بوتين يعرض التفاوض وأوكرانيا ترد بفاتورة الحرب الباهظة


<p class="rteright">إطلاق القوات الأوكرانية صاروخاً على خط المواجهة في باخموت (رويترز)</p>
قال حليف كبير للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الترسانة النووية الروسية والقواعد التي وضعتها موسكو لاستخدامها هما العاملان الوحيدان اللذان يمنعان الغرب من بدء حرب ضد روسيا. وأضاف الرئيس السابق دميتري ميدفيديف إن موسكو ستواصل حربها في أوكرانيا حتى يتم إسقاط “النظام المثير للاشمئزاز شبه الفاشي” في كييف وتصبح البلاد منزوعة السلاح تماماً. ويشغل ميدفيديف حالياً منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي.
ويعد ميدفيديف الذي تولى رئاسة روسيا من عام 2008 إلى عام 2012 أحد أكثر المؤيدين بقوة للحرب، ويدين بانتظام الغرب الذي يتهمه بأنه يريد تقسيم روسيا لصالح أوكرانيا.
وقال ميدفيديف في مقال نشر في صحيفة “روسيسكايا غازيتا” “هل الغرب مستعد لشن حرب شاملة ضدنا، بما في ذلك حرب نووية، من خلال كييف؟ “الشيء الوحيد الذي يوقف أعداءنا اليوم هو إدراك أن أساسيات سياسة الدولة بشأن الردع النووي هي التي ستوجه روسيا. وأنها ستعمل بناء عليها في حال ظهور تهديد حقيقي”. وتابع يدفيديف أن “العالم الغربي يوازن بين رغبة قوية في إذلال روسيا وإيذائها وتقطيع أوصالها وتدميرها بقدر الإمكان، من جهة، والرغبة في تفادي حدوث كارثة نووية من جهة أخرى”، وأضاف أنه إذا لم تحصل روسيا على الضمانات الأمنية التي تطالب بها “فإن العالم سيواصل التأرجح على شفا حرب عالمية ثالثة وكارثة نووية. سنبذل قصارى جهدنا لمنع ذلك”.
التفاوض؟
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال في مقابلة بثت الأحد 25 ديسمبر (كانون الأول)، إن بلاده مستعدة للتفاوض مع كل أطراف الصراع الأوكراني لكن كييف وداعميها الغربيين رفضوا المشاركة في محادثات.
وتسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) في أشد الصراعات دموية بأوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وأكبر مواجهة بين موسكو والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية في عام 1962.
ولا تلوح في الأفق حتى الآن أي بادرة أمل على نهاية الحرب.
ويقول الكرملين إنه سيقاتل حتى تتحقق جميع أهدافه بينما تقول كييف إنه لن يهدأ لها بال حتى ينسحب آخر جندي روسي من أراضيها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.
وقال بوتين في حديث لقناة “روسيا1” الرسمية بثته اليوم الأحد “نحن مستعدون للتفاوض مع كل الأطراف المعنية بشأن حلول مقبولة، لكن الأمر يعود لهم، لسنا من يرفض التفاوض لكن هم من يرفضونه”.
وقال مدير المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز في مقابلة نشرت هذا الشهر، على الرغم من أن أغلب الصراعات تنتهي بالتفاوض، إلا أن تقييمنا يشير إلى أن روسيا ليست جادة بعد بشأن المشاركة في مفاوضات حقيقية لإنهاء الحرب.
القتل مع الإفلات من العقاب
وانتقد مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ميخايلو بودولياك أولئك الذين يطالبون كييف بالسعي لإجراء محادثات سلام مع روسيا، مشيراً إلى قصف موسكو لشبكة الكهرباء في أوكرانيا دون هوادة منذ أكتوبر (تشرين الأول).
ويقول المسؤولون الأوكرانيون إن موسكو أطلقت بالفعل ما يزيد على ألف صاروخ على شبكة الكهرباء، وحذروا من شتاء قارس البرودة مع عجز كبير في الطاقة وقدرة ضخ المياه، مما يعوق التدفئة المركزية في معظم المنازل الأوكرانية.
وكتب بودولياك، “سأذكر أولئك الذين يقترحون أخذ مبادرات (السلام) الروسية في الاعتبار: في الوقت الحالي، تتفاوض موسكو، وتقتل سكان خيرسون، وتمحو باخموت وتدمير شبكات كييف أوديسا (للكهرباء) وتعذب المدنيين في ميليتوبول”. وأضاف، “روسيا تريد القتل مع الإفلات من العقاب. فهل نسمح بذلك؟”.
ولا تزال كييف تتعافى من موجة الضربات الصاروخية التي وقعت، الإثنين، وأوقفت نصف إمدادات الطاقة بالمدينة إلى اليوم التالي، وفقاً لرئيس الوزراء الأوكراني.
“ليس لدينا خيار آخر”
وأدت الهجمات الروسية على مرافق توليد الكهرباء إلى حرمان ملايين الأوكرانيين من الكهرباء، وقال زيلينسكي إن موسكو ستهدف إلى جعل الأيام القليلة المتبقية من 2022 مظلمة وعصيبة.
وأضاف في خطاب مسائي مصور “فقدت روسيا كل ما في وسعها هذا العام. أعلم أن الظلام لن يمنعنا من إنزال هزائم جديدة بقواتهم. ولكن علينا أن نكون مستعدين لأي سيناريو”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في تحديث عبر فيسبوك “الخطر لا يزال قائماً فيما يتعلق بشن موسكو ضربات جوية وصاروخية على مرافق البنية التحتية الحيوية في جميع أنحاء الأراضي الأوكرانية”.
وأضافت أن القوات الروسية قصفت عشرات البلدات والمواقع على امتداد خط المواجهة مما تسبب في سقوط ضحايا من المدنيين في منطقة خيرسون الجنوبية. وتنفي موسكو استهداف المدنيين.
“الاتجاه الصحيح”
فيما يرى بوتين أن بلاده تتحرك “في الاتجاه الصحيح” بأوكرانيا نظرا لأن الغرب بقيادة الولايات المتحدة يحاول تقسيم روسيا. وتنفي واشنطن السعي للتسبب في انهيار موسكو.
يضيف بويتن “أعتقد أننا نتحرك في الاتجاه الصحيح، ندافع عن مصالحنا الوطنية ومصالح مواطنينا وشعبنا. وليس لدينا خيار آخر غير حماية مواطنينا”.
ولدى سؤاله عما إذا كان الصراع الجيوسياسي مع الغرب يقترب من مستويات خطرة قال بوتين “لا أعتقد أنه خطر للغاية”. وأوضح أن الغرب بدأ الصراع بأوكرانيا في 2014 عندما أطاح الرئيس الموالي لروسيا في احتجاجات عرفت باسم ثورة الميدان.
وبعدها بفترة وجيزة ضمت روسيا القرم من أوكرانيا وبدأت قوات انفصالية مدعومة من موسكو القتال ضد القوات المسلحة الأوكرانية شرق البلاد.
وقال بوتين “في الحقيقة الأمر الجوهري هنا هو أن السياسة التي يتبعها خصومنا السياسيون تهدف لتدمير روسيا. روسيا التاريخية”.
ويصور بوتين تحركات بلاده في أوكرانيا على أنها “عملية عسكرية خاصة” وأنها كانت لحظة فارقة قررت فيها موسكو أخيرا التصدي لتكتل غربي يقول إنه يسعى لتدمير روسيا منذ سقوط الاتحاد السوفياتي في 1991.
وتقول أوكرانيا والغرب إن بوتين ليس لديه مبرر لما يصفونه بحرب من أجل الاحتلال أشاعت المعاناة والموت في أنحاء أوكرانيا.
ووصف بوتين روسيا بأنه “دولة فريدة” وقال إن الأغلبية العظمى من شعبها متحدة وتريد الدفاع عنها.
وتابع “بالنسبة للكتلة الأساسية، 99.9 في المئة من مواطنينا مستعدون لبذل كل شيء من أجل مصالح وطنه الأم، ليس هناك أي أمر غير معتاد بالنسبة لي في هذا الشأن”.
وأضاف “هذا يقنعني مجددا بأن روسيا دولة فريدة وبأن لدينا شعباً استثنائياً. تأكد ذلك على مدى تاريخ وجود روسيا”.
قاعدة “إنجلز” الجوية الروسية
في الجديد الميداني، ذكرت وسائل إعلام أوكرانية وروسية، في ساعة مبكرة من صباح الإثنين، أن دوي انفجارات سُمع في قاعدة “إنجلز” الجوية الروسية الواقعة على بعد مئات الأميال من الخطوط الأمامية في أوكرانيا. ولم يصدر تأكيد رسمي على الفور للانفجارات.
إمدادات الغاز
وسط هذه الأجواء، قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك لوكالة “تاس” الرسمية للأنباء إن موسكو مستعدة لاستئناف إمدادات الغاز إلى أوروبا عبر خط أنابيب “يامال-أوروبا”. وأضاف نوفاك أن موسكو تتوقع أن يصل ما ضخته لأوروبا من الغاز الطبيعي المسال خلال عام 2022 إلى 21 مليار متر مكعب.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com