قتيل وعشرة جرحى في توغل أوكراني داخل منطقة روسية حدودية


<p class="rteright">جنود أوكرانيون يشاركون في عمليات تدريب بمنطقة دونيتسك (رويترز)</p>
أعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء مساعدة عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة مئات ملايين الدولارات، الأمر الذي لا يلبي إلى حد بعيد رزمة المساعدات الضخمة التي يطالب بها الرئيس جو بايدن ولا تزال معطلة في الكونغرس.
وتتضمن المساعدة خصوصاً صواريخ للدفاع الجوي وذخائر وقذائف مدفعية وتلبي “بعض الحاجات الملحة لأوكرانيا”، وفق ما قال جيك سوليفان مستشار الرئيس الأميركي.
وصرح مسؤول أميركي كبير “إنها مساعدة متواضعة نسبياً، تهدف إلى منح أوكرانيا الحد الأدنى الضروري لفترة قصيرة”. وسيتم تمويلها بفضل إعادة تقييم محاسبية للبنتاغون.
مواجهة بين بايدن وترمب
وقال المسؤول “لقد حققنا وفراً سيتيح لنا تمويل هذه المساعدة الجديدة”، مع تشديده على أن الوضع “استثنائي” ولا يشكل بديلاً من مصادقة الكونغرس الأميركي على أموال جديدة.
وتعجز واشنطن منذ أشهر عن إقرار رزمة مساعدات جديدة لكييف بقيمة ستين مليار دولار بسبب تعطيل يمارسه نواب جمهوريون.
ومنتصف فبراير (شباط)، وافق مجلس الشيوخ على المشروع الذي يطالب به الرئيس بايدن ويرصد أيضاً أموالاً لإسرائيل وتايوان. لكن أنصار الرئيس السابق دونالد ترمب يعلقون إقراره النهائي في مجلس النواب.
وتحولت هذه القضية إلى مواجهة بين بايدن وترمب في ذروة حملة ساخنة للانتخابات الرئاسية الأميركية.
وعلى وقع شد الحبال بين الديمقراطيين والجمهوريين، حذر تقرير لمجتمع الاستخبارات الأميركي سلم الإثنين لمجلس الشيوخ من أن “الدينامية في طور التحول أكثر فأكثر لصالح موسكو”.
ونبه مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) بيل بيرنز إلى أن “أوكرانيا لا تفتقر إلى الشجاعة، إنها تفتقر إلى الذخائر وقد بدأنا نخسر الوقت لمساعدتهم”.
مكاسب روسية
وتحرز القوات الروسية مكاسب ميدانية منذ أسابيع في شرق أوكرانيا، وخصوصاً مع سقوط مدينة أفدييفكا منتصف فبراير.
لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أبدى تفاؤلاً الإثنين، مؤكداً أن قوات بلاده “أوقفت” التقدم الروسي وأن الوضع راهناً على الجبهة بات “أفضل بكثير” مما كان عليه قبل ثلاثة أشهر.
إلى ذلك، وافقت الولايات المتحدة الثلاثاء على بيع صواريخ لبولندا بقيمة 3.5 مليارات دولار، في صفقة أعلنت قبل أن يستقبل الرئيس جو بايدن رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك في البيت الأبيض.
والصفقة التي أبلغ بها الكونغرس بحسب القانون الأميركي، تلحظ بيع صواريخ جو-أرض بعيدة المدى بقيمة 1.77 مليار دولار، وصواريخ جو-جو متوسطة المدى بقيمة 1.69 مليار دولار، بحسب بيان للخارجية الأميركية.
بوتين “سيهدد” أوروبا والولايات المتحدة
وفي وقت لاحق، حذر بايدن من أن روسيا ستمضي أبعد من هجومها على أوكرانيا، مجدداً مطالبة الكونغرس بإقرار رزمة مساعدات عسكرية لكييف في اسرع وقت ممكن.
وقال بايدن على هامش لقائه الرئيس البولندي أندريه دودا ورئيس الوزراء دونالد توسك في البيت الأبيض “علينا التحرك قبل فوات الأوان. لأن روسيا لن تتوقف في أوكرانيا، وفي إمكان بولندا أن تتذكر ذلك”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف “(الرئيس الروسي) بوتين سيمضي قدماً وسيهدد أوروبا والولايات المتحدة والعالم الحر برمته”.
توغل أوكراني
ميدانياً، قتل أحد عناصر الدفاع المحلي وأصيب عشرة مدنيين الثلاثاء في توغل مسلح لمقاتلين روس موالين لأوكرانيا في منطقة بيلغورود الروسية، إحدى المناطق الحدودية المستهدفة، وفق ما أفاد حاكمها.
وكتب فياتشيسلاف غلادكوف على “تليغرام” “أصيب عشرة مدنيين نقل ستة منهم إلى المستشفى (…) وقضى عنصر في دفاعنا المحلي”. كذلك، تعرضت منطقة كورسك المجاورة الثلاثاء لتوغل نفذه مقاتلون أتوا من أوكرانيا.
وقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وأصيب 38 آخرون بينهم أطفال، في قصف روسي الثلاثاء أصاب مبنى سكنياً في مدينة كريفي ريغ بوسط أوكرانيا، وفق ما أفادت السلطات الأوكرانية.
وفي فيديو نشرته وزارة الداخلية الأوكرانية يمكن رؤية مسعفين يعملون على إجلاء جرحى مدنيين من مبنى سكني مؤلف من طوابق عدة اندلعت فيه النيران. وكتب وزير الداخلية إيغور كليمنكو على “تليغرام” “ثلاثة قتلى و38 جريحاً. هناك أطفال مصابون”، موضحاً أن الحصيلة مرشحة للارتفاع.
وبين الجرحى عشرة أطفال، وفق ما أعلن على منصة “تليغرام” سيرغي ليساك، حاكم منطقة دنيبروبتروفسك الواقعة في وسط أوكرانيا.
وقال الرئيس الأوكراني المولود في المدينة، إن الضربة أصابت مبنى سكنياً مؤلفاً من تسعة طوابق. وفي مداخلته المسائية تقدم بتعازيه لذوي القتلى.
وقال زيلينسكي “سنلحق خسائر بالدولة الروسية رداً على ذلك، عن حق. يجب أن يتعلموا في الكرملين أن إرهابهم لا يمر بدون عقاب”.
الخيارات يجب أن تبقى مطروحة
من جانبه، أعرب الرئيس الليتواني غيتاناس ناوسيدا الثلاثاء عن دعمه لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أثار جدلاً بإعلانه أنه يجب عدم “استبعاد” إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا في المستقبل.
وقال ناوسيدا لدى وصوله إلى قصر الإليزيه إن “كل الخيارات المتعلقة بدعمنا لأوكرانيا يجب أن تبقى على الطاولة”. وفي هذا السياق، أشاد الرئيس الليتواني “بدور فرنسا في المساعدات العسكرية وبمقترحاتها للتفكير في وسائل إضافية غير تقليدية يتم استخدامها لمساعدة أوكرانيا”.
وخلال مؤتمر عُقد في 26 فبراير في باريس، دعا ماكرون حلفاء أوكرانيا إلى “قفزة” لضمان “هزيمة” روسيا، من خلال تنفيذ عمليات تسليم أسرع وأضخم لأسلحة وذخائر.
وأشار إلى أنه رغم عدم وجود “إجماع” بشأن إرسال قوات برية غربية إلى أوكرانيا “ينبغي عدم استبعاد أي شيء”. وقال “سنفعل كل ما يلزم لضمان عدم تمكن روسيا من الانتصار في هذه الحرب”.
وأوضحت الحكومة الفرنسية بعد ذلك أن الأمر لا يتعلق بقوات قتالية، بينما رفضت الولايات المتحدة وبرلين ولندن وحلفاء أوروبيون آخرون لكييف، اقتراح ماكرون. وأكد ماكرون الثلاثاء إلى جانب نظيره الليتواني أنه يتعين “مواصلة الضغط على روسيا من دون الدخول في منطق التصعيد”، مضيفاً أن فرنسا مستعدة للتعاون مع الليتوانيين في عمليات لإزالة الألغام في أوكرانيا.
وقال “يمكن لفرنسا وليتوانيا أن تتعاونا بشكل أوثق” في مجالات الدفاع ودعم أوكرانيا والتضليل أو حتى الطاقة النووية، مذكراً بالتجربة الطويلة لليتوانيا الجمهورية السوفياتية السابقة، في مواجهة “الإمبريالية” الروسية.
وأشار الرئيس الليتواني إلى أن “دعمنا لم يكن كافياً حتى اليوم. فهو يسمح لأوكرانيا بالصمود ولكن ليس بالفوز”. وشدد على أنه “إذا لم نساعد أوكرانيا على الفوز، فسوف يتوسع عدوان الكرملين”. وأضاف “هذا النظام الدامي لن يتوقف إذا لم نوقفه”.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com