أخبار عربية وإقليمية

المبادرة بيد المقاومة جنوباً (الجمهورية)


قالت مصادر مطلعة على مسار عمليات المقاومة لـ«الجمهورية»: «المبادرة بيد المقاومة وقد تحصل ترتيبات جديدة في المواجهة لا يمكن التكهن بها من خلال طبيعة وظروف المعركة. لكن استهدافات مواقع وتجمعات الاحتلال من قبل المقاومة مستمرة يومياً، حيث تكثفت العمليات بوتيرة نوعية متصاعدة ومدروسة كما ظهر خلال الايام الثلاثة الماضية».

على أنّ اللافت للانتباه وسط هذه الأجواء، هو عدم تسجيل أي حراك سياسي او ديبلوماسي مرتبط بهذا الوضع، في ما بدا أنّ الحراكات الاخيرة سواء المباشرة او عبر القنوات الديبلوماسية التي سعت الى احتواء الموقف وعدم توسيع دائرة التوتر الى مواجهات أوسع وأكبر، قد دخلت مرحلة ترقّب لتطورات الميدان.

وكشف مرجع سياسي مسؤول لـ«الجمهورية»، انّ تسارع العمليات العسكرية على الحدود يعزّز المخاوف من اشتداد حدّة المواجهات وانحدار الامور الى حرب واسعة. والسيد حسن نصرالله كان واضحاً عندما قال «راقبوا الميدان».

ولفت الى «انّّ كل حركة الموفدين التي شهدناها في الفترة الأخيرة صبّت كلها لمصلحة اسرائيل وليس حرصاً على لبنان، حيث انّها تمحورت حول هدف وحيد هو منع «حزب الله» من القيام بأي تصعيد على الجبهة الجنوبية، وأوحوا لنا بأنّ اسرائيل ليست راغبة في تصعيد الامور، ولكن لا يعني ذلك انّهم قدّموا ايّ ضمانات جدّية او ذات مصداقية، بألاّ تبادر اسرائيل الى اشعال حرب ضدّ لبنان. فمن الصعب أن تصدّق القاتل وشركاءه في جريمة القرن التي يرتكبونها في غزة، فضلاً عن أنّ إسرائيل لا يؤمن لغدرها، وبالتالي احتمال ان تشعل حرباً ضدّ لبنان لا نخرجه من حسباننا بل نرى انّه وارد في اي لحظة، وهو ما اكّدناه للأميركيين على وجه الخصوص».

وفيما اشار المرجع عينه الى أنّ النية الإسرائيلية بالتصعيد على الجبهة الجنوبية قائمة وواضحة للعيان، والمستويات الاسرائيلية السياسية والعسكرية لا تخفي ذلك، لفتت مصادر ديبلوماسية الى ما نقله ضابط دولي كبير «من أنّ اسرائيل، ولو كانت تظهر نفسها بجهوزية للدخول في حرب ضدّ لبنان، لا نعتقد انّ في مقدورها ذلك، ذلك انّها تسخّر كل إمكاناتها وقدرات جيشها للحرب القائمة في غزة، ومع ذلك ما زالت تجد صعوبة كبرى في حسمها وتحقيق الاهداف التي رسمتها». الاّ أنّ الضابط نفسه، وعلى الرغم ممّا اعلنه امين عام «حزب الله» في خطابه الاخير بأنّ التصعيد مرتبط بتطورات الميدان العسكري، عبّر عن خشية واضحة «من ان تكون لدى «حزب الله» خطط للتصعيد، يمهّد لها بتكثيف عملياته ضدّ الجيش الاسرائيلي».

على أنّ خبيراً في الشؤون الاسرائيلية أبلغ الى «الجمهورية» قوله، انّ احتمالات التصعيد على الحدود الجنوبية الى مواجهات اكبر مما هي قائمة عليه منذ 8 تشرين الاول الماضي، او الى حرب واسعة ضعيفة جداً، فـ»حزب الله» بالتأكيد ليس في هذا الوارد، خصوصاً انّه قدّم اشارات عديدة بأنّه لا يسعى الى اشعال حرب واسعة، بل وضع نفسه في موقع ردّ الفعل على ما قد تقوم به اسرائيل، وآخر تلك الاشارات التي ينبغي تصدّيها ما ورد على لسان السيد حسن نصرالله. وينبغي هنا الّا نغفل ما نُقل عن وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبداللهيان من انّ ايران أبلغت الولايات المتحدة الاميركية عبر القنوات الديبلوماسية بأنّها لا تريد انتشار الحرب وتوسيعها، وكذلك ما نقلته وكالات الانباء العالمية عن بعثة ايران في الامم المتحدة بأنّ طهران لن تدخل في صراع مباشر مع اسرائيل الاّ في حال شنّت اسرائيل هجوماً على ايران».

وبحسب الخبير عينه، فإنّ ما يُحكى عن حرب استباقية اسرائيلية ضدّ لبنان، لا ينسجم مع الواقع، وخصوصاً انّ مثل هذه الحرب تنتفي احتمالاتها مع دخول كل الاطراف في مرحلة الجهوزية والاستعداد، اضافة الى أنّ اسرائيل تحاذر بقوة إشعال حرب مع لبنان، تُصرفها عن سعيها الى تحقيق هدفها الذي وضعته لحربها على قطاع غزة، وهو ما لم يتحقق حتى اليوم، وقد لا يتحقق. والكابينيت الاسرائيلي الذي جمعه نتنياهو منتصف الاسبوع الجاري، بحث خططاً عسكرية لما تعتبرها اسرائيل جبهتها الشمالية، لكنه اعطى الأولوية لجبهة غزة. وأبلغ نتنياهو رؤساء المستوطنات الاسرائيلية بأنّه وجّه الجيش الإسرائيلي بالاستعداد لجميع السيناريوهات للتعامل مع «حزب الله» في الشمال، لكنه اشار الى هدف اسرائيل الاول هو الانتصار الكامل على حركة «حماس» وعودة الأسرى، وبعدها سنتعامل مع الشمال، وعَكَس ذلك ايضاً عضو مجلس الحرب في اسرائيل جدعون ساعر بقوله، انّ المجلس الأمني المصغر قرّر التركيز على الجبهة الجنوبية وهزيمة «حماس» وإعادة المخطوفين، ولا توجد لدى اسرائيل نية بأن تبادر الى تصعيد حربي في الشمال، هذا ليس هدفنا».

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :otv.com.lb

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى