اعتبر المفتي الشيخ حسن شريفة خلال خطبة الجمعة في مسجد الصفا في بيروت، أن “الظروف الاستثنائية والصعبة التي تمر فيها البلاد يجب ان تحمل الجميع على العمل بروح واحدة بعيدا عن أي مناكفات سياسية او مراهنات خاطئة وحسابات شخصية، فالوقت ضيق والتحديات جسام والمطلوب الاستنفار ليل نهار لفرملة الانهيار وإعادة ترتيب الأوضاع للخروج من الازمة عبر آليات تؤسيس لمرحلة الانقاذ الاجتماعي الاقتصادي ولحوار يعيد شبك خيوط الأمان السياسي دون أي تذرع او حجج لا تبررها أي ضغوط خارجية او داخلية، مصلحة الوطن والمواطن فوق أي اعتبار”.
وقال: “لقد تعب اللبنانيون من الوعود في وقت الدولة في مكان والمواطن في مكان يتخبط بين سندان السوق المحتكر من بعض التجار ومطرقة الدولار التي تواصل سحق اللبنانيين فشراء علبة حليب او تأمين دواء لطفل أصبحت من أكبر همومهم اليومية، فإلى متى ستبقى الأسواق ترضخ لهوى المحتكرين والمتلاعبين بالأسعار وأين الهيئات الرقابية التي يجب ان تلعب دورها بشكل حازم وصارم”.
وفي الشأن الحكومي لفت المفتي شريفة الى ان “استمرار المعوقات التي تمنع انعقاد مجلس الوزراء، ورفض البعض القيام بالخطوات الدستورية والقانونية التي تعيد تصويب مسار التحقيق في جريمة المرفأ والمراوحة في الفراغ أمر غير صحي وغير مقبول”.
وسأل: “ما هي القطبة المخفية لإعادة اطلاق العجلة الحكومية وهل هناك من يمنع تصحيح المسار القضائي في قضية المرفأ واستغلالها سياسيا وانتخابيا؟”. وشدد على أن “التطييف الفاضح للقضاء سوف يكون له ردات فعل سلبية لا يمكن لاحد ان يعرف نتائجها”.
أضاف: “حبذا لو تتواضع المكونات السياسية وتخرج من العباءة الطائفية وتوازي بين صوتها وحجمها حتى يعم الهدوء في الوطن. مهما تباعدت رؤانا السياسية لا بد من الجلوس على طاولة واحدة نطرح كل المعضلات تمهيدا لحلها او التخفيف من ثقلها الملقى على المواطن الذي كفر بكل شيء ولم يعد يثق بدولته لأنها لم تعد مجال حماية او رعاية”.
وقال: “نحذر مجددا من انفجار اجتماعي، فالمواطن لم يعد يستطيع تحمل المزيد من التداعيات المالية والاقتصادية والاجتماعية السلبية وتعنت البعض المصر على اغلاق أبواب الحوار السياسي. إننا نثمن ونرحب بأي دور عربي لحدوث خرق سياسي إيجابي في لبنان ونكرر ان مصر تمثل الحضن العربي الجامع وراعية الحوار وبناء جسور التلاقي ونعول عليها كلبنانيين على حل عقد الخلاف وبناء قاعدة للحوار الذي يجمع الافرقاء لاستخراج الحلول والبدء بخطة عمل وطنية تبدأ بتنفيذ خطة اصلاحية تنهض بالاقتصاد الوطني وتوفر العدالة الاجتماعية والرعاية الصحية”.
وختم مشددا على أن “التأسيس لمرحلة الانقاذ الاجتماعي الاقتصادي هو الأساس والمفتاح لعودة الثقة داخليا وخارجيا تحت سقف حوار انقاذي لبناني عناوينه ومضامين تنفيذه تشكل جسر خلاص للبنانيين وفق برنامج وطني جامع يؤسس لدولة عادلة تحفظ حق المواطن مع حرية المعتقد، بعيدا عن الالحاد لان ما نحن فيه هو الكفر بأنعم الله حقيقة او عصيانا”
The post شريفة: تعب اللبنانيون من الوعود في وقت الدولة في مكان والمواطن في مكان appeared first on LebanonFiles.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.lebanonfiles.com
