كتبت لارا بعقليني في موقع الـOTV:
لم يكتف فيروس كورونا المستجد بإضفاء عوارضه المباشرة على المصابين به، بل تبعها بغير المباشرة. فامتدت أثاره لا فقط على الجسد بل على النفس أيضًا. لم تكن فترة الحجر المنزلي سهلة على الكثيرين، فالحاجة الى الانتماء من الحاجات الوجودية الأساسية للإنسان. إثر ذلك، انصاب كثيرون بـ”متلازمة الكوخ” دون أن يدروكوا التوصيف الصحيح لحالتهم.
ما هي “متلازمة الكوخ”؟
لم يظهر هذا المصطلح مع وباء كورونا، بل سمح الاخير على إلقاء الضوء عليه. فتعود هذه العبارة إلى أوائل القرن العشرين في أمريكا الشمالية، حينما كان على الناس الانعزال لعدة أيام في منطقة نائية خاصة خلال فترة الشتاء. وهناك تأريخ آخر يعود الى أوائل القرن التاسع عشر عندما كان المصطلح يشير الى ضرورة البقاء في المنزل بسبب حمة التيفوس.
حسب علم النفس، متلازمة الكوخ ليست اضطرابًا نفسيًا، لكن هذا لا يعني انها حالة خيالية. فالمشاعر السلبية التي تلاحق الفرد نتيجة الشعور بالعزلة جد حقيقية. وتتجاوز الأعراض المشاعر المزعجة العادية التي يشعر بها الفرد عند مروره بفترة عصيبة، لتذهب الى أبعد من ذلك، مثل: سلب القدرات الاجتماعية، الارق، التهيج، اليأس،انخفاض الدافع، صعوبة في التركيز، أنماط نوم غير منتظمة، الخمول، عدم الثقة بالأخرين، عدم الصبر، الحزن والاكتئاب المستمر.
طريقة العلاج
نظرًا إلى أن متلازمة الكوخ لا تعتبر اضطرابًا نفسيًا، فلا توجد طريقة واحدة معتمدة للتغلب على هذه المشاعر المؤلمة. فعلى كل شخص إيجاد الطريقة التي تساعده على تغيير مزاجه، قد تكون القراءة، الطبخ، العزف والغناء…
ولا يعني التباعد الاجتماعي الإنعزال عن المجتمع، فيمكن أن يستمر التواصل من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وطرق الاتصال عبر الانترنت.
كما الحصول على قدر كاف من النوم أمر ضروري. ويجب محاولة الاستيقاظ في مواعيد ثابتة، عدم السهر لساعات متأخرة من الليل وعدم النوم لساعات ما بعد الظهر.
وتبقى الرياضة أساسية خاصة إذا مورست في الهواء الطلق. فتظهر الدراسات أن الوقت الذي تمضيه في الطبيعة مهم جدًا للصحة العقلية. حتى لو تعذر الخروج من المنزل يمكنك ممارسة تمارين رياضية منزلية لتتخلص من التوتر.
هذه الامور هي الابرز للمحافظة على صحة نفسية سليمة رغم كل الضغوطات التي يمر بها العالم أجمع.
إصابة بلقيس بمتلازمة الكوخ
أعلنت الفنانة الامارتية بلقيس فتحي مؤخرًا في العديد من المقابلات إصابتها بمتلازمة الكوخ. وعبرت بلقيس عن المشاعر المؤلمة التي كانت تشعر بها خلال الحجر المنزلي الذي فرضته دولة الامارات إثر انتشار فيروس كورونا المستجد. ظلت الفنانة الاماراتية اسيرة غرفتها ثمانية أشهر، لم ترغب برؤية أحد ولا حتى الخروج من المنزل. ولم يقتصر الوضع على هذا الحد، بل رافقها شعور “الفشل” وأكدت انها لم تكن تستطيع النظر إلى نفسها في المرآة.
أخيرًا، تعتبر الصحة النفسية العامل الأساسي لعيش حياة طبيعية. لذا، لا تهمل مشاعرك وأحاسيسك. كن مدرك لأهمية الافكار التي تراودك ولا تستهين بها. فكل فكرة تخطر على ذهنك ستترك أثرها داخلك. وعندما لا تعي خطورة الامر ستصل لوضع صعب لا يمكنك الخروج منه دون مساعدة. كي لا تصل إلى هذه المرحلة، انتبه!
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :otv.com.lb
