أخبار عربية وإقليمية

أتال في برلين لإعطاء دفعة جديدة للعلاقات الفرنسية – الألمانية


<p class="rteright">رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال يصافح المستشار الألماني أولاف شولتز في برلين (أ ب)</p>

أكد رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال أمس الإثنين أن زيارته لبرلين تأتي في إطار إنعاش العلاقات الفرنسية – الألمانية، مشدداً على ضرورة التغلب على “المراحل الصعبة” بين البلدين لمواجهة “الشعبويين”.

وقال أتال في زيارته الأولى إلى الخارج منذ تسميته رئيساً للحكومة الفرنسية في التاسع من يناير (كانون الثاني)، “تقاس قوة أوروبا بمتانة الصداقة الفرنسية – الألمانية”، مضيفاً “إذا تقدم البلدان معاً، تتطور أوروبا بسرعة وتستعيد قواها، لكن إذا انقسم البلدان، تصبح أوروبا بكاملها مترددة”.

وحذر خلال كلمة أمام جالية بلاده في السفارة الفرنسية من “ثغرة الانقسام” بين البلدين. وأوضح، “إنها الثغرة التي ينتظرها الشعبويون، والتي تغذي المتطرفين الذين يراقبون أقل خلاف بيننا لمحاولة تقويض أوروبا“، وذلك في فترة تشهد أوروبا صعوداً لليمين المتطرف.

العلاقات الثنائية

وثمة اختلافات كثيرة بين باريس وبرلين مع أن مسؤولي البلدين يظهرون عزمهم على إعادة العلاقات الثنائية إلى مسارها التقليدي، لا سيما في ما يتعلق بسوق الكهرباء التي تعتمد عليها فاتورة الطاقة للأسر والشركات، إضافة إلى الدفاع ومكانة الطاقة النووية، أو حتى الميثاق الأوروبي لاستقرار الموازنة.

وأضاف أتال “هناك دائماً مراحل صعبة في العلاقة بين فرنسا وألمانيا، لكن هذه المراحل يجب ألا تجعلنا أبداً نعود إلى الوراء وألا تجعلنا نستسلم”. وأكد أنه مقتنع بأن “الانتعاش الأوروبي سيكون انتعاشاً فرنسياً – ألمانياً”.

ويلتقي أتال (34 سنة) في المستشارية الألمانية شولتز (65 سنة) في اجتماع على انفراد، يعقدان من بعده مؤتمراً صحافياً مشتركاً، على أن يتناولا العشاء مع المسؤولين المرافقين لكل منهما في وقت لاحق.

وكان ماكرون وشولتز أقرا بعد اجتماع وزاري بين الحكومتين في أكتوبر (تشرين الأول) في هامبورغ بشمال ألمانيا بأن العلاقات الثنائية ليست في أفضل أحوالها، وأعربا عن تصميمهما على إعادة الأمور إلى المسار الصحيح، خصوصاً في ما يتعلق بملف الطاقة وسوق الطاقة الكهربائية، والتي تعتمد عليها فاتورة الطاقة للأسر والشركات في أوروبا.

وقال أتال أمام الجالية الفرنسية، الإثنين، “لم يعرف أبناء جيلي الحرب في أوروبا، ولا شك في أننا نعتبر في كثير من الأحيان أن السلام من المسلمات”.

وكشفت الحرب في أوكرانيا عن خلافات جوهرية عدة في التحالف التاريخي بين البلدين، في ما يتعلق بالطاقة وبرامج التعاون الصناعي في تصنيع المقاتلات والدبابات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال شولتز “نريد أن نتقدم معاً”، غير أن باريس وبرلين تتجادلان في بروكسل في شأن الطاقة النووية المحظورة بألمانيا والأساس بالنسبة لفرنسا.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، زارت رئيسة الوزراء الفرنسية حينها إليزابيث بورن برلين بعيد تسميتها وأبرمت مع شولتز اتفاقاً حول الطاقة بهدف “ضمان” إمدادات البلدين.

الحرب الأوكرانية

في ما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، يدعو شولتز إلى زيادة المساعدات العسكرية لكييف، خصوصاً من فرنسا من دون أن يسميها، وهي أكبر قوة عسكرية في الاتحاد الأوروبي.

وتباطأت بصورة حادة الوعود الجديدة بتقديم مساعدات غربية لكييف، وذلك على خلفية خلافات سياسية، حتى تراجعت إلى أدنى مستوى لها منذ بدء الهجوم الروسي في فبراير (شباط) 2022، بحسب ما أفاد في ديسمبر (كانون الأول) معهد كيل للاقتصاد العالمي.

واتهمت فرنسا بعدم تقديم مساعدات كافية لكييف، بما في ذلك عدم إرسال مقاتلات. ووصلت قيمة المساعدات العسكرية الفرنسية لأوكرانيا إلى 3,2 مليارات يورو بحسب تقرير برلماني نشر في نوفمبر، لكن معهد كيل أعد تصنيفاً تندد به باريس ويقدر المساعدات الفرنسية لكييف بـ540 مليون يورو فيما تصل المساعدات الألمانية إلى 17,1 مليار يورو والبريطانية إلى 6,6 مليار يورو والبولندية إلى ثلاثة مليارات.

أزمة المزارعين

وسيبحث أتال وشولتز في أزمة المزارعين التي تطاول البلدين.

ودعت نقابات المزارعين في فرنسا إلى رفع الحواجز عن الطرق بعد سلسلة من التنازلات الحكومية، فيما لا تزال ألمانيا مؤيدة لإبرام اتفاقية للتجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي ودول أميركا الجنوبية ضمن مجموعة ميركوسور، وهو الأمر الذي تعارضه فرنسا.

وقبل ساعات من سفره إلى برلين، رفضت الجمعية الوطنية الفرنسية بأكثرية كبيرة، الإثنين، أول اقتراح بحجب الثقة عن أتال على رغم أن حكومته لا تتمتع إلا بغالبية نسبية.

ولم يحصل هذا الاقتراح الذي قدمته المجموعات اليسارية بمجملها إلا على 124 صوتاً، وهو عدد بعيد من عتبة الـ289 صوتاً اللازمة لإسقاط الحكومة، بسبب نقص الدعم من المعارضة اليمينية واليمين المتطرف.

subtitle: 
ثمة اختلافات كثيرة بين باريس وبرلين مع أن مسؤولي البلدين يظهرون عزمهم على إعادة العلاقات الثنائية إلى مسارها التقليدي
publication date: 
الثلاثاء, فبراير 6, 2024 – 05:30

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى