بلينكن يحذر غالانت من مخاطر اجتياح رفح ويؤكد وجود بدائل للغزو البري


<p class="rteright">عائلات فلسطينية نازحة في مدينة غزة (أ ف ب)</p>
أعلنت حركة “حماس” الإثنين إنها أبلغت الوسطاء بأنها ستلتزم بموقفها الأصلي بشأن التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، والذي يتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة وعودة النازحين الفلسطينيين وتبادل “حقيقي” للأسرى. وجددت الحركة في بيان “تجدد التأكيد على أن نتنياهو وحكومته المتطرفة يتحمّلون كامل المسؤولية عن إفشال كل جهود التفاوض، وعرقلة التوصل لاتفاق حتى الآن”.
وقدمت “حماس” مقترحاً لوقف إطلاق النار في غزة إلى الوسطاء والولايات المتحدة في منتصف مارس (آذار) يتضمن إطلاق سراح رهائن إسرائيليين مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين يقضي 100 منهم أحكاماً بالسجن المؤبد، وفقاً للمقترح. ولم يصدر على الفور تعليق من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
هجوم رفح
حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وزير الدفاع الإسرائيلي يؤاف غالانت خلال اجتماع في واشنطن الإثنين من مخاطر اجتياح رفح، مجدداً التأكيد على رفض الولايات المتحدة لمثل هكذا عملية عسكرية واسعة النطاق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان إن بلينكن “كرر دعم الولايات المتحدة لضمان هزيمة حماس، بما في ذلك في رفح، لكنه كرر معارضته لعملية برية واشعة النطاق في رفح”.
وأضاف أن الوزير الأميركي “شدد على وجود حلول أخرى غير غزو بري واسع النطاق، وهي حلول من شأنها أن تضمن بشكل أفضل أمن إسرائيل وتحمي المدنيين الفلسطينيين”.
وتابع “نرى أن هذا النوع من الغزو الواسع النطاق سيكون خطأ، ليس فقط بسبب الأضرار التي يمكن أن يلحقها بالمدنيين والتي يمكن أن تكون تكلفتها هائلة”. ولفت إلى وجود نحو 1.4 مليون شخص في رفح حالياً وعدم تقديم إسرائيل خطة إجلاء متسقة.
إضافة إلى كل ذلك، قال ميلر إن “هذا النوع من الغزو من شأنه أن يضعف أمن إسرائيل وسيجعلها أقل أماناً وليس أكثر أماناً. من شأنه أن يقوض مكانتها في العالم”.
“أعمال إبادة”
من جانبه، أكد مسؤول أميركي لوكالة الصحافة الأميركية الإثنين أنه ليست لدى الولايات المتحدة “أي أسباب للاعتقاد” بأن إسرائيل ارتكبت “أعمال إبادة” في غزة، وذلك رداً على إعلان مقررة أممية أن “هناك أسباباً منطقية” تؤيد مثل هكذا اعتقاد.
وقال المسؤول الأميركي طالباً عدم نشر اسمه “نحن نجدد التأكيد على رفضنا الطويل الأمد للتفويض المعطى لهذه المقررة الخاصة المتحيزة ضد إسرائيل”، في إشارة إلى فرانشيسكا البانيزي التي سترفع الثلاثاء تقريراً إلى مجلس حقوق الانسان في جنيف تقول فيه إن “هناك أسباباً منطقية” للاعتقاد بأن إسرائيل ارتكبت العديد من “أعمال الإبادة” بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
تصريحات كيربي
وأعربت الولايات المتحدة عن “خيبة أملها الشديدة” لقرار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلغاء زيارة كان من المقرر أن يقوم بها وفد رفيع المستوى إلى واشنطن لمناقشة الهجوم المحتمل على رفح، وسط مناخ متوتر بين إسرائيل وأكبر حليف لها.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي “نشعر بخيبة أمل شديدة لأنهم لن يأتوا إلى العاصمة واشنطن ليتسنى لنا إجراء نقاش وافٍ معهم بشأن البدائل الحيوية لهجوم برّي على رفح” في جنوب قطاع غزة.
وصرح كيربي لاحقاً بأن البيت الأبيض “فوجئ إلى حد ما” باستياء إسرائيل بعدما تبنى مجلس الأمن الدولي قراراً يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، في ظل امتناع الولايات المتحدة عن التصويت.
وقال “يبدو أن دوائر رئيس الوزراء (الإسرائيلي) تسعى إلى إشاعة انطباع عن تباين، في حين أن هذا الأمر ليس ضرورياً”، مكرراً أن الامتناع الأميركي لا يمثل “تغييراً في الموقف السياسي”، حتى لو كانت واشنطن عطلت مراراً في الأشهر الأخيرة تبني قرارات للأمم المتحدة عن غزة. وكرر كذلك أن القرار الذي صدر الإثنين ليس “ملزماً”، مؤكداً أن “ليس له أي تأثير على إسرائيل وقدرتها على قتال حماس”.
وألغت إسرائيل هذه الزيارة بعد امتناع الولايات المتحدة عن التصويت في مجلس الأمن على قرار يطالب بوقف لإطلاق النار في غزة، في خطوة اعتبر مكتب نتنياهو أنها تضر بالمجهود الحربي ضد “حماس”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وشدد كيربي على أن نص القرار يطلب الأفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة، ويدعو إلى وقف لإطلاق النار في الفقرة نفسها، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة امتنعت عن التصويت لأن نص القرار لا يدين “حماس”.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي إرسال وفد إلى واشنطن قبل شن أي هجوم بري واسع النطاق على مدينة رفح التي باتت تضيق بأكثر من مليون نازح فلسطيني.
ولفت كيربي إلى عدم امتلاك الإدارة الأميركية معلومات “مفادها أن الإسرائيليين يستعدون لإطلاق عملية برية وشيكة” في رفح، ولا تعتقد أن “هذا الأمر سيحصل في الأيام المقبلة”.
وفي السياق نفسه، قالت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في مقابلة مع قناة “أي بي سي” بثت الأحد إن عملية في رفح ستكون “خطأ كبيراً جداً”.
استقالة ساعر
في سياق متصل، قال الوزير الإسرائيلي جدعون ساعر الإثنين إنه استقال من حكومة الطوارئ التي شكلها نتنياهو وذلك لعدم ضمه إلى مجلس وزراء الحرب.
وانضم ساعر إلى حكومة الطوارئ مع عدد من أعضاء المعارضة الآخرين بعد هجوم “حماس” في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ومن غير المتوقع أن يؤثر رحيله هو وأحد حلفائه على استقرار حكومة نتنياهو التي لا تزال تسيطر على غالبية واضحة في البرلمان.
وكان ساعر في ما سبق منافساً لنتنياهو في حزب ليكود اليميني، قبل الانضمام إلى تكتل أكثر ميلاً إلى الوسط بقيادة قائد الجيش السابق بيني غانتس. وانضم ساعر وغانتس إلى حكومة الطوارئ. وأصبح غانتس عضواً في مجموعة أصغر لاتخاذ القرارات داخل حكومة الحرب بينما لم يُدع ساعر إلى تلك المجموعة.
وقال ساعر “لا يمكنني تحمل المسؤولية إذا لم تكن لدي، في رأيي، مسؤولية حقيقية للتأثير في اتجاه السياسة. بكل بساطة، لا أرى أي جدوى من هذا”. ولم تكن استقالته مفاجئة، إذ انفصل ساعر عن تحالفه مع غانتس في وقت سابق هذا الشهر.
بريطانيا تسقط 10 أطنان من الإمدادات الغذائية
قالت وزارة الدفاع البريطانية في بيان اليوم الثلاثاء إن سلاح الجو الملكي البريطاني أسقط جواً أكثر من عشرة أطنان من الإمدادات الغذائية على قطاع غزة للمرة الأولى أمس الإثنين.
وأضافت الوزارة “المساعدات التي تتكون من الماء والأرز وزيت الطهي والطحين والمعلبات وحليب الأطفال ستدعم سكان غزة”.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com