جفاف عنيف يفتك بالموسم الزراعي في المغرب


<p>يوظف القطاع الزراعي نحو ثلث العاملين في المغرب ويسهم بـ14 في المئة من الصادرات (أ ف ب)</p>
يحتفظ المزارع عبد الرحيم محافظ (54 سنة) بقليل من الأمل في تساقط أمطار تنقذ ما يمكن إنقاذه من محصول الحبوب، في ظل جفاف “عنيف” للعام السادس توالياً، يهدد هذا القطاع الحيوي للاقتصاد المغربي.
على طول الطريق الرابطة بين الدار البيضاء ومزرعته في ضواحي مدينة برشيد غرب البلاد، تبدو مساحات شاسعة من الحقول عارية، بعدما كانت تغطيها عادة في هذه الفترة من العام “سنابل حبوب تناهز 60 سنتيمتراً”، بحسب ما يوضح محافظ.
موسم قاس
لا يكاد يبرز أي نبات في مزرعته الممتدة على نحو 20 هكتاراً، تماماً كما الحال في حقل المزارع حميد ناجم (52 سنة)، الذي يعرب عن قلقه إزاء “موسم قاس لم يسبق أن شهد مثله”.
ترتوي 88 في المئة من مزارع هذه المنطقة الممتدة على 155 ألف هكتار بالأمطار مباشرة، وهي أحد أهم مصادر الحبوب في البلاد، وفق وزارة الزراعة المغربية، أما المزارع المسموح سقيها بمياه السدود فتراجعت مساحتها من 750 ألفاً إلى 400 ألف هكتار في مجموع مناطق البلاد، وفق ما أعلن وزير الزراعة محمد صديقي قبل أسبوعين، بسبب “جفاف استثنائي وعنيف منذ ستة أعوام”.
وتفاقم هذا الوضع بسبب تبخر المياه المخزنة في السدود، في ضوء ارتفاع في معدل الحرارة بـ1.8 في المئة، مقارنة مع متوسط الفترة بين عامي 1981 و2010.
حتى الثامن من فبراير (شباط) الجاري، لم تتجاوز نسبة ملء السدود 23 في المئة، في مقابل 32 في المئة للفترة نفسها من العام الماضي.
شح المياه
أزمة في قطاع الأعلاف
لكن “محصول هذا الموسم ضاع سلفاً” كما يقول آسفاً، من دون أن يفقد “الأمل في تساقط الأمطار خلال فبراير (شباط) ومارس (آذار) المقبلين بما يوفر على الأقل علفاً للماشية”.
يبدو الوضع أقل قسوة بالنسبة إلى كبار المزارعين، كما هو شأن حميد مشعل الذي يمكنه الاعتماد على المياه الجوفية لإنقاذ محصول 140 هكتاراً من الحبوب والجزر والبطاطس، في ضواحي مدينة برشيد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
صار مضطراً بسبب الجفاف إلى اللجوء للمياه الجوفية إلى سقي نحو 85 في المئة من مزرعته، “بينما كانت تكميلية فقط في السنوات الماطرة”، على حد قوله.
السياسة الزراعية
مع تجدد الجفاف للعام السادس توالياً، يطرح من جديد النقاش حول فاعلية السياسة الزراعية المعتمدة في المغرب منذ 15 عاماً، التي تستهدف بالأساس رفع الصادرات من خضروات وفواكه تستهلك كميات كبيرة من المياه، بينما تشهد الأخيرة “تراجعاً مطلقاً” وفق ما ينبه المتخصص الزراعي محمد طاهر سرايري.
وتقدر حاجات المغرب من المياه بأكثر من 16 مليار متر مكعب سنوياً، 87 في المئة منها للاستهلاك الزراعي، لكن موارد المياه لم تتجاوز نحو 5 ملايين متر مكعب سنوياً خلال الأعوام الخمسة الأخيرة.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com