القوات السودانية تواجه المحتجين بقنابل الغاز المسيل للدموع


<p>منذ انقلاب 25 أكتوبر ينزل السودانيون إلى الشوارع بانتظام للمطالبة بتنحي العسكريين عن السلطة (أ ف ب)</p>
المشهد السوداني يتكرر، فقد أطلقت قوات الأمن، الخميس 13 يناير (كانون الثاني)، قنابل الغاز المسيل للدموع على آلاف المتظاهرين المناهضين للانقلاب العسكري قرب القصر الرئاسي في الخرطوم وفق ما أفاد شهود، في أعمال عنف تأتي بعد أيام فقط على إطلاق حوار تحت إشراف الأمم المتحدة، في حين أعلنت السلطات مقتل ضابط شرطة برتبة عميد خلال التظاهرات.
وقال المكتب الصحافي للشرطة في بيان رسمي نشره على صفحته على “فيسبوك”، “يحتسب السيد وزير الداخلية المكلف والسيد مدير عام الشرطة… عند الله تعالي عميد شرطة على بريمة أحمد”، موضحاً أنه قتل أثناء “حماية مواكب المتظاهرين”، ليكون بذلك أول قتيل لقوات الأمن منذ بدء التظاهرات ضد الانقلاب.
والسودان غارق في دوامة عنف منذ الانقلاب الذي نفذه قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان على شركائه المدنيين في السلطة في 25 أكتوبر (تشرين الأول).
وتأتي تظاهرات الخميس بعد بضعة أيام من إطلاق الأمم المتحدة محادثات تشمل كل الفصائل السودانية، في محاولة لحل الأزمة الناجمة عن انقلاب البرهان.
وهتف المتظاهرون، “برهان وسخان جابوه الكيزان”، وهو تعبير مستخدم في السودان للإشارة إلى الإسلاميين.
ومنذ الانقلاب ينزل السودانيون إلى الشوارع بانتظام للمطالبة بتنحي العسكريين عن السلطة.
وفي مواجهة هذه الاحتجاجات لجأت قوات الأمن إلى القمع مما أسفر عن سقوط 63 قتيلاً ومئات الجرحى حتى الآن، وفق لجنة الأطباء المركزية (نقابة مستقلة) الداعمة للمتظاهرين.
مجلس الأمن يدعم جهود الأمم المتحدة
وخلال اجتماع مغلق الأربعاء، أعرب الأعضاء الـ 15 في مجلس الأمن الدولي عن دعمهم الجهود التي يبذلها مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرثيس، في مسعى إلى إجراء مفاوضات غير مباشرة بين المكونين المدني والعسكري، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية.
وقال دبلوماسي طلب عدم نشر هويته، إن الجلسة “تخللتها أسئلة” من جانب كل من روسيا والصين والأعضاء الأفارقة في المجلس، وهم كينيا والغابون وغانا، “لكن لم تكن هناك معارضة فعلية”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال دبلوماسي آخر مشترطاً بدوره عدم الكشف عن اسمه، إنه خلال الجلسة “كان هناك دعم واسع للمبعوث بيرثيس وجهوده”. وأضاف، “ومع ذلك فقد طرحت أسئلة كثيرة أيضاً حول كيفية جعل العملية شاملة وكيفية ضمان مشاركة جميع الأطراف الرئيسين”.
وأوضحت المصادر الدبلوماسية أنه خلال الجلسة أسهب الألماني بيرثيس في عرض مقاربته للأزمة وسبل حلها، مؤكداً أن “الطرفين نفسيهما يريدان مفاوضات غير مباشرة” للمساعدة في حل الأزمة.
وكان بيرثيس قال خلال مؤتمر صحافي في الخرطوم الإثنين، إنه يريد في مرحلة أولى إجراء محادثات مع كل طرف على حدة للانتقال بعدها إلى مرحلة ثانية تجري خلالها مفاوضات بين الطرفين، سواء مباشرة أو غير مباشرة.
العودة للديمقراطية
ووفقاً لأحد الدبلوماسيين، فقد تطرق المبعوث الأممي خلال جلسة مجلس الأمن إلى المسألة الحساسة المتمثلة بعودة المرتزقة السودانيين من ليبيا إلى بلدهم، وضرورة تأمين إطار لإعادة دمجهم.
وعقد مجلس الأمن اجتماعه بطلب من بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا والنرويج وإيرلندا وألبانيا.
وقبل الاجتماع قالت السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد، إنه بالنظر إلى التطورات الأخيرة في السودان فإن “الديمقراطية باتت الآن على المحك”، وأضافت أن “مطالب الشعب السوداني بالديمقراطية والتي رأيناها بشغف كبير لا يمكن حقاً أن تدفن”.
وشددت السفيرة البريطانية على أن “ما نحتاج إلى القيام به الآن هو تقديم دعمنا الكامل للمحادثات التي تسهلها الأمم المتحدة لكي تجتمع جميع الأطراف وتساعد السودان في العودة لطريق الديمقراطية”.
ومنذ انقلاب 25 أكتوبر تعطل مسار المرحلة الانتقالية التي كان تم الاتفاق عليها بين العسكر والقوى المدنية في أغسطس (آب) 2019، بعد بضعة أشهر من الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في العام نفسه، عقب احتجاجات شعبية استمرت أربعة أشهر.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com