دول العالم تسارع لتكثيف التلقيح وتشديد قيودها في مواجهة "أوميكرون"


<p>أصبح ارتداء الكمامات في وسائل النقل في بريطانيا إلزامياً (رويترز)</p>
بعدما وصلت متحورة “أوميكرون” إلى قارات العالم كافة، تسارع الدول إلى تشديد قيودها ومراجعة تدابيرها لتجنب تفش جديد واسع النطاق لفيروس كورونا. فالمسافرون إلى الولايات المتحدة سيواجهون قواعد أشد صرامة في ما يتعلق بفحوصات الكشف عن “كوفيد-19″، فيما طلبت اليابان من شركات الطيران تعليق حجوزات السفر الجديدة للرحلات المتوجهة إلى أراضيها لمدة شهر.
وكانت جنوب أفريقيا أول من أعلن عن ظهور المتحورة الجديدة قبل أسبوع، مما جعل كثيراً من الدول تتخذ إجراءات لمنع السفر منها وإليها ومن أماكن أخرى تعتبر الأكثر تعرضاً للعدوى، وسط حالة الغموض التي تكتنف مدى سهولة انتشار السلالة الجديدة وما إذا كان يمكنها التغلب على الحماية التي توفرها اللقاحات الموجودة حالياً.
تشديد القيود
أعلنت اليابان التي منعت بالفعل جميع الوافدين الأجانب الجدد، تسجيل ثاني إصابة بـ”أوميكرون“. وأضافت هونغ كونغ كلاً من اليابان والبرتغال والسويد إلى قائمتها للبلدان التي تحظر قدوم مسافرين منها، في حين قالت أوزبكستان، إنها ستعلق الرحلات مع هونغ كونغ وجنوب أفريقيا. وحظرت ماليزيا مؤقتاً قدوم المسافرين من ثماني دول أفريقية، قائلة، إن القائمة قد تشمل أيضاً بريطانيا وهولندا.
أما فرنسا فأعلنت، الأربعاء الأول من ديسمبر (كانون الأول)، أنها ستستأنف الرحلات الجوية مع دول أفريقيا الجنوبية اعتباراً من السبت، ولكن مع فرض قيود “جذرية” تسمح فقط بقدوم المواطنين الفرنسيين ومواطني الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى دبلوماسيين وطواقم الجو، على أن يخضعوا لفحص الكشف عن كورونا لدى الوصول مع إلزامية الحجر سبعة أيام حتى وإن كانت النتيجة سلبية، والحجر 10 أيام في حال كانت النتيجة إيجابية، بحسبما أعلن المتحدث باسم الحكومة غابريال أتال.
وتأتي القيود على السفر على الرغم من تأكيد منظمة الصحة العالمية بأن “حظر السفر الشامل لن يمنع انتشار المتحورة على الصعيد العالمي، كما يمثل عبئاً ثقيلاً على الحياة وسبل العيش”. ونصحت المنظمة المعرضين للخطر أو الذين بلغوا الـ60 من العمر أو أكثر وغير الملقحين، بتأجيل أي قرار بالسفر.
تكثيف حملات التلقيح
وفي حين أعلن وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد عن 22 إصابة مؤكدة بـ”أوميكرون”، وهو عدد قال إنه “سيرتفع بالتأكيد”، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على “تويتر”، “هذه دعوة لتلقي اللقاح وعلى نحو سريع”.
وقالت إيمر كوك، المديرة التنفيذي للوكالة الأوروبية للأدوية، إن التحليلات المعملية ستوضح خلال اليومين المقبلين ما إذا كان دم الأشخاص الملقحين يحتوي على أجسام مضادة كافية للتغلب على المتحورة الجديدة، مرددة بذلك تصريحات شركات لإنتاج اللقاحات وما قاله عدد من العلماء.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكثفت بريطانيا والولايات المتحدة ودول أخرى برامجها لتطعيم السكان لمواجهة السلالة الجديدة، الأمر الذي يسلط الضوء على حجم التفاوت بين برامج التطعيم الهائلة في الدول الغنية والتلقيح الضئيل في الدول النامية.
وعلى هذا الصعيد، قال المسؤول في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في الشرق المتوسط، الدكتور أحمد المنظري، الأربعاء، إن سبع دول في المنطقة لم تصل بعد إلى تطعيم 10 في المئة من سكانها ضد فيروس كورونا.
وذكر في مؤتمر صحافي، أن هذه الدول تمثل بيئة عالية المخاطر لظهور المزيد من السلالات المتحورة من فيروس كورونا.
“سباق مع الزمن”
وفيما بدأت نحو 56 دولة في تطبيق إجراءات تتعلق بالسفر منذ 28 نوفمبر (تشرين الثاني) بهدف الحماية من “أوميكرون”، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، “أتفهم جيداً قلق وحرص جميع الدول على حماية مواطنيها ضد متحورة لم نفهمها تماماً بعد”. وأضاف، “لكنني قلق بالقدر نفسه من الإجراءات الصارمة والشاملة التي اتخذتها دول عدة أعضاء (بالمنظمة) والتي لا تستند إلى أدلة وليست فعالة بمفردها ولن تؤدي إلا إلى تفاقم أوجه عدم المساواة”.
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، قالت من جهتها، الأربعاء، إن التحدي الذي تشكله السلالة الجديدة “سباق مع الزمن”، وحثت كافة الأطراف المعنية على “التأهب للأسوأ”.
وذكرت خلال مؤتمر صحافي، “قرأنا عن التحورات المتعددة وما قد يعنيه ذلك، ونعلم من خبرتنا مع بيانات السلالة دلتا أنه سباق مع الزمن”. وأضافت، “يخبرنا العلماء أنه يتعين علينا فعل كل ما يمكن لاستغلال الوقت المتاح لنا بأفضل ما يمكن حتى نملك معرفة مؤكدة بشأن خصائص العدوى بأوميكرون وشدة الأعراض”.
وتابعت، “تأهبوا للأسوأ وتمنوا الأفضل”، وأشارت إلى ما ذكره علماء أن التطعيم الكامل والجرعة المعززة هما أفضل سبيل للحماية.
“أوميكرون” في دول جديدة
وأصبحت نيجيريا والنرويج وكوريا الجنوبية من بين أحدث الدول التي أبلغت عن حالات إصابة بالمتحورة الجديدة، في حين أكدت السعودية رصد أول إصابة بـ”أوميكرون” لمواطن “قادم من إحدى دول شمال أفريقيا”.
وقبل بضع ساعات، أعلنت حكومة ولاية ساو باولو في جنوب البرازيل تسجيل إصابتين مؤكدتين بالمتحورة الجديدة لدى مسافرين وصلا من جنوب أفريقيا، ليتأكد بذلك وصول “أوميكرون” إلى أميركا اللاتينية.
وقالت ألمانيا التي تكافح ارتفاعاً في الإصابات والوفيات بـ”كوفيد-19″، إن الفحوص أكدت إصابة أربعة أشخاص ممن حصلوا على التطعيم على نحو كامل بالمتحورة الجديدة في جنوب البلاد، لكن الأعراض التي ظهرت عليهم معتدلة.
الولايات المتحدة تشدد قيود السفر
وقالت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، في وقت متأخر الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تتحرك لمطالبة جميع المسافرين الوافدين إلى البلاد جواً بتقديم نتيجة اختبار سلبية لكورونا، على ألا يكون قد مضى على الاختبار أكثر من يوم واحد من موعد السفر. وحالياً يمكن للمسافرين الدوليين الذين حصلوا على التطعيم تقديم اختبار نتيجته سلبية تم إجراؤه قبل ثلاثة أيام من السفر. وقال مسؤولون، إن الإدارة تدرس أيضاً ما إذا كانت ستطلب من المسافرين جواً إجراء اختبار آخر في غضون ثلاثة إلى خمسة أيام من الوصول.
وفي حين لم تؤكد المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ذلك الأمر، فقد أشارت إلى أنها لا تزال توصي “جميع المسافرين بضرورة إجراء اختبار للكشف عن كوفيد-19 بعد ثلاثة إلى خمسة أيام من الوصول” و”تطبيق الحجر الصحي على أي مسافر لم يحصل على التطعيم عقب وصوله”.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com