساحة المعركة في خان يونس، وإن احتمال وصول القتال إلى رفح أمر لا يمكن تصوره.
وقال ينس لايركه من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في إفادة صحفية بجنيف “رفح بمثابة طنجرة ضغط مملوءة باليأس، ونخشى مما سيحدث لاحقاً”.
تدمير 30 في المئة من قطاع
وأظهرت صور التقطتها أقمار صناعية وحللها مركز تابع للأمم المتحدة أن 30 في المئة من المباني في قطاع غزة دُمرت كلياً أو جزئياً خلال الهجوم الإسرائيلي. وقال مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (يونوسات) “تضرر 69147 مبنى إجمالاً، أي ما يعادل نحو 30 فب المئة من إجمالي المباني في قطاع غزة”.
وأضاف أن 22131 من مباني القطاع الفلسطيني دمرت، بالإضافة إلى 14066 مبنى آخر تعرض لأضرار بالغة و32950 لأضرار متوسطة. واستعان المركز بصور الأقمار الصناعية الملتقطة في الفترة من السادس إلى السابع من يناير (كانون الثاني)، وقارنها بست مجموعات أخرى من الصور يعود تاريخ بعضها إلى ما قبل الهجوم الإسرائيلي.
وذكر المركز أن أكبر حجم للأضرار كان في مدينتي غزة وخان يونس مقارنة بتحليل سابق. وتعرض 10280 مبنى لأضرار في غزة و11894 في خان يونس، مقارنة بالتحليل السابق الي أجراه المركز استناداً إلى صور ملتقطة في 26 نوفمبر (تشرين الثاني). وأظهر التحليل أيضاً تضرر نحو 93800 وحدة سكنية في قطاع غزة.
وقال الجناح المسلح لحركة “حماس” الجمعة إنه قتل 15 جندياً إسرائيلياً في معارك غربي مدينة غزة، لكن إسرائيل لم تؤكد هذه الأنباء حتى الآن. وقالت إن ما يزيد على 200 من جنودها ما زالوا في عداد المفقودين حتى الآن.
هدنة طويلة
وينتظر الوسطاء رداً من “حماس” على الاقتراح الذي صيغ الأسبوع الماضي مع رئيسي المخابرات الإسرائيلية والأميركية ونقلته مصر وقطر، لأول هدنة طويلة في الحرب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
والهدنة الوحيدة التي تم الاتفاق عليها لم يزد عمرها على أسبوع واحد فقط في أواخر نوفمبر، عندما أطلقت “حماس” سراح 110 من النساء والأطفال والرهائن الأجانب.
وقال مسؤول فلسطيني إن الاقتراح المطروح على الطاولة حالياً يضم مرحلة أولى تستمر 40 يوماً، تطلق “حماس” خلالها سراح الرهائن المدنيين المتبقين، وتتبعها مراحل أخرى لإطلاق سراح الجنود الأسرى وتسليم جثث الرهائن القتلى.
لكن ما زالت وجهات نظر الجانبين متباعدة في شأن ما سيحدث بعد ذلك.
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية والأمين العام لحركة “الجهاد الإسلامي” زياد النخالة في بيان مشترك إن أي مفاوضات يجب أن تؤدي إلى “إنهاء العدوان كلياً” وانسحاب جيش إسرائيل إلى خارج القطاع ورفع الحصار والإعمار وإدخال كافة متطلبات الحياة إلى غزة وإنجاز صفقة تبادل متكاملة.
وتقول إسرائيل إنه يجب القضاء على “حماس” قبل أن تسحب قواتها من غزة أو تطلق سراح المعتقلين.
بلينكن يعود إلى المنطقة
قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إن مشروع قرار قدمته الجزائر أمام مجلس الأمن يطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية قد يعرض للخطر “مفاوضات حساسة” تستهدف التوسط في وقف القتال في غزة.
وقالت واشنطن إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سيعمل من أجل التوصل لهدنة إنسانية وإطلاق سراح الرهائن الذين لا تزال حركة “حماس” تحتجزهم عندما يبدأ جولة إلى السعودية ومصر وقطر إسرائيل والضفة الغربية اعتباراً من الأحد المقبل.
الدولة الفلسطينية
من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إنه طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “أن يبدأ الحديث عن الصورة التي يمكن أن تكون عليها الدولة الفلسطينية وليس التي لا يمكن أن تكون عليها”، مكرراً دعم بريطانيا لحل الدولتين.
وسلطت حرب غزة بين إسرائيل وحركة “حماس” الضوء مجدداً على حل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي لا يزال عدد من الدول منها الولايات المتحدة ينظر إليه باعتباره الطريق لإحلال السلام رغم توقف المفاوضات منذ سنوات.
وفي مقابلة مع قناة لبنانية بثت الجمعة، قال كاميرون إن جانباً من السياسة البريطانية يتمثل في أنه سيأتي وقت تتطلع فيه بريطانيا إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية في محافل منها الأمم المتحدة.
وأضاف “لا يمكن أن يكون ذلك في بداية العملية. العملية بحاجة إلى أن تستمر. لكن يجب ألا يكون هذا في نهاية العملية”.
واعترض نتنياهو على إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، قائلاً إنه لن يتنازل عن السيطرة الأمنية الكاملة لإسرائيل غرب الأردن، وهو ما يتعارض مع قيام دولة فلسطينية.
وقال كاميرون خلال زيارة للبنان ضمن جولة له بالمنطقة إن نتنياهو “لم يستبعد حل الدولتين تماماً”.
وأضاف “رسالتي له هي أن يبدأ الحديث عن الصورة التي يمكن أن تكون عليها الدولة الفلسطينية وليس التي لا يمكن أن تكون عليها. لذلك هذا ما يجب أن نعمل من أجله”.
وقال كاميرون الشهر الماضي إن الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يحظوا “بمنظور سياسي لمسار موثوق به لإقامة دولة فلسطينية ومستقبل جديد” وإن هذا لا رجعة فيه.
وقال كاميرون في مقابلة أخرى “يبدو أن هناك احتمالاً لوقف محتمل للقتال. قد يستغرق الأمر بضعة أيام أو بضعة أسابيع. أنا متفائل”.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com