الأب عبود: نحن نتفاجأ يوميًا من الحالة التي وصل إليها لبنان وشعبه

تحت شعار “معكن _بتستمر_الحياة و بدعمكن_بيستمر_لبنان” أطلقت رابطة كاريتاس “حملة المشاركة السنوية ٢٠٢٢” من الصرح البطريركي- بكركي يوم الأحد 6 آذار.
ترأس الذبيحة الالهية صاحب الغبطة والنيافة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، عاونه أصحاب السيادة المطران حنا علوان، المطران أنطوان عوكر، المطران أنطوان أبو نجم، المطران ميشال عون المشرف العام على أعمال رابطة كاريتاس لبنان، الأرشمندريت ساسين غريغوار شلاويط ممثلًا غبطة بطريرك الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، الأب ميشال عبود رئيس رابطة كاريتاس، بالإضافة إلى الأب هادي ضو، الأب سمير غاوي، الأب إدمون رزق المرشد العام لرابطة الأخويات في لبنان، والأب يوسف نصر أمين عام المدارس الكاثوليكية.
خدم القدّاس جوقة شبيبة رابطة كاريتاس بمشاركة الفنان رفيق خويري.
شارك في القداس الإحتفالي مجلس إدارة رابطة كاريتاس، رؤساء الأقسام، رؤساء الأقاليم، الداعمون للرابطة، المتطوعون وشبيبتها، بالإضافة إلى جامعة عائلة الخويري التي احتفلت باليوبيل المئوي على انطلاقتها.
كاريتاس لبنان جهاز الكنيسة الراعويّ الاجتماعيّ
إستهل البطريرك الراعي عظته بكلمة ترحيب بعائلة كاريتاس لبنان، مشرفاً ورئيساً وإداريين وموظفين وعاملين ومتطوعين، وقال: ” إنّنا نقدّم هذه الذبيحة الإلهيّة على نيّة كاريتاس لبنان، والمسؤولين عنها والعاملين فيها والمتطوّعين والشبيبة، والمحسنين من حكومات ومؤسّسات دوليّة وهيئات أهليّة وأفراد من الداخل والخارج، سائلين الله أن يفيض عطاياه عليهم لكي يستمرّوا شهودًا لمحبّته، ويجسّدوها في محبّة المحتاجين من إخوتنا وأخواتنا.
إنّنا نرفع صلاة الشكر لله على ما حقّقت رابطة كاريتاس لبنان، جهاز الكنيسة الراعويّ الإجتماعيّ، في خدمة المحبّة الإجتماعيّة على مختلف المجالات. فقد حقّقت خلال السنة الماضية أكثر من 89 مشروعًا بقيمة تفوق ال 20 مليون دولار ، على مساحة الأرض اللبنانيّة. فتوزّعت برامجها كالتالي:
– خدمات إجتماعيّة لأطفال ومسنّين ولاجئين ونازحين وأجانب.
– حصص غذائيّة لعشرات الألوف مع مساعدات ماليّة للأكثر عوزًا.
– تأمين المأوى والمساعدات الماليّة الطارئة والدعم النفسيّ والإجتماعيّ لمتضرّري إنفجار مرفأ بيروت.
– الخدمات الصحيّة في مراكز كاريتاس العشرة، وعياداتها النقّالة التسع التي تؤمّن الإستشارات الطبيّة الأساسيّة والأدوية للأمراض المزمنة، بالإضافة إلى المساعدات الإستشفائيّة.
– إهتمامات خاصّة بالأجانب، صحيًّا واجتماعيًّا وسكنًا وقانونًا.
– القطاع التربويّ في مراكز التعليم المتخصّص لذوي الإحتياجات الخاصّة، والصعوبات التعليميّة.
– التنمية المستدامة وتأمين فرص العمل من خلال التعاونيّات الزراعيّة ومراكز التصنيع الغذائيّ، والمشاريع الريفيّة.
– تأمين مساكن لعائلات محتاجة.
– مطاعم تقدّم الغذاء اليوميّ لمن يطلبونه.
– مهنيّات توفّر التعليم والتدريب للذين يرغبون.
لا للحرب … نعم للسلام
وانطلاقا من كلام الأبرص ليسوع “إذا شئت، فأنت قادر أن تطهّرني” ( مر1: 40)، تناول غبطته في عظته، زمن الصوم الكبير الذي هو زمن الشفاء من كلّ أنواع البرص الروحيّ والأخلاقيّ والسياسيّ، بقوّة الصلاة والتوبة وأعمال المحبّة والصوم، وفقًا للتدابير الراعويّة التي نقلتها الكنيسة في رسالة الصوم لهذه السنة.
“فلنبدأ مسيرة الصوم هذه ملتمسين من المسيح الربّ نعمة الشفاء. إنّ الكنيسة تنادي باستمرار: لا للحرب! لا للحرب! نعم للسلام! لا للحلول بالسلاح! بل بالتفاوض والطرق الديبلوماسيّة والسياسيّة. فالحرب والسلاح لا يولّدان سوى الدمار وقتل الضحايا البريئة، وتهجير شعب آمن، وافتعال جرحى ومعوّقين، وهدم الإنجازات، وإفقار المواطنين، وزرع الرعب في قلوب الأطفال، وإتّساع رقعة الجوع، وإتلاف جنى العمر. ونتساءل بأيّ سلطان يفعل ذلك أمراء الحروب الذين يأمرون بها من عروشهم وهم في مأمن عن ويلاتها؟ يعتبر آباء المجمع المسكونيّ الفاتيكانيّ الثانيّ أنّ “وحشيّة الأسلحة العلميّة من كلّ نوع المستخدمة في الحروب، تستدرج المتحاربين إلى همجيّة أدهى مما مضى. فإزاء هذا الوضع المحزن الذي انحدرت إليه الإنسانيّة تذكّر الكنيسة بالقيم الثابتة للحقوق البشريّة والمبادئ الدوليّة التي يعلنها الضمير الإنسانيّ نفسه. إنّ الأفعال التي تقصد مخالفة هذه الحقوق والمبادئ، والأوامر التي تفرض هذه الأفعال، هي جرائم.” (الكنيسة في عالم اليوم، 79)”
وعن الوضع السياسيّ الإنتخابات النيابة قال الراعي: الشعب يريد نوّابًا شُجعانًا، مُحصّنين بالأخلاقِ، واثقين من أنفسِهم، مستقلِّين في قراراتِهم، حازمين في رفْضِ ما يجب أن يَرفُضوا، وحاسمين في قَبولِ ما يجب أن يَقبَلوا به. الشعبُ يريد نوّابًا يُدركون التشريعَ والمحاسبة، قديرين على تَحمّلِ المسؤوليّةِ ومواجهةِ الانحرافِ بكلِّ أشكالِه. فبقدرِ ما يواجِه النوّابُ في البرلمان يوفِّرون على الشعبِ الاحتكامَ إلى الشارع.
لبنان أمّةٌ وُجدَت لتبقى، ولتبقى حرّةً ونموذجًا وصاحبة رسالة في محيطها وعلى ضفّة البحر الأبيض المتوسّط.
مهما أحببنا المحتاجين، فلن نحبهم بقدر ما يحبهم ربنا
وفي ختام الذبيحة الإلهية أطلق الأب عبود حملة المشاركة السنوية 2022 في كلمة جاء فيها
“كاريتاس نشأت وبدأت وثابرت على العمل وما زالت تعمل في وقت الأزمات. هي تعمل بإسم الكنيسة، التي تتابع ما بدأه يسوع المسيح. يسوع شفى المرضى، ونحن نعمل على تأمين الطبابة للمرضى. هو أطعم الجائعين، ونحن نحاول تأمين الطعام للجائعين. يسوع قال لهم: انطلقوا وارموا شباككم، ونحن نحاول أن نؤمّن العمل لكل محتاج. يسوع كان قرب المريض جسديًا ونفسيًا، ونحن نحاول أن نضع الحياة الروحية في قلب كل إنسان فيعيش باسم ربنا.”
وتابع الأب عبود : ” نحن لن نخاف، لأننا نعمل باسم يسوع الذي نراه في وجه كلّ إنسان، وهذا فخر لنا.
وانطلاقا من مقولة “من نعم الله علينا، حاجة الناس إلينا”، نحن في هذه الحملة، بحاجة إلى دعم كل إنسان حتى نأخذ منه ونعطي كل محتاج يطلب منا. قد لا يبلّغنا المرضى المحتاجون عن حاجتهم، ولكننا نعرف بهم من خلال المستشفيات والعيادات والأطباء. فعدد كبير من الناس لا يعرف الأشخاص المحتاجين وحاجاتهم، في وقت يدقّ الملايين أبواب كاريتاس في كل العالم، وعشرات الآلاف يدقّون أبوابها في لبنان. هم يأتون إلينا ونحن نتفاجأ يوميًا من الحالة التي وصل إليها لبنان وشعبه”.
وأضاف الأب عبود: “مهما أحببنا الفقراء، ومهما أحببنا المحتاجين، فلن نحبهم بقدر ما يحبهم ربنا. لذلك نتوجه بجزيل الشكر لك، غبطة أبينا البطريرك، لأنك تدعمنا دائما أبداً بكلماتك ومواقفك وحضورك، نشكرك على دعمك المادي والمعنوي على كل الأصعدة، ونقول لك: إن كل أفراد عائلة كاريتاس الذين يعطون من قلوبهم، وكل الذين تراهم على الطرقات، في مكاتبهم، في أقاليمهم وفي كل مكان، “بيكبروا القلب”. لا داعي للخوف على كنيستنا، لأن فيها قلوبًا معطاءة تعطي من ذواتها. ونردد القول إننا لسنا بحاجة للمال بقدر ما نحن بحاجة لأشخاص يعطون من ذواتهم.”
وتابع: “قد تسألون: ماذا يمكن للفرد أن يقدم وسط الحاجة الكبيرة؟ وأنا أقول لكم: المال والمساعدات التي وصلتنا، لم تنزل من السماء ولم تنبت من الأرض، بل قدمتها لنا أياد فعلت السماء فعلها في قلوبها. وهكذا، من القليل، أصبح بحوزتنا الكثير.” وقال: “لا يجوز أن يأتي الإنسان إلى هذه الحياة من دون أن يزرع ويجهّز زوادته للسماء، من على هذه الأرض.”
وشكر الأب عبود “كل من وثقوا بنا من الجهات المانحة، المحلية والدولية، الذين يأتون إلينا حتى نكون شركاء معًا. كما نريد أن نشكر كل الأشخاص الموجودين على أرض لبنان لدعمهم، فلم يكد يمرّ أسبوع على وضع حواجز حملة كاريتاس على الطرقات، حتى فوجئنا بمدى تجاوب الناس معنا، وهو ما نحمد الرب عليه. وكل الشكر للمغتربين اللبنانيين المنتشرين في أصقاع العالم، والذين يدقون أبوابنا ويتصلون بنا ويساعدوننا، ولولاهم ولولاكم جميعًا، لما استمرّينا.” وختم رئيس الرابطة بالقول: “كاريتاس تريد أن تكمل مسيرتها. ونحن نريد أن نعمل مع بعضنا البعض، قلبًا واحداً، ويداً واحدة، واتجاهًا واحداً، ونريد أن نرى يسوع الواحد في قلب كل إنسان، حتى يبقى هناك نور يشرق، مهما كانت الحياة ظالمة. هو ليس نور القذائف ولا نور الأسلحة، وإنما نور القلوب التي تعطي، نور سيستمر بالإشراق بإذن الله.
ونحن نشكركم ونشكر كل من وقف ويريد أن يقف معنا.
“ومعكم بيبقى لبنان!”
وتجدر الإشارة الى إنّ الأقاليم بدأت جمع التبرّعات من خلال حواجز المحبة في الطرقات والأماكن العامة.
كما تتوجّه الرابطة للجمعايات والهيئات المحليّة والدوليّة والمغتربين إلى دعم حملة المشاركة السنوية.
للتبرّع :
+961 79 182 477
www.caritaslebanon.org.lb/donate-form.php
@OMTLeb locations
The post الأب عبود: نحن نتفاجأ يوميًا من الحالة التي وصل إليها لبنان وشعبه appeared first on LebanonFiles.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.lebanonfiles.com