أخبار محلية

معدلات الجريمة ترتفع… القوى الامنية: الإمكانات ضعيفة

تناولنا منذ ما يقارب العام في مقال سابق موضوع إرتفاع معدلات الجريمة في لبنان بشكل هيستيري مع تفاقم الأزمة الاقتصادية-الإجتماعية غير المسبوقة. من البديهي مع تفاقم الأمور أن ترتفع هذه المعدلات أكثر فأكثر مع سوء الأحوال وتدهورها مع الوقت من دون حتى أن تقدم الطبقة السياسية على ايجاد حل ولو بسيط يفتح الأفاق أمام اللبنانيين.

درجت العادة أن تقوم القوى الأمنية بإلقاء القبض على عصابات تقوم بأفعال غير قانونية وتنجح أحياناً بالقبض على كافة افرادها – اقله كما تعلن – وفي أحيان أخرى كثيرة لا نعلم مصير هذه العصابات وافرادها إذا ما تم الافراج عنها أو محاكمتها. تكمن خطورة هذه المجموعات أنها في غالب الأحيان متمرسة ومحترفة، ويصعب تفكيكها بشكل كلي، ولعل أبرز ما يدل على ذلك هو عدم تراجع معدلات الجرائم المرتبطة بهذه العصابات، لا بل على العكس تتزايد هذه الأفعال وتقوم أفراد هذه العصابات بتطوير مهاراتها مع الوقت لتصبح أكثر فعالية في أداء «مهامها».

قامت القوى الأمنية مؤخراً بإلقاء القبض على عصابة تقوم بسرقة السيارات في محلة المعلقة / زحلة، ومن بعدها بأيام قليلة قامت بإلقاء القبض على عصابة أخرى تتألف من ٥ أفراد في محلة انطلياس، والثالث في محلة النقاش، والرابع والخامس في مكان إقامتهما في الدورة.

السيد غسان سابا وهو صاحب مؤسسة تجارية يتحدث للديار عن معاناته وتكبده المصاريف الاضافية على الأمن الخاص والشركات الخاصة لغياب الدولة واجهزتها مستغرباً كيفية التعامل مع موضوع الجريمة المنظمة في لبنان وقيام الدولة بالإعلان عن إلقاء القبض على عصابات مختلفة بشكل متكرر دون أن تقوم بتنفيذ خطة محكمة وتضرب بيد من حديد لإنهاء هذه العصابات بشكل كلي.

لقد باتت العصابات تشكل خطراً وأذىً متمادٍيا كونها تستهدف سرقة المواطن العادي الذي يبذل ليله ونهاره للحصول على لقمة العيش ضاربين بذلك الأمن الإجتماعي وفارضين المزيد من الغبن على المواطن الذي لحقه منه ما يكفي ويفيض. سابا رأى أن عدم معالجة امر العصابات بشكل جذري سوف يؤدي إلى المزيد من العصابات الجديدة وإلى إنتشار أوسع لها خصوصاً في ظل عدم فعالية القوانين الموضوعة لمحاسبة السارقين بشكل يؤدي إلى الردع عن القيام بالجرم اقله.

مصدر أمني أكد «للديار» أن القوى الأمنية تفعل ما بوسعها ومع امكانياتها المتواضعة جداً على الحد من تغلغل هذه العصابات وتنفيذها أعمالا إجرامية ومخلة بالأمن ولكن لا يمكن لهذه القوى لسيطرة على الوضع بشكل كلي، خصوصاً في ظل الأزمة الإقتصادية التي تضعف قدرات هذه القوى وغيرها من الأجهزة الأمنية الأخرى كون التعقب و الملاحقة يستلزمان عديدا وعتادا وهو ما بات تأمينه صعبا لناحية كلفة المحروقات وإنكفاء العديد من أفراد القطعات الأمنية عن الحضور إلى مراكز عملهم بحجة الرواتب التي لا تكاد تكفيهم أسبوع واحد في الشهر وإرتفاع كلفة التنقل. المصدر الأمني تخوف من تفش أكبر وتجذر أعمق لهذه العصابات مع تراجع قدرة الدولة على فرض هيبتها وعلى دعم الأجهزة الأمنية كافة كأولوية وضرورة ملحة جداً في ظل التفلت الأمني الحاصل والتخوف من تفلت أكبر في المستقبل القريب بسبب إزدياد الفقر وتآكل هيبة الدولة إلى مستويات غير مسبوقة.

رجاء الخطيب- الديار

The post معدلات الجريمة ترتفع… القوى الامنية: الإمكانات ضعيفة appeared first on LebanonFiles.

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

الموقع :www.lebanonfiles.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى