أخبار عربية وإقليمية

تأجيل تصويت في مجلس الأمن حول غزة وسط تواصل القصف الإسرائيلي


<p>الدخان يتصاعد فوق خان يونس جنوب قطاع غزة خلال القصف الإسرائيلي في 19 ديسمبر 2023 (أ ف ب)</p>

فيما واصلت إسرائيل أمس الثلاثاء قصف غزة، قال دبلوماسيون إن تصويتاً في مجلس الأمن الدولي على محاولة لزيادة توصيل المساعدات إلى القطاع تأجل ليوم آخر مع استمرار المحادثات، في محاولة لتجنب استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) للمرة الثالثة على إجراء بخصوص الحرب المستمرة منذ نحو شهرين بين تل أبيب وحركة “حماس”.

وكان من المقرر أن يصوت المجلس المؤلف من 15 عضواً في بادئ الأمر على مشروع قرار صاغته الإمارات الإثنين، لكن التصويت تأجل على نحو متكرر، إذ يقول دبلوماسيون إن الإمارات والولايات المتحدة تواجهان صعوبة في الاتفاق على صياغة تشير إلى وقف الأعمال العدائية واقتراح بإنشاء آلية لمراقبة المساعدات تابعة للأمم المتحدة.

ورداً على سؤال عما إذا كان الدبلوماسيون يقتربون من التوصل إلى اتفاق، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد للصحافيين الثلاثاء “نحاول، نحاول حقاً”.

ويطالب مشروع القرار إسرائيل و”حماس” بالسماح بتوصيل المساعدات إلى جميع أنحاء قطاع غزة ويطلب من الأمم المتحدة مراقبتها.

وقال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة تريد تخفيف اللهجة التي “تدعو إلى الوقف العاجل للأعمال العدائية للسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق، واتخاذ خطوات عاجلة نحو وقف مستدام للأعمال العدائية”.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يواجه ضغوطاً خارجية لتجنب قتل المدنيين الأبرياء، إن الحرب لن تتوقف حتى يتم إطلاق سراح 129 رهينة ما زالوا في غزة، والقضاء على “حماس”.

محادثات إيجابية

قال مصدر إن الاجتماع بين رئيس وزراء قطر ومديري جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه) في وارسو الإثنين لمناقشة الإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس كان إيجابياً، لكن لا توقعات بالتوصل إلى حل وشيك.

واجتمع المسؤولون في العاصمة البولندية لمناقشة اتفاق جديد محتمل لتأمين إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين لدى “حماس” في غزة مقابل إطلاق سراح محتمل لمحتجزين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية وهدنة لأسباب إنسانية.

وقال المصدر المطلع على الجهود الدبلوماسية إن “المحادثات كانت إيجابية واستكشف المفاوضون وناقشوا مقترحات مختلفة في محاولة لإحراز تقدم في المفاوضات، لكن ليس متوقعاً التوصل إلى اتفاق بشكل وشيك”.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان الثلاثاء إنه “أرسل رئيس الموساد إلى أوروبا مرتين للترويج لعملية إطلاق سراح الرهائن”، من دون تقديم تفاصيل عما جرت مناقشته. وأضاف “لن أدخر جهداً في هذا الموضوع والمطلب هو إعادة الجميع (إلى الوطن)”.

ورفضت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية التعليق.

وجاءت المحادثات بين رئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، الذي يشغل أيضاً منصب وزير الخارجية، ومدير الموساد ديفيد بارنيا ومدير وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز، بعد اجتماع بين الثلاثة في أوروبا الأسبوع الماضي.

وقالت قطر إنها تعمل على إصلاح اتفاق هدنة لأسباب إنسانية انتهى الشهر الماضي وتضغط من أجل إنهاء شامل للحرب الدائرة منذ أكثر من شهرين.

هنية يزور مصر

ومن ناحية أخرى يزور رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية اليوم الأربعاء مصر لإجراء محادثات محورها التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

وأفاد مصدر في حركة حماس وكالة الصحافة الفرنسية بأن هنية سيزور مصر الأربعاء على رأس “وفد قيادي رفيع”.

وبحسب المصدر سيعقد هنية عدداً من اللقاءات أبرزها مع مدير المخابرات المصرية للبحث في “وقف الحرب تمهيداً لصفقة تبادل بين الأسرى وإنهاء الحصار على قطاع غزة”.

وانطلقت شرارة الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) بهجوم غير مسبوق شنّته “حماس” داخل إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة، أوقع نحو 1140 قتيلا، غالبيتهم من المدنيين، كما اقتيد نحو 250 رهينة إلى القطاع، وفقا للسلطات الإسرائيلية، ما زال 129 منهم محتجزين في غزة.

وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل “القضاء” على “حماس” وبدأت هجوما واسع النطاق تسبب بدمار هائل في قطاع غزة. وأوقع القصف 19667 قتيلا على الأقل، نحو 70 في المئة منهم من النساء والأطفال، وفق آخر حصيلة لحكومة حماس الثلاثاء.

وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 132 جنديا منذ بدء عملياته البرية في 27 أكتوبر الماضي.

1.9 مليون نازح

وفي القطاع الذي تخضعه إسرائيل لحصار مطبق منذ التاسع من أكتوبر نزح نحو 1.9 مليون نسمة، أي 85 في المئة من السكان، بسبب الحرب، وفق الأمم المتحدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واضطر كثير من السكان للفرار مرات عدة وأقاموا في مخيمات محرومين من الماء والغذاء والدواء والوقود.

ومن جهته، قال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك “اليوم، يضطر الفلسطينيون للجوء إلى مناطق تزداد صغراً فيما تقترب العمليات العسكرية شيئاً فشيئاً” منهم.

وأضاف “إنهم محاصرون في جحيم. لم يعد هناك مكان يذهبون إليه في غزة”.

وتتزايد الدعوات للتهدئة مع تواصل ارتفاع حصيلة الضحايا المدنيين.

“نهج أكثر استهدافاً”

وحضّ وزير الخارجية البريطاني ديفيد كامرون إسرائيل الثلاثاء على اتباع “نهج أكثر استهدافاً” في حربها ضد “حماس” والحد من الخسائر في صفوف المدنيين.

وقال موفد الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط تور وينسلاند الثلاثاء أمام مجلس الأمن الدولي إن “الإجراءات المحدودة لإسرائيل، وخصوصاً السماح بإدخال مزيد من الوقود والغذاء وغاز الطهو، وفتح معبر كرم أبو سالم لدخول المساعدة الإنسانية، هي إيجابية، لكنها غير كافية إلى حد بعيد في ضوء ما هو ضروري لمواجهة الكارثة الإنسانية على الأرض”.

ولعبت قطر ومصر دور الوسيط بين إسرائيل وحماس في اتفاق أدى إلى هدنة لمدة أسبوع في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) أطلقت خلالها حماس سراح أكثر من 100 امرأة وطفل وأجنبي كانت تحتجزهم مقابل إطلاق سراح 240 امرأة وفتيان فلسطينيين من غزة من السجون الإسرائيلية.

تابعوا آخر تطورات الحرب بين إسرائيل و”حماس” في هذه التغطية المباشرة.

subtitle: 
هنية يزور مصر ومصدر مقرب من "حماس" يقول إن محادثات قطر وتل أبيب عن الرهائن إيجابية لكن لا اتفاق وشيكا
publication date: 
الأربعاء, ديسمبر 20, 2023 – 02:30

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى