القوات الأوكرانية على جبهة باخموت تطلب أسلحة


<p class="rteright">ينصب تركيز روسيا الحالي على باخموت (رويترز)</p>
بعد نحو عام من بدء #الحرب وعشرات الآلاف من الضحايا على الجانبين، لا تلوح في الأفق بوادر تهدئة على جبهات القتال المحتدم خصوصاً في #باخموت، وتبدو فرص التوصل إلى حل دبلوماسي شبه منعدمة. وطالب جنود أوكرانيون يقاتلون لصد #هجوم_روسي على مدينة باخموت بمزيد من الأسلحة من العالم الخارجي في الوقت الذي اجتمع فيه كبار الزعماء الغربيين في #ميونيخ لتقييم الحرب المستمرة منذ عام التي هزت #أوروبا.
وقال دميترو وهو جندي يقف على الجليد بالقرب من باخموت، مردداً نداء رئيسه في مؤتمر ميونيخ “أعطونا مزيداً من العتاد العسكري والأسلحة، وسنتعامل مع المحتل الروسي، وسندمره”.
وبعد ما يقرب من عام على الهجوم، تكثف قوات الرئيس فلاديمير بوتين هجماتها في الشرق. وتخطط أوكرانيا لشن هجوم مضاد في الربيع لكنها تريد أسلحة أكثر وأثقل وأطول مدى من حلفائها الغربيين.
وأسفر أسوأ صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية عن مقتل عشرات الآلاف وخروج ملايين من ديارهم وتضرر الاقتصاد العالمي وتحول بوتين إلى منبوذ في الغرب.
ويقول يوتين إنه يقاتل من أجل أمن روسيا ضد حلف شمال الأطلسي الذي يتوسع بقوة، لكن كييف وحلفاءها وصفوا الهجوم بأنه اغتضاب أراض استعماري الطابع من أوكرانيا التي كانت في السابق جزءاً من الاتحاد السوفياتي الذي هيمنت عليه روسيا.
وفي ساحة المعركة شديدة البرودة، عرض جنود أوكرانيون لصحفي زائر فوائد مركبات بوشماستر المدرعة الأسترالية في منطقة تعثر فيها الجنود الروس خلال أشهر من القتال للسيطرة على باخموت.
وأضاف دميترو أن المركبات تحمي الجنود من الرصاص وتتيح إجلاء الجرحى وتوفر غطاء للاستطلاع. ومضى يقول “كانت هناك حالات انفجرت فيها ألغام مضادة للدبابات، ولم يصب الجنود إلا برضوض. ولم تقع إصابات خطيرة للجنود. أجدت نفعاً كبيراً”.
وقال حاكم لوغانسك، إحدى مقاطعتين فيما يعرف باسم دونباس التي تسيطر عليها روسيا جزئياً وتريد الاستيلاء عليها بالكامل، إن الهجمات البرية والجوية تتزايد.
وقال سيرغي هايداي للتلفزيون المحلي “الوضع اليوم صعب نوعاً ما في كل الاتجاهات.” وقال عن القتال قرب مدينة كريمينا “هناك محاولات مستمرة لاختراق خطوط دفاعنا”.
وقالت روسيا، في أحدث إفادة، إن وابلاً من الضربات الصاروخية الخميس حول أوكرانيا حقق أهدافه في ضرب منشآت تمد جيش الرئيس فولوديمير زيلينسكي بالوقود والذخيرة. ورصدت كييف 36 صاروخاً تم إسقاط 16 منها وقالت إن أكبر مصفاة نفط لديها كريمنشوك، تعرضت للقصف.
الأميركيون “دعاة الحرب”
حضر مؤتمر ميونيخ للأمن الذي استمر ثلاثة أيام مجموعة من كبار المسؤولين الغربيين من بينهم المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس.
في اجتماع العام الماضي، حث الزعماء بوتين على عدم الهجوم وحذروا من وخامة العاقبة. هذا العام، يتصارعون مع الآثار المترتبة على ذلك. ودعا زيلينسكي الذي تحدث عبر رابط فيديو الحلفاء في الاجتماع إلى الإسراع بإرسال أسلحة وحصل على دعم على الفور من المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقال زيلينسكي أمام مؤتمر ميونيخ للأمن “نحتاج إلى السرعة. سرعة في إبرام اتفاقاتنا، سرعة في الإمدادات لتعزيز معركتنا، سرعة في القرارات للحد من القدرة الروسية. لا بديل عن السرعة لأن عليها تعتمد الحياة”. وأضاف “لا بديل عن انتصار أوكرانيا. لا بديل عن أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي. لا بديل عن أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي”.
كما حذّر من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يوسع هجومه ليشمل دولاً أخرى من الكتلة السوفياتية السابقة. وفي علامة أخرى على الدعم الدولي، قال صندوق النقد الدولي الجمعة إنه توصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع أوكرانيا، مما يمهد الطريق لإجراء محادثات بشأن برنامج قرض كامل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بالإضافة إلى ضغط مشكلة الحرب، أحيت المواجهة على غرار الحرب الباردة مع روسيا قضايا أمنية واسعة النطاق لأوروبا مثل ما مدى الاعتماد على الولايات المتحدة، وما مقدار ما ينفق على الدفاع، وكيفية بناء القدرات الخاصة.
وقالت كييف إنها لن تقبل إلا الخروج الروسي الكامل.
وغرد المستشار الرئاسي ميخايلو بودولاك على تويتر قائلاً “يمكن أن تبدأ المفاوضات حين تسحب روسيا قواتها من أراضي أوكرانيا. الخيارات الأخرى تمنح روسيا الوقت فحسب لإعادة تجميع القوات واستئناف القتال في أي لحظة”.
وتتهم موسكو الولايات المتحدة بتحريض أوكرانيا على تصعيد الحرب وبالتورط بشكل مباشر الآن.
وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية إن “دعاة الحرب الأميركيين… يقدمون أسلحة بكميات ضخمة ويقدمون معلومات استخباراتية ويشاركون بشكل مباشر في التخطيط للعمليات القتالية”.
وينصب تركيز روسيا الحالي على باخموت التي أصابها الدمار إلى حد كبير في مقاطعة دونيتسك المتاخمة للوغانسك.
ومن شأن الاستيلاء على باخموت أن يمنح روسيا نقطة انطلاق للتقدم في مدينتين أكبر في الغرب وهما كراماتورسك وسلوفيانسك. لكن أوكرانيا وحلفاءها يقولون إنه سيكون نصرا باهظ الكلفة لموسكو بالنظر إلى الوقت المستغرق فيه والخسائر التي ستتكبدها.
الوقت الآن “ليس للحوار”
وتعهدت باريس وبرلين الجمعة في ميونيخ تكثيف الدعم العسكري الذي تطالب به أوكرانيا، فيما اعتبر الرئيس الفرنسي أن الوقت الآن “ليس للحوار”.
وقال ماكرون في مؤتمر ميونيخ “يجب بالتأكيد أن نكثف دعمنا وجهودنا لدعم صمود الأوكرانيين شعباً وجيشاً وتمكينهم من شن هجوم مضاد سيتيح وحده مفاوضات ذات صدقية بشروط تختارها أوكرانيا وسلطاتها وشعبها”.
واعتبر الرئيس الفرنسي أن “الوقت اليوم ليس للحوار”، بعدما حاول لفترة طويلة الحفاظ على قنوات تواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ما عرضه أحياناً لانتقادات شديدة من دول أوروبية، ومن أوكرانيا نفسها.
وبينما يخشى حلف شمال الأطلسي (ناتو) من هجوم روسي واسع النطاق، دعا المستشار الألماني شولتس الدول القادرة على إرسال دبابات قتالية إلى أوكرانيا إلى أن “تفعل ذلك الآن”، في تصريح انتقادي غير معتاد منه.
بعد الضغط عليه من جهات عدة لمنح كييف دبابات ليوبارد 2 ألمانية الصنع، أعطى المستشار الضوء الأخضر في نهاية يناير (كانون الثاني) لتسليم دبابات من مخزون الجيش الألماني وسمح لدول أوروبية أخرى بإعادة تصدير دبابات إلى أوكرانيا.
لكن المحادثات اللاحقة مع شركاء الناتو لم تفض حتى الآن إلى جمع العدد اللازم لتشكيل كتيبة دبابات كاملة، أي حوالى ثلاثين آلية من طراز 2 إيه 6 الأحدث. كما أكد الزعيمان مجدداً أنهما سيدعمان الأوكرانيين مع حلفائهما “طالما كان ذلك ضرورياً”.
بايدن يعتزم توجيه “رسائل” لبوتين
سيستغل جو بايدن خطاباً في بولندا الثلاثاء لتوجيه رسالة إلى الرئيس الروسي مفادها أن حلف شمال الاطلسي سيواصل دعم المجهود الحربي الأوكراني “مهما طال الأمر”، وفق ما قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي.
ويتوجّه الرئيس الأميركي الاثنين إلى وارسو في رحلة قصيرة لإحياء الذكرى السنوية الأولى للهجوم الروسي.
وسيلتقي بايدن الرئيس البولندي أندريه دودا وأعضاء مجموعة بوخارست التسع، وهي مجموعة من أعضاء الناتو في أوروبا الشرقية. وبالإضافة إلى ذلك، سيجري اتصالات هاتفية مع قادة بريطانيا وفرنسا وإيطاليا، وفق البيت الأبيض.
وقال كيربي لصحافيين الجمعة إن المحادثات مع دودا ستغطي “تعاوننا الثنائي، فضلاً عن جهودنا الجماعية لدعم أوكرانيا وتعزيز قوة ردع الناتو”.
ومن شأن اجتماع الأربعاء مع زعماء مجموعة بوخارست التسع، بلغاريا وتشيكيا وإستونيا والمجر ولاتفيا وليتوانيا وبولندا ورومانيا وسلوفاكيا، “إعادة تأكيد دعم الولايات المتحدة الثابت لأمن هذا التحالف”.
وأشار كيربي إلى أن الحدث العام الرئيسي سيكون خطاب بايدن الذي سيلقيه من وارسو حول “الطريقة التي حشدت الولايات المتحدة من خلالها العالم لدعم شعب أوكرانيا وهو يدافع عن حريته وديمقراطيته”.
وتابع “سيوضح الرئيس بايدن أن الولايات المتحدة ستستمر في الوقوف بجانب أوكرانيا… مهما طال الأمر”. وأوضح كيربي أن بايدن لم يخطط للقاء الرئيس الأوكراني خلال الرحلة ولا لزيارة أوكرانيا التي لم يذهب إليها منذ بدء الحرب، بسبب الإجراءات الأمنية المشددة حول الرؤساء الأميركيين.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com