«أثر الفراشة».. شباب يرسمون الحلم على حوائط بغداد..

قد يرى بعضنا أنه لا تأثير يُذكر لرفرفة جناح الفراشة، فهو من وجهة نظرهم تأثير بسيط قد لا يؤدي إلى نتائج حقيقية، لكن تقوم نظرية «أثر الفراشة» على أنه مهما كان تأثير ما تفعله بسيطاً فمن شأنه أن يخلق تغييراً كبيراً في المستقبل، تلك النظرية هي ما بنى عليه 6 شباب عراقيين فريقهم للرسم على حوائط وأزقة حواري بغداد العتيدة لرسم البهجة على حوائط صمدت في أحداث جسام مرت بها بلاد الرافدين.
«بعض ممن حولك قد يقللون من شأن ما نفعله، لكننا نؤمن أن التغيير الحقيقي لن يأتي سوى بسواعد الشباب، وإعادة الأمل والحلم إلى ربوع العراق لن يكون سوى بسواعدنا نحن الشباب، ومهما كان التأثير بسيطاً فنحن نؤمن أنه على المدى البعيد سيحقق النتائج المرجوة، وستنبت بذرة الأمل التي زرعناها» يقول الشاب العراقي علي خليفة أحد أفراد فريق «أثر الفراشة» التطوعي
ويستطرد علي «قررنا أن يكون تأثيرنا إيجابياً وعدم النظر لمن يقول: (ما تفعله مجرد تضييع للوقت، شيء لا فائدة منه ولن يؤثر)، فهؤلاء قرروا أن وجودهم هو الوجود السلبي فقط، لكننا قررنا وبجهودنا الذاتية تغير وجه حوائط بغداد كلها باستخدام الريشة والألوان».
شباب يرسمون الحلم على حوائط بغداد
لم يدرس علي وفريقه الرسم لكنها الموهبة التي جمعتهم وجعلتهم يقررون استغلالها في إسعاد أهلهم في بغداد، مُعتمدين على ما يعرف بنظرية «أثر الفراشة» فتأثيرهم وإن كان بسيطاً، فإنه سيحقق نتائج إيجابية على المدى البعيد.
وعن ذلك يقول على في حديثه مع الرؤية «نحن موهبتنا الرسم ولم ندرسه، واخترنا اسم (أثر الفراشة) لأننا أردنا أن يكون أثرنا باقياً. رسامون هواة من الفطرة وليس عن دراسة اخترنا اسم اثر الفراشة لأن ما نفعله مهما كان بسيطاً مثل رفرفة الفراشة إلا أننا نؤمن أنه في المُستقبل سيكون أقوى وأكثر تأثيراً، فقد بدأنا برسمة واحدة وأصبحت مئات اللوحات على حوائط حواري بغداد».
ويستطرد علي «بدأنا برسمة واحدة على حائط إحدى المدارس واستمرينا في رسم حوائط المدارس لمدة 4 سنوات، ومنذ بداية جائحة كورونا قررنا الانتقال من رسم المدارس إلى رسم حوائط الحواري والأزقة، وهي الفكرة التي بدأنها منذ حظر التجوال الذي فرضته الجائحة».
وعن توفير الخامات اللازمة للرسم يقول علي إنه يتم توفيرها بالجهود الذاتية سواء بتبرع من الأهالي أو من خلال تبرعهم الخاص.
ويتابع «أغلب رسوماتنا نستمدها من التراث العراقي والأخص تراث أهل بغداد، وحتى الآن الأغلبية مُرحبة بعملنا، والبعض قد لا يعجبهم الأمر لأسباب غير قبائلية أو عقائدية لكنهم يكتفون بالصمت أمام موافقة الجميع».
يتكون فريق أثر الفراشة من 6 أعضاء منهم فتاتان
يعمل فريق «أثر الفراشة» داخل مدينة بغداد حصراً، ويتمنى أعضاء الفريق أن تنتشر المبادرة في كل ربوع العراق، فالفن هو الوحيد القادر على استعادة وجه العراق الجميل وتصحيح المسار بعدما خلفته الحروب من آثار سلبية.