جعجع: حديث نصرالله كان مليئًا بالمغالطات لكي لا نقول انها اكاذيب

قال رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع: من السهل جداً شرح ما يجري في لبنان لجهة العلاقة مع الدول العربية والخليجية، حيث انطلاقًا من المصلحة الوطنية نتعجب مما يحدث اليوم في لبنان، لكن إن وضعنا أنفسنا في عقل من يصرّح ومن يتخذ المواقف تتبلور الصورة أمامنا
واضاف في مقابلة عبر “SkyNews عربية”: مقياس الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرلله وحزب الله لم يكن يومًا المصلحة اللبنانية العليا بل مصلحة ولاية الفقيه ومصلحة الامة التي يحكمها الفقيه.
وتابع: اسف حيال الوضع اللبناني الأكثر من مذرٍ، اذ لم اتصور يوماً، منذ طفولتي الى الآن، ان اشهد اجتماع كل دول العالم بغية جمع المساعدات الخاصة باللبنانيين، من مساعدات غذائية، وبعض من المساعدات الطبية، تصورت سيناريوهات عديدة إلّا ما وصلنا اليه، فعندما، كنا نشاهد على شاشات التلفزة كيف تتصرف الدول المنكوبة، وكيفية مساعدة العالم لها، بإعطائها الحصص الغذائية والادوية كنت اتساءل ماذا يحصل مع تلك الدول؟ هل توقع ام تصور احدٌ ان يصل لبنان الى هكذا وضع؟ نعم للأسف هذا هو وضع لبنان اليوم.
واضاف: في ظل الوضع المذري الذي يعيشه اللبنانيون يشن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هجوماً ليس من بعده هجوم، على الولايات المتحدة الأميركية من جهة، او على المملكة العربية السعودية من جهة أخرى.
انا بكل بساطة، ومن دون التطرق الى صوابية او عدم صوابية كلام نصرالله غير الصحيح، ثمة سؤال اطرحه: “هل مثل هكذا كلام يساعد الشعب اللبناني في ظل هذه الظروف الصعبة؟
السبب وراء كلام نصرالله واضح، ولكن لنفسر هدف الكلام بالاستراتيجية، اي انه يريد ان يطمر الشعب اللبناني اكثر فأكثر، اي انه يدفعه اكثر نحو جهنم التي وضعه فيها، حزب الله وحليفه، التيار الوطني الحرّ، الذي يغرق اكثر فأكثر من خلال الموقف السياسي الذي يتخذه،والذي بدوره يكرس عزلة لبنان.
وتابع: في الوقت الذي لا بدائل لنصرالله عن الحروب والحروب ومن ثم الحروب، والسبب يكمن انه، منذ ساعات حصلت هجمات أميركية في العراق، وآخرها على قاعدة عين الاسد، ما السبب؟ السبب ذاته، التي حصلت على إثرها الهجومات على القواعد والاهداف الاميركية في المنطقة، شن السيد نصرالله هجوماً على اميركا و السعودية، في إطار الصراع القائم بين العالم الغربي ككل والسعودية ودول الخليج من جهة وبين ايران من جهة أخرى، على خلفية مفاوضاتةجنيف التي وصلت الى خواتمها، بالتالي المواقف الى تصعيد، وايران ليست واثقة بان اميركا ستعطيها ما تريد، من هنا ستزيد ضغطها عليها لتحصل على اكثر ما يمكن ان تتخذه من المؤتمر، ومن هنا يمكننا ان نفهم تصعيد نصرالله منذ يومين.
واضاف: في ما يتعلق بالمفاوضات، كل الدول على قدر ما هي اخصام ام اعداء يبقى الحوار في ما بينهم سيد الموقف.
يمكننا اعتبار ان المواجهة بين المملكة العربية السعودية ودول الخليج وإيران قائمة ومستمرة منذ السنوات العشر الأخيرة كما لم تكن في يوم من الأيام، بغض النظر عن المفاوضات الجانبية في فيينا.
وسأل جعجع: ما سبب هذا الهجوم على السعودية؟ لسبب بسيط جداً، ان الاخيرة تشكل رأس حربة في مواجهة النفوذ الايراني المتمدد في المنطقة،لأسباب بسيطة، على النحو: الانتخابات النيابية في العراق، تحقق الكثير من النقاط لمصلحة السعودية وضد مصلحة إيران،
وفي اليمن يظهر بعض من النقاط الايجابية لمصلحة السعودية، والسؤال: “من يواجه العالم العربي وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية في هذه المناطق؟.
السيد نصرالله شن هجوماً ليس انطلاقاً من المصلحة اللبنانية ولا من منطلق محبة لبنان، بل من منطلق محاولة كسر رأس الحربة الذي يواجه التمدد الايراني في المنطقة، لا اكثر ولا اقل. لأنه هناك مفاوضات، إيران تحاول قدر المستطاع ان تنال من السعودية ما تريد.
الانتخابات العراقية اتت لمصلحة الاحرار في المنطقة، ولصالح العروبة، وطبعًا لمصلحة الشعب العراقي من جهة كبيرة.
واضاف: من طلب من الايرانيين الخروج، من وسط او شمال العراق، انما في الجنوب العراقي، ككربلاء، والبصرة، والنجف، وبالتالي المواجهة تفاقمت أكثر مما كان يخطط لها، بان تصور على انها مواجهة بين المكوّنين السني والشيعي، الّا ان الحقيقة هي مواجهة بين مشروعين سياسيين، السعودية رأس حربة في الطرف الآخر، اي العالم العربي، إذا انها تضع الأخير بمواجهة إيران وهكذا يفسر سبب كلام نصرالله.
واضاف جعجع: حديث نصرالله كان مليئًا بالمغالطات والمجازفات للواقع، لكي لا نقول انها اكاذيب، على سبيل المثال: الثورة السورية التي كلنا نتذكرها كيف انطلقت،وكيف المملكة العربية السعودية والامارات وقطر وكل الدول الخليجية كانوا يؤيدونها علناً، وبقيت تتصاعد هذه الثورة، بمساعدة كل دول العالم، الى ان ظهر تنظيم داعش،الذي اصبح ركن من ما يجري في الثورة السورية.
واضاف: كيف ظهر هكذا تنظيم؟ يمكنني من خلال معاهد الدراسات السياسية الغربية والعربية التي تثبت ان كل الاسلاميين المتطرفين أطلق سراحهم من سجون الاسد في وقت سابق، وعندما وجد الاسد ان الثورة السورية باتت اقوى منه، وتم في حينها إطلاق صراح كل الاسلاميين المتطرفين من سجون نور المالكي في العراق، وبمجرد ظهور انتشار داعش في الساحة السورية انسحبت دول الخليج وخسرت الثورة السورية وبقي بشار الأسد، اذاً من كان خلف داعش؟ هم من أطلق سراحهم من السجون وبالأخص سجون بشار الأسد ونور المالكي.
بعض افراد قوات اسامة بن لادن متواجدة في إيران، وهناك الكثير من الوثائق التي تثبت، تواجد الكثير من القيادات الى يومنا هذا، فاذا ارادوا اوراقاً للتجول يطلبونها عبر ايران، اذ هذه الواقعة باتت معروفة في مراكز الاستخبارات ومراكز الدراسات في الدول الغربية وبالأخص في بعض الدول العربية،
لذلك هذا اتهاماً مردوداً، اما ادعاء حزب الله بانه خلص لبنان من داعش، فنقول له: “لولا حزب الله لا وجود لداعش، فهما وجهان لعملة واحدة، دون ان ننسى بشار الاسد الذي رمى قنبلة كيمائية أدت الى قتل اكثر من 1500 قتيلاً. لا وجود لتنظيم داعش في لبنان.
من خلق داعش هو المحور المتطرف الذي أدى الى بروز هكذا تنظيم، ماذا وإلّا انه في هكذا حالات سيكون هناك خلايا ارهابية، من إندونيسيا الى الجزائر والمغرب، ومكان داعش هو في المكان الديكتاتوري الذي يسوده تطوراً عنفياً من نوع ما، وبالتالي هم من ساهموا ظهور داعش بهذا الشكل.
لسنا بحاجة لحزب الله لكي يدافع عن لبنان بوجه داعش، فهناك الكثير من التنظيمات التي حاولت مراراً وتكراراً السيطرة على لبنان وكان واضحاً مصيرهم، وبالتالي عندما يتركون الدولة اللبنانية تستقيم والأجهزة الامنية، ما الذي تغير اليوم في سوريا، باتوا مخيرين بين نظام الأسد والنفوذ الايراني، وهم اختاروا بشار الاسد، واختيارهم نابع من عدم رغبة لوضع اي جهد، وهذا خطأ شاسع،
طالما هناك بشار الاسد فكل يوم سيظهر 100 داعش في سوريا وخارجها، وطالما هناك هذه الطحشة للميلشيات الايرانية في المنطقة، فكل يوم ايضاً سيكون هناك داعش، وخلاصنا من تنظيم داعش لن يكون الّا بسحب كل الميليشيات الايرانية، واعادتهم الى إيران.
وتابع: هناك الكثير من المغالطات في كلام نصرالله، فالأخير ادعى انه على علم بالمشكلة مع السعودية، التي بحسب تعبير نصرالله تعمل على القضاء على كل من منع اقامة مشيخة وامارة سعودية في لبنان فيا سيد حسن، في الاعوام الـ1960 والـ1950 والـ1970 وما بينهم، هل كان هناك حزب الله في لبنان؟ حينها كان الاخوان السعوديين متواجدين بمئات الالاف، عيب هذا الكلام، باعتبار انه تزويراً للحقائق، والوقائع والتاريخ، فلم يسعَ السعودي ام الكويتي،ام القطري، ام العراقي، يوماً ان يحولوا لبنان الى مشيخة، طيلة السنوات حاول الاخوان العرب جعل لبنان جوهرة في هذا الشرق وهم يحبون هذه الجوهرة ويعشقون الحفاظ عليها لكي يعيش لبنان كما في الماضي.
ما يتعلق بكيفية استفادة بلدي من خلال علاقتنا مع السعوديين، فهي علاقة صداقة ونظرة مشتركة للأمور فيما يتعلق بلبنان، والكثير من القضايا الخاصة بالمنطقة، ويمكننا ان نفيد بلدنا بالتواصل معها والاقرار بان السعودية ليست بلداً يستهان به في المنطقة، اذ انه بلداً يتمتع بثقل سياسي، علينا عدم اغلاق باب المملكة على لبنان، حتى لا نتقلب 180 درجة عليه.
واضاف: ما زالت السعودية تعتبر ان بعض الجزر في لبنان يؤمل منهاً خيراً خصوصاً بعودة لبنان الدولة والكيان، الذي يعرفه العرب منذ أكثر من سبعين عاماً، وهناك بعض الامل بلبنان من خلال وجود احزاب ومجموعات سياسية مثل القوات اللبنانية التي يؤمل خيراً بعملها للمحافظة على لبنان امام بقية العالم.
خطة المواجهة سهلة جداً، نعم هناك خطة لكن الظروف لها احكامها، وفي كل مرحلة يمكنك ان تقوم بشيء مختلف ومتغير في مرحلة أخرى، بعد 4 اشهر، هناك انتخابات نيابية، والشعب اللبناني اصبح على بينة من امره
هنا لا بد من التعقيب على نقطة اساسية، تكمن، بالتوجه الى كل اللبنانيين اينما حلّوا، لأقول لهم ان التغيير بيدكم انتم، فرغم كل ما جرى في لبنان الا ان نظامه ما زال ديمقراطياً، وهذا التغيير لا يصح الّا من خلال اقتراعكم داخل الصندوق، لبنان ليس لديه تجاوزات وانتهاكات على المستوى الانتخابي رغم بعض التجاوزات الطفيفة والتي لن تؤثر،وكيفما نضع الورقة تصدر النتيجة،رغم كل ما جرى في لبنان اقول لحسن الحظ بات الشعب اللبناني واعياً،واكتشف التيار الوطني الحر وحزب الله، وكيف تعمل هذه الفئة، واستيقظ وايقن من هو الفاسد.
اننا كقوات سنكون ضمن لوائح في كل المناطق اللبنانية من الطوائف كافة، ببرنامج واضح، لإنقاذ لبنان ومعلوم توجهنا، وهو قيام الدولة اللبنانية بالطريقة الصحيحة وادارتها كما يجب، من دون اختراعات.
The post جعجع: حديث نصرالله كان مليئًا بالمغالطات لكي لا نقول انها اكاذيب appeared first on LebanonFiles.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.lebanonfiles.com