مسؤولون أميركيون: ودائع بنك "وادي السيليكون" ستتاح للعملاء الإثنين


<p class="rteright">الخزانة الأميركية تعمل مع الجهات التنظيمية للقطاع المصرفي لمواجهة انهيار البنك (رويترز)</p>
قال مسؤولون أميركيون، الأحد، إن عملاء بنك “سيليكون فالي” (أس في بي) سيستطيعون الوصول إلى ودائعهم بدءاً من اليوم الإثنين.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية ومجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) والمؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع في بيان “سيستطيع المودعون الوصول إلى كل أموالهم بدءاً من الإثنين 13 مارس”. وأضاف البيان “لن يتحمل دافعو الضرائب أي خسائر لها علاقة بالقرار المرتبط ببنك سيليكون فالي”.
وفي وقت سابق، ذكرت مصادر مطلعة، يوم الأحد، أن السلطات الأميركية بصدد اتخاذ “إجراءات جوهرية” لدعم الودائع في بنك “سيليكون فالي” والحيلولة دون اتساع نطاق تداعيات انهياره المفاجئ.
وقالت المصادر، لوكالة “رويترز” إن مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عملوا في مطلع الأسبوع الجاري على تقييم تداعيات انهيار البنك يوم الجمعة، مع التركيز بشكل خاص على قطاع تمويل المشروعات الناشئة والبنوك المتعددة الفروع.
وقال أحد المصادر إن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) نجح في اتخاذ إجراءات أبقت على عمل البنوك خلال جائحة كوفيد-19 وإن بإمكانه أن يتخذ إجراءات مماثلة الآن.
وقال مصدر آخر “سيكون ذلك إجراء جوهرياً وليس مجرد كلمات”.
حماية الودائع
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن ثلاثة مصادر مطلعة قولها إن السلطات الأميركية تدرس حماية جميع الودائع غير المؤمنة في (أس في بي)، وكذلك التدخل لمنع ما تخشى أن يكون ذعراً في النظام المالي الأميركي.
وذكر التقرير أن المسؤولين في وزارة الخزانة والمركزي الأميركي والمؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع ناقشوا هذه الفكرة في مطلع هذا الأسبوع.
كما ذكرت قناة (سي.إن.بي.سي) أن المركزي الأميركي والمؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع يدرسان آليتين مختلفتين لإدارة تداعيات إغلاق (أس في بي) إذا لم يتحقق إيجاد مشتر للبنك.
وكان لانهيار (أس في بي) أصداء في جميع أنحاء العالم إذ سارعت الحكومة البريطانية للحد من أي تداعيات ناجمة عن إغلاق وحدة البنك في المملكة المتحدة، كما ثارت مخاوف في دول مثل إسرائيل والهند حيث تعتمد شركات التكنولوجيا على هذا البنك.
وفي وقت سابق الأحد، قالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين إنها تعمل مع الجهات التنظيمية للقطاع المصرفي بغية مواجهة انهيار بنك “سيليكون فالي”، وهو أكبر بنك ينهار بعد الأزمة المالية العالمية في عام 2008.
تأثير الدومينو
ومع تزايد القلق من أن يكون لانهيار البنك تأثير الدومينو على البنوك الأخرى بالولايات المتحدة، قالت يلين إنها تعمل على حماية المودعين لكنها استبعدت وضع خطة إنقاذ.
وقالت يلين لشبكة “سي.بي.إس نيوز”: “نريد ضمان أن المشكلات التي تواجه أياً من البنوك لن تنتقل إلى بنوك أخرى”.
وأضافت “خلال الأزمة المالية، وضُعت خطط إنقاذ لمستثمرين ومالكي بنوك كبيرة… والإصلاحات التي جرى تطبيقها تعني أننا لن نفعل ذلك مرة أخرى”.
إيجاد مشتر
وقال أحد المصادر إنه على الرغم من أن المؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع تحمي الودائع التي تصل قيمتها إلى 250 ألف دولار، فإن هناك مخاوف بشأن الودائع التي تزيد على ذلك، مضيفاً أن العديد من الشركات الصغيرة معرضة لخطر عدم القدرة على دفع رواتب موظفيها.
ووسط عمليات سحب متزايدة من البنوك الأخرى ذات الفروع المتعددة، يراقب المسؤولون الأميركيون عن كثب القطاع الأوسع نطاقاً.
ووقَّع أكثر من 3500 من الرؤساء التنفيذيين والمؤسسين الذين يمثلون نحو 220 ألف موظف على عريضة، دشنتها شركة “واي كومبينيتور”، تناشد مباشرة يلين وغيرها من المسؤولين دعم المودعين، محذرين من تعرض أكثر من 100 ألف وظيفة للخطر.
ويحتل بنك “سيليكون فالي”، ومقره سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا، المركز السادس عشر بين أكبر البنوك الأميركية بأصول قيمتها 209 مليارات دولار وهو ما يجعل قائمة المشترين المحتملين الذين يمكنهم تنفيذ صفقة لشرائه قصيرة نسبياً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت مصادر مطلعة يوم الجمعة إن المؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع، التي تولت الحراسة القضائية على البنك، تسعى لإيجاد بنك آخر خلال مطلع الأسبوع الجاري مستعد للاندماج مع بنك “سيليكون فالي”.
وقال بعض المسؤولين التنفيذيين بالقطاع إن حجم مثل ذلك الاتفاق سيكون ضخماً بالنسبة لأي بنك ومن المرجح أن يتطلب من الجهات التنظيمية تقديم ضمانات خاصة وتسهيلات أخرى لأي مشتر.
ولم يرد مجلس الاحتياطي الاتحادي ولا المؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع حتى الآن على طلب للتعقيب.
احتواء الذعر
وحذر محللون ومستثمرون كبار من أنه دون التوصل لحل بحلول يوم الإثنين فمن المحتمل أن تتعرض بنوك أخرى لضغوط إذا ساور المودعين القلق بشأن مدخراتهم.
وذكرت “بلومبيرغ” أن المركزي الأميركي والمؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع يدرسان إنشاء صندوق يتيح للجهات التنظيمية دعم الودائع في البنوك التي تواجه تعثرات.
وقال التقرير إن الجهات التنظيمية تجري مناقشات بشأن الأداة الخاصة الجديدة مع مسؤولين بالبنوك أملاً في أن يُطَمئن مثل ذلك الإجراء المودعين ويساعد في احتواء أي ذعر.
وحدة (أس في بي) في بريطانيا
وفي بريطانيا حيث لدى مجموعة (أس في بي) وحدة تابعة محلية، قال وزير المالية جيريمي هانت الأحد إنه يعمل مع رئيس الوزراء ريشي سوناك وبنك إنجلترا (المركزي) “لتفادي أو تقليل الضرر” الناجم عن الفوضى التي حلت على البنك.
وقال هنت لقناة “سكاي نيوز”: “نعمل بخطى حثيثة على مدى عطلة نهاية الأسبوع وخلال الليل… سنقدم قريباً جداً خططاً للتأكد من قدرة الناس على تلبية التزاماتهم من التدفقات النقدية لسداد رواتب موظفيهم”.
وأرسل أكثر من 250 مسؤولاً تنفيذاً بشركات تقنية بريطانية خطابا موجهاً إلى هانت يطالب الحكومة بالتدخل.
النقد الدولي يترقب تداعيات الانهيار
وقال صندوق النقد الدولي الأحد إنه يراقب الآثار المحتملة على الاستقرار المالي من انهيار بنك “سيليكون فالي” معبراً عن ثقته في أن واشنطن تتخذ الإجراءات التنظيمية الملائمة.
وقال متحدث باسم صندوق النقد الدولي في بيان “نراقب عن كثب التطورات والآثار المحتملة على الاستقرار المالي، ولدينا ثقة كاملة في أن صناع السياسة في الولايات المتحدة يتخذون الخطوات المناسبة لمعالجة الوضع”.
إغلاق بنك “سيجنتشر”
من جانبها، قالت إدارة الخدمات المالية بولاية نيويورك الأحد إنها استحوذت على بنك “سيجنتشر” وألحقت صفة المستلم بالمؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع، وذلك في ثاني حالة إفلاس لبنك في غضون أيام.
وقالت الإدارة في بيان إن الودائع لدى بنك “سيجنتشر” بلغت حوالى 88.59 مليار دولار في المجمل حتى يوم 31 ديسمبر (كانون الأول).
ولم يرد بنك “سيجنتشر” على طلب للتعليق. وقالت وزارة الخزانة وجهات تنظيمية أخرى بقطاع البنوك في بيان مشترك إنه سيتم تعويض المودعين في بنك “سيجنتشر” وإن “دافعي الضرائب لن يتحملوا أي خسائر”.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com