أخبار عربية وإقليمية

تشكيك روسي بتأكيدات أميركية عن مسؤولية "داعش" بـ "هجوم موسكو"


<p class="rteright">أحد المشتبه فيهم يجلس في قاعة المحكمة (أ ب)</p>

شككت روسيا، اليوم، في تأكيدات الولايات المتحدة أن تنظيم “داعش”هو المسؤول عن هجوم مسلح على قاعة حفلات موسيقية خارج موسكو أسفر عن مقتل 137 شخصاً وإصابة 182 آخرين.

وشككت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في تأكيدات الولايات المتحدة أن “داعش”، الذي سعى ذات يوم للسيطرة على مساحات كبيرة من العراق وسوريا، هو المسؤول عن الهجوم.

وقالت زاخاروفا في مقال لصحيفة “كومسومولسكايا برافدا” “سؤال للبيت الأبيض: هل أنت متأكد من أنه تنظيم داعش؟ هل يمكنك التفكير في الأمر مرة أخرى؟”، وأضافت أن الولايات المتحدة تستخدم “فزاعة” هذا التنظيم لتغطي على أفعالها في كييف.

وقال مسؤولان أميركيان، يوم الجمعة، إن الولايات المتحدة لديها معلومات تؤكد إعلان “داعش” مسؤوليته عن الهجوم.

محكمة

وضعت محكمة في موسكو أمس الأحد رهن الحبس الاحتياط لمدة شهرين الأفراد الأربعة المشتبه في تنفيذهم هجوماً على قاعة للحفلات في ضاحية العاصمة الروسية خلف 137 قتيلاً.

وقالت محكمة باسماني في موسكو في بيان إن الرجال الأربعة متهمون بـ”الإرهاب” ويواجهون عقوبة السجن مدى الحياة. وقد تمدد فترة حبسهم الاحتياط المقررة حتى الـ22 من مايو (أيار)، في انتظار محاكمتهم التي لم يحدد موعدها بعد.

في المجمل، أفادت السلطات الروسية باعتقال 11 شخصاً، بينهم أربعة تشتبه في أنهم نفذوا الهجوم.

وعرضت المحكمة لقطات تظهر ثلاثة مشتبهين فيهم يتم إحضارهم إلى قاعة المحكمة مكبلي الأيدي ومقيدين، ثم يجلسون في القفص الزجاجي المخصص للمتهمين، أما الرابع فقد وصل على كرسي متحرك.

 

وبحسب المحكمة فإن اثنين من المتهمين أقرا بذنبهما. واعترف أحدهم، وهو من طاجيكستان “بذنبه بالكامل”.

وكانت السلطات قالت في وقت سابق إن المشتبه فيهم “مواطنون أجانب”، من دون أن تذكر جنسيتهم. وطاجيكستان جمهورية سوفياتية سابقة ذات غالبية مسلمة تقع في آسيا الوسطى.

وذكرت وكالة الأنباء الروسية “ريا نوفوستي” أن أحد المشتبه فيهم كان موظفاً سابقاً لدى مصفف شعر في مدينة إيفانوفو الواقعة في شمال شرقي العاصمة، والآخر لديه طفل عمره 8 أشهر، وكان يعمل في مصنع للأرضيات الخشبية في بودولسك بمنطقة موسكو.

حداد وطني

وشهدت روسيا الأحد يوم حداد وطني بعد الهجوم الذي أوقع 137 قتيلاً، في هجوم هو الأكثر دموية في البلاد منذ نحو عقدين وأكثر هجمات تنظيم “داعش” فتكاً في أوروبا، لكن السلطات لم تشر إلى مسؤولية هذا التنظيم، متحدثة في المقابل عن تورط أوكراني.

وأعلنت الأجهزة الصحية مساء الأحد حصيلة جديدة للمصابين بلغت 182 جريحاً ما زال 101 منهم في المستشفيات.

وفي حين أعلن المحققون ارتفاع حصيلة القتلى إلى 137 شخصاً، بينهم ثلاثة أطفال، بعدما كانت الحصيلة السبت 133 قتيلاً، يتواصل البحث عن ضحايا بين أنقاض المبنى الذي يضم صالة للحفلات الموسيقية.

ولم يُدلِ الرئيس فلاديمير بوتين بأي تصريح جديد، الأحد، بعدما كان قد تحدث السبت، إلا أنه أضاء شمعة في كنيسة صغيرة في مقر إقامته قرب موسكو، بحسب ما نقلت وكالات أنباء روسية عن المتحدث باسمه.

بندقيتان و500 رصاصة 

في هذه الأثناء، عثر المحققون على نحو 500 رصاصة وبندقيتين من طراز كلاشنيكوف، قالوا إنها تعود الى المهاجمين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كذلك، نشرت لجنة التحقيق مقطع فيديو يظهر عناصر ملثمين يرتدون زياً عسكرياً وهم ينقلون المشتبه فيهم الأربعة إلى مقر اللجنة، بعدما قبض عليهم في اليوم السابق. وتم عصب عيونهم وإجبارهم على المشي وهم منحنون وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم.

وبثت محكمة باسماني في موسكو مقطعاً مصوراً يظهر عناصر من الشرطة يقتادون مشتبهاً فيه مقيداً إلى قاعة المحكمة، إضافة إلى صور للرجل نفسه يجلس في قفص زجاجي مخصص للمتهمين.

ووضع أحد المشتبه فيهم ضمادة على أذنه، الأمر الذي سبق أن ظهر في مقاطع مصورة عرضها المحققون عن اعتقال المشتبه فيهم، وحيث بدا ثلاثة منهم مع آثار دماء على وجوههم.

ولم يكشف مصير السبعة الآخرين الذين أعلن القبض عليهم السبت، كما لم يحدد دورهم المحتمل في الهجوم.

 

ولم تشر لجنة التحقيق إلى التبني الذي أصدره تنظيم “داعش” في اليوم السابق. كما أنها لم تذكر أوكرانيا الأحد، بعدما أشار بوتين والاستخبارات إلى صلة لها بالهجوم.

“داعش” المسؤول الوحيد

ونفذ تنظيم “داعش” الذي تحاربه روسيا في سوريا والذي ينشط أيضاً في القوقاز، هجمات على الأراضي الروسية منذ نهاية عام 2010، لكنه لم يتبن أي هجوم بهذا الحجم في البلاد.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون،  الأحد، إن تنظيم “داعش”، “هو المسؤول الوحيد عن هذا الهجوم. أوكرانيا غير ضالعة إطلاقاً”.

كذلك، شكك وزير المال البريطاني جيريمي هانت في رواية بوتين، قائلاً إنه “ليست لديه ثقة كبيرة” بما قالته الحكومة الروسية.

والأحد، شدد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على أن الرئيس الروسي يعاني من “الكذب المرضي”.

وقال إن بوتين “يحاول حالياً ربط أوكرانيا أو بلدان غربية بالمجزرة التي وقعت في موسكو، من دون أي دليل (…) هدفه تحفيز الروس على الموت في حربهم الإجرامية والعبثية ضد أوكرانيا”.

وقبل أيام من الهجوم، وصف الرئيس الروسي التحذيرات الأميركية في شأن هجوم يجري الإعداد له في روسيا بأنها “استفزازية”.

ونشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي عادة ما يستخدمها تنظيم “داعش”، مقطع فيديو صوره على ما يبدو منفذو الهجوم، وفق ما أفاد موقع “سايت” المتخصص في رصد المواقع المتشددة.

ويظهر الفيديو البالغة مدته دقيقة و31 ثانية عدداً من الأفراد الذين بدت وجوههم غير واضحة وأصواتهم مشوشة، وهم يحملون بنادق هجومية وسكاكين، داخل ما بدا أنه بهو قاعة الحفلات الموسيقية “كروكوس سيتي هول” في كراسنوغورسك في شمال غربي العاصمة الروسية.

وبينما كان المهاجمون يطلقون رشقات نارية عدة، شوهد عدد من الجثث أرضاً، وأمكن رؤية حريق يندلع في الخلفية. وظهر الفيديو على حساب في “تيليغرام” قال موقع “سايت” إنه يعود إلى وكالة “أعماق” التابعة لتنظيم “داعش”.

تورط أوكرانيا

في شوارع موسكو، لا يعتقد البعض في تورط أوكرانيا التي هاجمها الجيش الروسي في فبراير (شباط) 2022.

قال فوميك علييف، وهو طالب في كلية الطب يبلغ 22 سنة “أعتقد أن متطرفين من تنظيم (داعش) يقفون وراء هذا العمل الإرهابي. أوكرانيا ترتكب أيضاً أعمالاً إرهابية، لكن هذا يماثل أكثر ما يفعله الإسلاميون. لا أصدق رواية تورط أوكرانيا”.

من جهته، رأى فاليري تشيرنوف (52 سنة) أن مشاركة أوكرانيا والغرب في الهجوم أمر ذو مصداقية. وتساءل، “من يقف وراء (المهاجمين)؟ أعداء روسيا وبوتين لزعزعة استقرار السلطة، إنه أمر ممكن عمليا، أن تكون أوكرانيا والغرب” قد استخدما تنظيم “داعش”.

وذكرت وسائل إعلام روسية والنائب ألكسندر خينستين أن بعض المشتبه فيهم من طاجيكستان.

وقال رئيس طاجيكستان إمام علي رحمون لبوتين، الأحد، إن “الإرهابيين ليس لديهم جنسية”. وأعلن الكرملين أن التعاون في مجال مكافحة الإرهاب بين البلدين “سيتعزز”.

subtitle: 
ارتفاع عدد قتلى قاعة "كروكوس سيتي هول" إلى 137 شخصاً
publication date: 
الاثنين, مارس 25, 2024 – 06:15

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى